لنقم الصلاة… الحرم في أيدينا

بقلم: أرنون سيغال

كان يكفي رؤية الضغط الهائل الذي مارسه الاردنيون على حكومة اسرائيل مطالبين بتأجيل النقاش في الكنيست بكامل هيئتها في موضوع السيادة الاسرائيلية في الحرم، والضغط الشديد الذي مارسه جراء ذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي على رئيس الكنيست في ذات الطلب كي نفهم كم من المياه تدفقت في قدرون منذ الاعلان المجهول عن أن ‘الحرم في أيدينا’.
فقد رفع المسؤولون الاردنيون والفلسطينيون في الايام الاخيرة جدا حافة الحماسة بسبب النقاشات السابقة هذا في الكنيست، ووصلت الامور لدرجة التهديدات الصريحة بقتل اليهود ليس أقل على لسان مسؤولين كبار في الحكم الاردني مثل رائف نجم، وزير الاوقاف السابق. ودعا اعضاء برلمان اردنيون بلادهم الى اعلان الحرب على اسرائيل لذات السبب.
وبالفعل، كما يخيل فان هذا نقاش أولي في هذه المنصة في الموضوع الاليم جدا، الجرح المفتوح في قلب الكثير من اليهود الذين منذ نحو 47 سنة وهم يبكون على الانصراف السريع لدولة اسرائيل من اقداس اسرائيل. ‘عدنا الى اقدس اماكننا كي لا ننفصل عنها الى أبد الآبدين’، أعلن وزير الدفاع في حينه، موشيه دايان، في يوم التحرير، وعلى الفور أمر بازالة العلم الذي رفعه مظلي سريع القرار على قبة الصخرة. بعد أربع ساعات فقط انزل العلم الاسرائيلي، ومنذئذ لم يرفع أبدا. في العام 2014 ترفع في الحرم اعلام كل العالم الاسلامي ـ من حزب الله وحتى حماس، من سوريا وحتى مصر وتركيا والعلم الفلسطيني ولكن اليهود الذين سعوا الى ان يرفعوا فيه قبل اربعة اشهر علم اسرائيل اعتقلوا وقيدت ايديهم على الفور.
خلافا لما درج على الادعاء به، كما تجدر الاشارة، لم تقرر حكومة في اسرائيل أبدا منع صلاة اليهود في الحرم واغلب الظن اليوم ايضا لن يتجرأ وزراء الحكومة على رفع ايديهم تأييدا لمثل هذا القرار.
كما أن القانون ايضا يقف الى جانب من يخوضون الكفاح اليهودي من اجل حرية العبادة في الحرم: 16 قراراً لمحكمة العدل العليا منذ 1993 عاد ليؤكد الامر بان صلاة اليهود في الحرم يفترض أن تتاح في دولة ديمقراطية في اطار حرية العبادة التي هي جزء من حرية التعبير. وهكذا، مثلا، كتب قضاة محكمة العدل العليا في العام 2003: ‘ليس مناسبا المس بحرية العبادة الدينية قبل أن تتخذ كل الاعمال المعقولة التي يمكن فيها منع المس بالامن العام دون المس بحرية الدين والمعتقد. لا ينبغي السماح لجمهور معاد بان يكون له حق النقض الفيتو على ممارسة الحقوق الدستورية الاساس′.
32 نائبا ووزيرا طلبوا الخطابة اليوم في اطار هذا النقاش التاريخي. معقول ان نشهد ايضا دعوات قاسية وتهديدات من جانب النواب العرب، حين سيسند هؤلاء باضطرابات اسلامية في الحرم (بدأت منذ امس) بهدف اخافة منتخبي الجمهور اليهودي في دولة اليهود بعد نحو 66 سنة من قيامها. على الاخيرين تقع مسؤولية الا يرتدعوا، وقبل أن يكملوا يوبيل حرب الايام الستة، عليهم ان يعطوا اخيرا مفعولا للاعلان التأسيسي اياه الذي اصبح حاليا نوعا من الصلاة الحرم في ايدينا، هذه ليست اسطورة.

معاريف