أربعة أرقام فقط: 1967

بقلم: ايتان هابر

أربعة أرقام، أربعة ارقام فقط، تفصل بين ما هو حلم للكثيرين السلام مع الفلسطينيين وبين، ربما، ما يجعله واقعا. . الاسرائيليون لا يمكنهم معها. الفلسطينيون لا يمكنهم بدونها. هذه كل القصة.

لو كان الامر هكذا حقا، لكنا منذ زمن بعيد كتبنا هذا المقال في مقهى في قصبة نابلس أو في مكتب صديق، اذا كان سيكون كهذا، في رام الله. حتى هذه اللحظة توجد فجوة هوة بين الـ 1967 التي يستمتع بتلفظها صائب عريقات الفلسطيني بالعبرية: أحات تيشع شيش شيفع وبين ذات الاعداد التي تخرج من فم تسيبي لفني. على وجه عريقات ترتسم بشكل عام ابتسامة داهية تكاد تكون شريرة، حين يتلفظ بهذه الاعداد بالعبرية. اما تسيبي لفني فتبتسم بشكل مختلف. بيبي نتنياهو لا يبتسم على الاطلاق. 1967 هي بالنسبة له خلاصة وجود دولة اسرائيل.

1967هي خط فيضان الماء في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. بالنسبة للفلسطينيين، ومعهم الامريكيون وكل العالم، فان 1967 هي المنطلق لحل النزاع. بالنسبة لقسم كبير من الاسرائيليين هي وصفة للمصيبة، لدرجة ضياع الدولة. يهم للفلسطينيين ، ربما، ما يكتب: ‘على أساس خطوط 1967′، ‘حدود 67′، ‘صيغة 67′ وحتى قياس حذاء 67، على أن يتفق على هذه الاعداد الاربعة بين الطرفين وبالطبع تنفذ.

وكما قيل بالطبع القصة لا تتعلق بهذه الارقام بل ما تنطوي عليها: انسحاب الى خطوط الرابع من حزيران 1967، قبل دقيقة من انطلاق الجيش الاسرائيلي الى الحرب وفي اعقابها احتل شبه جزيرة سيناء من المصريين، يهودا والسامرة حتى نهر الاردن من الاردنيين والهضبة السورية من السوريين. بالنسبة لدولة اسرائيل المعنى هو في هذه اللحظة 360 ألف نسمة استقروا في يهودا والسامرة وفي القدس الشرقية. بالنسبة للفلسطينيين المعنى هو اقامة دولة على تلك المناطق وتلك الاماكن التي يعيش فيها في هذه اللحظة عشرات الاف الاسرائيليين.

بالنسبة لقسم من الاسرائيليين هذه عودة صهيون الحقيقية. بالنسبة للفلسطينيين الانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران 1967 هو شطب تام للانجازات الاسرائيلية في حرب الايام الستة. مثلما مع الفارق، في يانصيب هبايس عندنا 1967 هو العدد الاضافي للفلسطينيين. ولكن الحجة الفلسطينية ليست بريئة، بالطبع، مثلما تسمع وتبدو.

لقد أخذت حكومة اسرائيل على عاتقها في تشرين الثاني 1967 ان تخرج الى حيز التنفيذ قرار 242 لمجلس الامن، الذي تحدث عن انسحاب الاسرائيلي الى خطوط الرابع من حزيران 1967، الى حدود آمنة ومعترف بها مع تعديلات طفيلة. الفلسطينيون يقولون: حسنا، مرت 47 سنة منذئذ. ويفهم الاسرائيليون اليوم بان الموافقة على مثل هذا الانسحاب معناها اقتلاع عشرات الاف المستوطنين من بيوتهم، صدمة لا تطاق لدولة كاملة وعرض دولة اسرائيل كدولة حدودها مؤقتة وقابلة للتغيير. من هنا فصاعدا الطريق قصير من ناحية الفلسطينيين لدحر دولة اسرائيل الى خطوط تقسيم الامم المتحدة من العام 1967.

يحتمل ان يكون هذا هو السبب الاساس للطلب الاسرائيلي في المفاوضات الحالية الاعتراف باسرائيل كدولة قومية يهودية والاعتراف بالاتفاق، اذا ما تحقق، كنهاية النزاع وختام كل المطالب. مثل هذا الاعتراف كفيل بان يثقل على الحلم الفلسطيني لعرض اسرائيل كدولة مؤقتة وآنية، واعتراف دولي بمثل هذه التسوية سيثقل عليهم أكثر فأكثر. ومثلما يبدو الامر في هذ اللحظة فان احتمالات ان يوافق الفلسطينيون على ذلك طفيفة حتى صفرية.

يقال ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مقتنع بان الفلسطينيين لا يمكنهم ان يأخذوا على عاتقهم اعترافا باسرائيل كدولة يهودية، واذا ما حصل الامر بالصدفة فانه سينجح في أن يثبت لسكان الدولة بانه أخرج من عقول الفلسطينيين حلمهم الكبير. مرة اخرى يتبين ان السياسة الخارجية لدولة اسرائيل هي سياسة داخلية، مثلما قال ذات مرة وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر.

 

يديعوت أحرنوت