يحرر السجناء لكي لا يوقف الاستيطان

بقلم: شالوم يروشالمي
1. في نهاية الشهر يفترض بالحكومة أن تحرر بضع عشرات آخرين من السجناء، بينهم مخربون نفذوا عمليات قاسية. وقد أقرت الحكومة التحرير في تصويتات سابقة، واذا تقرر تحرير عرب من مواطني اسرائيل ايضا فسيطرح الموضوع على بحث متجدد امام الحكومة. الدولة ستشد مرة اخرى على أسنانها والفلسطينيون سيحتلفون في رام الله، في الخليل وفي نابلس. ولديهم سبب وجيه. فقد استغلوا ضعف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي فتح لهم بوابات السجن على مصراعيها. كما أن الفلسطينيين لم يكونوا مطالبين باعطاء اي شيء بالمقابل فقط مجرد اجراء المفاوضات، التي توشك حاليا على أن تلفظ الروح.
في واقع الامر، يمكن منذ الان اصدار شهادة وفاة لهذه المفاوضات. حتى لو كانت لا تزال تطلق الاصوات هنا وهناك. فقد بات واضحا اليوم بان نتنياهو ليس شريكا لابو مازن، والعكس ايضا صحيح. رئيس الوزراء لا يستطيع ولا يريد أن يتصدى لـ 300 الف مستوطن وراء الكتل. وينستون تشرتشل، الذي يحتفظ نتنياهو بصورته في مكتبه، الى جانب صور أبناء عائلته قال ذات مرة: ‘اني لم انتخب كي افكك التاج البريطاني’. نتنياهو يقول لنفسه، حاليا، ‘أنا لم انتخب كي افكك بلاد اسرائيل الى دولتين’. هكذا بوضوح تام.
لو كان نتنياهو قادرا على أن يتصدى للمستوطنين، حلفائه في الحكومة وبشكل عام، لكان جمد الاستيطان في بداية المفاوضات، رغم أنفهم واستيائهم. ولكنه غير قادر. فهو يتذكر جيدا ما مر عليه وعلى حكومته عندما نفذ التجميد السابق وحاول مواصلته. كما أنه يعرف جيدا ماذا سيحصل له اذا ما بدلا من تجميد الاستيطان بدأ يخليه. ولهذا السبب فهو ايضا يهذى بين الحين والاخر بامكانية أن يضم لاسرائيل كل المستوطنات، بما فيها المعزولة منها.
في الوضع الناشيء اختار نتنياهو الحل الفضائحي لتحرير السجناء. صائب عريقات، رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض اعترف بانه لا يستقيل فقط كي يرى السجناء يذهبون الى ديارهم في النبضة التالية. هذا هو. مرة اخرى خرجنا إمعات بسبب تفكر مغلوط وزعامة مترددة.
2. وزير المالية يئير لبيد فاجأ. في استطلاع نشرته القناة الاولى في برنامج ‘بوليتيكا’ مساء أمس اشير اليه كصاحب الانجازات الاكبر من بين الوزراء في الحكومة الحالية. 48 في المئة صنفوا لبيد في المرتبة الاولى. وبفارق واضح عن وزير المواصلات اسرائيل كاتس (12 في المئة) الذي يقلب حقا خريطة الطرق في الدولة. بعدهما يأتي جدعون ساعر وابيغدور ليبرمان مع نسب تأييد قليلة.
أتخيل أن المشاركين في الاستطلاع كانوا تحت انطباع قانون التجنيد موضع الخلاف، ولكن الاستنتاج يمكن أن يكون مغايرا: الجمهور يحب أن يرى الوزراء نشطاء ولبيد هو وزير يعمل. وزير المالية هو الحجر الاساس في هذه الحكومة. فقد فرضها على نتنياهو بدون الاصوليين، وهو يحث خطوات وأفكار بلا انقطاع وحتى لو كان يتعرض للانتقاد الشديد، مثلما في تقليص الميزانية او في الخطة الاخيرة لخصم ضريبة القيمة المضافة من اسعار الشقق الجديدة للازواج الشابة فهو لا يزال حاضرا. واذا اضفنا الى هذا قدرة التسويق والاقناع التي لا بأس بها، فاننا نحصل على المرتبة الاولى في الاستطلاع، مع أو بدون مبرر.
3. عندي سؤال لمدرب هبوعيل تل أبيب، رام بن شمعون، وكذا جواب ايضا. نجمه ‘عمر دماري’ مسجل هدف في الدقيقة الـ 88. هذا هو الهدف الثاني له في المباراة. انت تتصدر 2:1 على مكابي تل أبيب في الدوري. حلمك يوشك على التجسد. ما الذي ينبغي لك ان تفعله في هذه اللحظة تماما؟ أن توقف المباراة وتجري تغييرا ثالثا. أن تدعو دماري نفس كي يخرج، وهو يشق طريقه ببطء، يصافح كل اللاعبين، يحظى بالطبع بتصفيق حاد من الجمهور الاحمر الذي استضاف المباراة يوم الاثنين، وبدلا من دماري كنت ستدخل لاعب دفاع في الدقائق الاخيرة.
هذا الطقس كان يستغرق ما لا يقل عن ثلاث دقائق ويثبت في نظر الجميع انتصار هبوعيل. اللاعبون كانوا سيستأنفون المباراة فقط بعد أن ينتهي الزمن القانوني. ولاعبي مكابي اليائسون كانوا سينهارون. وكل شيء كان سيبدو مختلفا. لا حاجة لان يكون المرء مدربا عظيما من اجل هذا، هناك حاجة فقط لقليل من الحكمة والعقل السليم في الطريق الى انتصار عظيم كان موضوعا لديك في اليد، والقيت به الى الجيم.

معاريف