لا تكن الإسرائيلي القبيح

ليئور فيرونا

نعرف جميعا لقب ‘الاسرائيلي القبيح’، الذي يُنبز به من يتصرف بحسب أنماط سلوك منسوبة الى أفراد وجماعات في المجتمع الاسرائيلي، وأصبح هذا التعبير على مر الوقت شائعا في الخطاب العام منسوبا الى ظواهر سلبية كثيرة. ولا ينجح في الحقيقة التفكير السوي في فهم السبب الذي يجعل سائحا اسرائيليا يصور علم اسرائيل في شاهد ذكرى لقتلى الجيش الياباني، والمشاركة في حفل في موقع أثري أو الصلاة مع اسرائيليين آخرين بصوت عال في ردهة فندق في النمسا. تخيلوا ماذا كان سيحدث لمجموعة سياح مسلمين يستقر رأيها على الصلاة بحسب الشريعة الاسلامية في ردهة فندق اسرائيلي.

إن هذه الافعال لا تتبخر في الهواء بل تستعرضها وسائل الاعلام في توسع، وتؤكَد المشاركة الاسرائيلية وتنقش في الرأي العام. والرأي العام العالمي السلبي في الاسرائيلي الرحالة يجلب معه تأثيرات في الساحة السياسية ايضا، فالعنف في فندق يشبهونه بالعنف في السلوك السياسي، فيرى المواطن الاوروبي أن السيدة هي السيدة نفسها لكن مع تغيير المعطف فقط.

من المهم مكافحة معاداة السامية ومن الضروري تغيير الرأي العام، لكن من الضروري أكثر من كل شيء أن نغير سلوكنا ايضا. تقول المعطيات إنه في عطلة عيد الفصح سيخرج نحو من 300 ألف اسرائيلي الى مواقع استجمام في العالم. وهذه فرصة جيدة لنكرر القول لكل مئات آلاف الاسرائيليين إن سلوكهم الايجابي والسلبي يمثلنا جميعا، واولئك الذين سيحتفلون بالعيد في البلاد ايضا، ولهذا من المهم أن نتذكر أن الدولة هي نحن في الخارج، وحينما نترك ابواب مطار بن غوريون نصبح سفراء في الحقيقة لا أقل ولا أكثر. وفي هذا الاستيعاب خطوة صغيرة لأنفسنا، لكن توجد خطوة أكبر لمصلحة سمعة دولة اسرائيل.

ما الذي يجعل عددا من الاسرائيليين مع كل ذلك يسلكون في الخارج وكأنه لا يوجد غد؟ ثم من يقولون إنها حالة الجو، ويقول آخرون إنه الضغط الدائم الذي نعيش فيه الجيش والعمليات وطلب البقاء وظاهرة ‘لماذا أأنا مغفل؟’، ومن المؤكد أنه لا يوجد جواب قاطع لا لبس فيه، لكنني أقول التالي: إن رأي السكان في الخارج في اسرائيل ومستقبلها يُحدد قبل كل شيء بناءً على معرفتهم الشخصية الخاصة بـ ‘سفراء’ دولتنا الأخيار أو الأشرار. ورأي الشخص الخاص يتغلغل الى رأي متخذي القرارات وقد يؤثر في نهاية الامر في العلاقة التي نتلقاها.

لاسرائيل 100 مفوضية في العالم وأكثر من 4 ملايين مواطن يخرجون كل سنة الى الخارج. ويستطيع هؤلاء المواطنون اذا انتبهوا الى تأثيرات سلوكهم أن يساعدوا كثيرا في الدعاية الاسرائيلية وتحسين صورة الدولة.

أُنشئت جمعية ‘سفراء الارادة الخيرة’ على أيدي اسرائيليين ذوي مبالاة بصورة مميزة، وهم رجال اعمال وقادة طلاب جامعات، ورجال تربية وفنانون واعلاميون وكثيرون آخرون يؤمنون بأنه يجب إحداث ثورة سلوكية تؤثر في تحسين شكل حياتنا ومستقبلنا.

إن التغيير ممكن وعلينا أن نحارب الصورة السلبية التي نشأت وكأنها عدو يقف على ابواب الدولة، لكن لا يُحتاج هنا ألبتة الى استعمال سلاح أو عنف، بالعكس فنحن نؤمن بأننا اذا ابتسمنا أكثر وكنا متسامحين وعددنا الى عشرة قبل أن نغضب أو نرد فان الامور ستبدو بصورة مختلفة. والكلمات السحرية: شكرا ومن فضلك والمعذرة هي الحل. وتذكروا أن الامر يمكن أن يكون مختلفا فمثلونا بكرامة.

حرره: 
م . ع