المياه.. الجبهة الأوروبية الـجـديـدة ضـد إسـرائـيـل

بقلم: يوعز هندل
الماء في الشرق الاوسط يُحدث الحروب والسلام. فالماء يمكن أن يشفي وأن يُبرد، والماء يمكن أن يثير النفوس ايضا. وقد تعلم رئيس البرلمان الاوروبي ذلك، أول من أمس، على جلده. "كل شيء بسبب مسمار صغير"، تقول الأغنية. وكان كل شيء بسبب خطأ كبير في حالة شولتس.
جاء مارتن شولتس الى الكنيست مع نوايا طيبة وجهل مُضر. إن ادعاءه منع الماء عن الفلسطينيين محرج، وهو مثال على صعوبة وضع اسرائيل مع الاوروبيين. ليس الامر هو النقض بل الخلط بين حقائق وادعاءات ايديولوجية. في العام 1995 وقع على اتفاق الماء مع الفلسطينيين. ويمكن أن نقول بصورة فظة إنهم أخذوا الجانب الشرقي من حوض الجبل (المياه الجوفية)، وأخذت إسرائيل الجانب الغربي. والتزمت اسرائيل بأن تُمد الفلسطينيين بـ 31 مليون متر مكعب كل سنة بسعر الكلفة، والتزم الفلسطينيون بأن يسحبوا الماء بحسب الاتفاق. وفهم المشاركون في "اوسلو" أن الماء مهم للطرفين، فحرصوا على كتابة حروف صغيرة، بيد أن الحروف الصغيرة لم تصمد ولم يصمد الاتفاق، فأصبحت اسرائيل تمد الفلسطينيين منذ التوقيع على الاتفاق بـ 56 مليون متر مكعب كل سنة، أي بضعفي ما تم الاتفاق عليه تقريبا. ويأتي الجزء المركزي من منطقة السهل الساحلي. فهو ماء للفلسطينيين بلا خط اخضر وبلا مزاعم احتلال.
وقام الفلسطينيون من جهتهم بعدة اعمال حفر في منطقة الهروديون (حيث يوجد ماء جوفي وفير)، لكنهم فشلوا، لأنه يصعب اخراج ماء من الارض بصورة مستقلة، ومن الأسهل الاعتماد على سلطة المياه الاسرائيلية، فطلبوا زيادة فأعطت اسرائيل.
وبدل أن يخرجوا ماءً في الجنوب حفروا بصورة غير قانونية 200 بئرا في شمال "السامرة". والذي يُحفر في مكان ما يؤثر في مكان آخر، وتضاءل الماء الوفير في الينابيع بالقرب من بيسان.
الماء ذريعة مريحة وهو حق أساسي للإنسان. وقد انشأت منظمات يسار متطرفة مع منظمات فلسطينية منظومة كاملة من الادعاءات الكاذبة.
بعد أن اتهمت اسرائيل بالفصل العنصري والتطهير العرقي وقتل شعب، ظهرت ادعاءات سرقة الماء. فكان لرئيس البرلمان الاوروبي من يعتمد عليه، لكن الواقع عكس ذلك. زعم شولتس في خطبته أن الفلسطيني يحصل على 17 لترا في اليوم قياسا بالإسرائيلي الذي يتمتع بـ 70 لترا، بيد أن معطيات رسمية عن السلطة الفلسطينية تذكر أن الحديث يدور عن 103 لترات كل يوم. إن دولة اسرائيل هي التي ربطت 95 بالمئة من مناطق السلطة الفلسطينية بشبكة إمداد منظمة للماء – وهذه نسبة أعلى من أكثر الدول في العالم. فالبنى التحتية من انتاج اسرائيل، والماء من انتاج اسرائيل، وتتجه الادعاءات ضدنا ايضا. إن شولتس يرى نفسه مؤيدا لإسرائيل، والجدل معه في السياسة في "يهودا" و"السامرة " مشروع، لكن عدم معرفته بالحقائق يثير علامات سؤال.
يديعوت أحرنوت