الروس يعودون إلى سورية

بقلم: اليكس فيشمان

وصل عشرات الضباط والخبراء من الجيش الروسي الى سورية في الأسابيع الأخيرة، وشاركوا في القتال إلى جانب جيش الأسد ضد المتمردين، كما تفيد مصادر دبلوماسية غربية في موسكو. وتم هذا الإجراء الدراماتيكي بعد سنة من إجلاء روسيا لخبرائها وعائلاتهم عن الدولة بسبب تصاعد حدة القتال.
يوجد بين الضباط الروس من هم في أرفع المستويات ممن اصبحوا مستشارين مختصين لرئيس الأركان السوري ولضباط هيئة القيادة العامة. ويعمل ضباط آخرون مستشارين مختصين الى جانب قادة في الوحدات الميدانية السورية – من قادة ألوية الى قادة طوابير. وهم في بعض الحالات يشيرون الى مستويات أدنى أيضا. وفي مقابل ذلك زاد الروس كثيرا من المساعدة للجيش السوري في المجالات الإمدادية والاستخبارية، كما أن موسكو توفّر للجيش السوري قدرات استخبارية، وهو ما يفترض أن يساعد الجيش على تحديد مواقع وحدات المتمردين وضربها.
تمت عودة الخبراء والضباط الروسي الى سورية بتوجيه مباشر من رئيس روسيا فلاديمير بوتين. فالرئيس يحاول أن يثبّت وضع الجيش السوري، وأن يمنع انتقاضه ليمنع بكل ثمن انهيار النظام الذي كان يخدم في الأيام العادية مصالح موسكو الإقليمية في الشرق الأوسط. وذكرت مصادر دبلوماسية غربية في موسكو أن بوتين خائف من إمكانية أن يتحول بلد الأسد الى "أفغانستان" وأن يسقط النظام في دمشق في أيدي "الجهاد العالمي". ويطمح رئيس روسيا الى أن يحافظ الآن على نظام الأسد وأن يقويه في مواجهة المباحثات التي تجري في جنيف حول مستقبل سورية.
إن قرار بوتين مصحوب بتعزيز المدد العسكري المتدفق الى سورية بكميات كبيرة. فتأتي المعدات في كل أسبوع عن طريق رصيف للأسطول الروسي في ميناء طرطوس في شمال الدولة. وأكدت المصادر الدبلوماسية أن الإجراء العسكري غير العادي الذي يقوم به الروس تحدٍ للإدارة الأميركية أيضا. والرسالة هي أنه في حين تخلت واشنطن عن الرئيس مبارك في مصر وتدير ظهرها الآن لقائد الجيش المصري، المشير السيسي الذي أعلن ترشحه للرئاسة، تظهر موسكو الإخلاص لزبونها في الشرق الأوسط.
برغم ما يبدو إنجازات تكتيكية للجيش السوري في معارك محلية، لم يعد الأسد يسيطر على 75 بالمئة من مساحة الأرض – والجيش السوري في حضيض لم يسبق له مثيل. إن جيش النظام قل بمقدار النصف منذ نشبت الحرب الأهلية واصبح عدده الآن نحو 200 ألف شخص فقط ولا يزيد عدد المجندين له على 10 بالمئة من الطاقة الممكنة، وتجاوز عدد القتلى في صفوفه 30 ألفا وارتفع عدد الجرحى الى نحو 90 ألفا.
وفي أثناء ذلك جرت، أول من أمس، معارك شديدة في الجانب السوري من الجولان بالقرب من الحدود مع إسرائيل حقا. فقد قصفت قوات من جيش الأسد مصحوبة بطائرات حربية وعصابات موالية للحكومة مواقع للمتمردين في بلدتين جنوبي القنيطرة. وبعد معركة شديدة نجحت قوات جيش النظام في السيطرة من جديد على المناطق التي كانت في أيدي المتمردين بالقرب من الحدود. ويجري في جبهة هضبة الجولان منذ أسبوع هجوم للواء سوري على وحدات متمردين في منطقة تل كدنة في جنوب الهضبة. ويحاول لواء سوري في إطار الهجوم أن يخلص وحدة محاصرة في تلك المنطقة بلا نجاح.

يديعوت احرنوت

حرره: 
م.م