حرب أخرى في الخليج

بقلم: سمدار بيري

تحية سلام جد مفاجئة من قائد شرطة دبي، العقيد ضاحي الخلفان، الذي هاجمنا بلدغ سام بعد تصفية مسؤول حماس، محمود المبحوح. التصفية التي وقعت في وردية العقيد ضاحي قبل نحو أربع سنوات ـ مجموعة ‘لاعبي التنس′ المتخفين تملصت من الكاميرات ونفذت عملية من الافلام، أخرجت منه سلسلة من الشتائم والتهديدات. في غضبه الكبير اقسم الا يتراجع الى أن يتم القبض على آخر قتلة المبحوح. ولكن في نهاية الاسبوع الماضي غير العقيد من دبي النغمة وهاجم حماس. التهديد على الامن الداخلي في الخليج هكذا يسميهم، ويتهم امارة قطر بانها ‘تمد بساطاً أحمر لقيادة منظمة الارهاب’. ولم يذكر أي كلمة سيئة عن اسرائيل حول التصفية اياها.

تحية سلام ايضا من عضو الكنيست السابق عزمي بشارة الذي ‘غادر’ اسرائيل قبل سبع سنوات ويحظى بملجأ على مستوى خمس نجوم في الدوحة، مركز الحكم القطري. وحسب ما يروى في الخليج، فان بشارة هو المعلم السري لحاكم قطر الشاب، الشيخ تميم، والموصي من خلف الكواليس بعدم التراجع وعدم التنازل في مواضيع مصر، تركيا، سوريا وحزب الله. وبالاساس عدم التأثر بملك السعودية. من يشتاق لبشارة مدعو لان يراجع مقالات الحسابات التي يصدرها في مركز البحوث الذي اقيم له في الدوحة، وفي صفحة الفيسبوك الساخنة التابعة له.

يكادون عندنا لا يبحثون في امور الخليج المتلظية جراء الشرخ الداخلي في المنظمة العليا لامارات النفط الخمس والسعودية. هذا الشرخ، الذي يمزق الى معسكرين ‘مجلس التعاون’، الشقيق الغني للجامعة العربية، لم يولد في الايام الاخيرة. فالسعودية تحذر قطر، وقطر تستخف. ثلاث مدن اعادت سفراءها من الدوحة، عُمان تتلمص، والحاكم المريض في الكويت يقفز بين الولاءات. من جهة هو الزعيم الدوري لمجلس الخليج ولن يحتمل ‘حردا’ يمزق المنظمة. ومن جهة اخرى، لديه دين كبير للسعودية. من الجهة الثالثة، ينظر بعين شوهاء الى قصة الغرام بين واشنطن وطهران.

في نهاية المطاف كيفما حللنا الازمة واسبابها، فان العنوان مسجل على الحائط الايراني. مثل مصر، السعودية ايضا اخرجت الاخوان المسلمين عن القانون، ونجحت في جر امارات النفط ضد ‘وقاحة’ قطر. ولم يعد هذا مجرد البث التحريضي لمحطة ‘الجزيرة’ التي تدعو الى مكافحة الفساد السلطوي. هذا ايضا تيار التبرعات والسلاح الى سوريا، الدعم الاعمى لاردوغان والاسلاميين في تركيا، المساعدة لحزب الله الذي يمزق لبنان، حالة ثوران الاعصاب في بغداد. رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، مفزوع من رياح الحرب الباردة. وفي روحه يرى جداول الارهابيين الذين سيأتون الى اراضيه، لاشعال ميادين القتال بين السنة والمعسكر الشيعي.

إمارة قطر هي مكان صغير وناء، مشوق ومركب. فهي الدولة الاغنى في العالم بالنسبة لمواطنيها. ثلث السكان فقط هم من مواليد المكان الاصليين، اما الباقون فخبراء وعاملون اجانب جندوا لمشاريع طموحة. فمن جهة يعززون القاعدة العسكرية الامريكية الاكبر التي تختبىء في عديد، ومن جهة ثانية يثيرون أعصاب واشنطن بسبب الاجندة العربية. فالدعم الغريب من اوباما لحركة الاخوان المسلمين ومساعيه مع طهران دفعا بطاقات متجددة الى القطريين. وهم بالطبع ينفون تمويل منظمات الارهاب، ولكنهم يواصلون تطوير القاعدة على أنواعها وخالد مشعل وعصبته. وسيمتشقون الداعية – المحرض القرضاوي حين تكون حاجة للتخريب على الجنرال السيسي خططه لتهدئة مصر، سيغمزون الحرس الثوري الايراني، وسينتظرون بلا مبالاة الى أن تهدأ السعودية.

يديعوت أحرنوت