رقصة التانغو الأخيرة في واشنطن

بقلم: شمعون شيفر
حين هبط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اراضي الولايات المتحدة، سارع الى الاعلان بان تانغو الشرق الاوسط يحتاج الى ثلاثة. الامريكيون والاسرائيليون يرقصون منذ الان، اما الفلسطينيون فيصرون على الوقوف جانبا. غير ان بالتوازي، نشرت معطيات مكتب الاحصاء المركزي، التي شهدت على ارتفاع بعشرات في المئة للبناء في المستوطنات التي في اراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية. طالما كان هذا هو الوضع، فانه يمكن الفهم لماذا يرفض ابو مازن ورجاله الانضمام الى الراقصين ويمكن فهم لماذا صدرت رائحة شديدة من اليأس أمس من تصريحات الرئيس الامريكي براك اوباما.
صحيح أن براك اوباما ابتسم حين توجه الى رئيس الوزراء، ولكن تعبيراته عبرت عما في قلبه صحيح أنه لا تزال توجد امكانية لحل الدولتين في الشرق الاوسط ولكن مشكوك أن تبقى هذه الامكانية طالما لم يقم في اسرائيل زعيم يعرض للخطر استقرار كرسي نتنياهو.
في الحديث الذي أجراه اوباما ونتنياهو ثنائيا، معقول الافتراض بان الرئيس الامريكي حاول ان ينتزع من رئيس الوزراء الاسرائيلي التزاما بتنازلات اخرى تجاه الفلسطينيين، من النوع الذي يطيل الحياة التي تنازع للمفاوضات السياسية. والمقصود اساسا هو التجميد الهادىء للبناء في المستوطنات خارج الكتل او ربما تحرير مئات السجناء الفلسطينيين الاخرين. اما نتنياهو، من جهته، فلا بد أنه كرر ما قاله للكاميرات على مدى عشرين سنة تحاول اسرائيل التفاوض مع الفلسطينيين، وتدفع فقط ثمنا باهظا في شكل مخربين انتحاريين وصواريخ. ومن أجل النزاهة، كان من المجدي له ان يشير الى أنه في الطرف الفلسطيني ايضا دفعوا على مدى السنين الطويلة للنزاع ثمنا باهظا، في شكل مئات الاف اللاجئين والحياة تحت احتلال دولة اجنبية.
اوباما، هكذا يبدو، تبنى تماما الموقف الفلسطيني. فهو يرى بالفلسطينيين الطرف الضعيف، وباسرائيل بقيادة نتنياهو الطرف القوي الذي يتجاهل المبادىء الاساس لحقوق الانسان. وامس، امام الكاميرات على الاقل وربما ايضا بعد الاقوال القاسية التي قالها منددا في المقابلة لوكالة ‘بلومبرغ’ اختار بالذات أن يعانق نتنياهو. يحتمل، وربما هذا هو التفسير الاكثر اقناعا، بانه كان مشغول البال اساسا بما يجري في اوكرانيا، وفي ظل الصراع بين الكتل الكبرى الذي يتشكل من جديد كان مستعدا لان يدع رئيس الوزراء الاسرائيلي.
في نهاية الاسبوع، عندما سيعود نتنياهو الى اسرائيل، يمكنه أن يعرض الكلمات الدافئة التي سمعها من اوباما، وان يتعلق بها كدليل على علاقاته الطيبة مع واشنطن. غير أنه بعد ذلك سيكتشف بان التانغو لا يزال ينبغي الرقص فيه وانه لهذا الغرض يحتاج لان يتوصل الى تفاهمات مع الراقص الفلسطيني.
يديعوت أحرنوت