‘فصل عنصري’ بأسلوب العرب

رؤوبين باركو

إن يوم الارض هو عمل تحدٍ انفصالي لقسم من مواطني اسرائيل يسمون أنفسهم ‘عرب الداخل الفلسطينيين’، يهيجون فيه ويرفعون أعلام ‘فلسطين’. وكان يوم الارض ينطوي دائما على عنف وارهاب واعمال فلسطينية تنفي الشرعية عن الدولة. والمصطلح الخاطيء ‘عرب اسرائيل’ في هذا السياق يشمل مواطنين محبين للدولة كالدروز والشركس والمسيحيين والمسلمين مع اولئك الذين يتآمرون عليها.

إن ‘يوم الارض’ يُزامن هذه السنة نشاطا فلسطينيا دوليا موجها على اسرائيل يشمل استمرار ادعاء ‘حق العودة’ لأبناء اللاجئين (مع العلم بأن معنى ذلك القضاء على اسرائيل) ورفض الفلسطينيين بدعم من الجامعة العربية الاعتراف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي. ويقوم الفلسطينيون الآن بحملة دعاية عالمية ترمي الى مقاطعة اقتصادية واكاديمية مع اسرائيل والى عرضها على أنها دولة ‘فصل عنصري’. ويخطط الفلسطينيون بعد ذلك لطلب اعتراف من طرف واحد من الامم المتحدة بـ ‘دولة فلسطين’ والادعاء على قادة اسرائيل ومقاتليها في محكمة جرائم الحرب في لاهاي.

وفي اثناء ذلك يرفض عرب المثلث اقتراح ليبرمان تحريرهم من ‘الفصل العنصري’ الفظيع ونقلهم مع اراضيهم الى ‘فلسطين الحرة’. إن كثيرين من سكان المناطق يتشوقون علنا الى ايام الاحتلال الاسرائيلي. وإن سمعة ‘الفصل العنصري’ الاسرائيلي جعلت آلاف المتسللين المسلمين من السودان يُغرقون حدودنا.

نحن ‘الشعب المختار’ في القرآن لكن اليهود بحسب ما يقول مفسرو الاسلام أهل ذمة أدنياء تلزمهم الجزية وعقباهم الموت أو دخول الاسلام. ولا يجوز من وجهة نظرهم تمكين اليهود من الصلاة في جبل الهيكل في حين يجوز ذلك للمسلمين. وهم يرون أن ذلك ‘فصل’ مشروع برغم حقيقة أن الجبل في ضمن سيطرة اسرائيل. ولذلك، وفي اطار نظرية العِرق، عمل المفتي الفلسطيني الحاج أمين الحسيني مع هتلر لتنفيذ الحل النهائي و’لفصل’ اليهود عن الوجود البشري. فقُل من الآن إن ‘الفصل العنصري’ هو كل عملية اسرائيلية تمنع القضاء على اليهود.

وبهدي من ‘الفصل العنصري’ الاسلامي أكدت اعضاء الجامعة العربية في الكويت أنها ترفض الاعتراف بالدولة اليهودية. ومن المثير للاهتمام أن نعلم كيف كان سيجيب مؤيدو ‘العودة’ لو طلب اليهود اراضيهم التي سلبهم المسلمون إياها في خيبر في السعودية؟ وماذا عن ممتلكات يهود الدول العربية؟.

إن اولئك الذين يُعرفوننا بأننا ‘دولة فصل عنصري’ يصعب عليهم أن يفهموا كيف عرضت اسرائيل أفضل أبنائها للخطر كي تنقل جوا من اثيوبيا اخوان اليهود السود الجلود. إن تنوع ‘الالوان’ الغني في المجتمع اليهودي يستخدمه عنصريو الدول العربية للتشهير باسرائيل بزعم أنه لا يوجد بين اليهود من روسيا واثيوبيا شيء مشترك ولهذا فانهم ليسوا يهودا حقيقيين بل ‘خليطا كثيرا’. إن متاعب التهويد وعذابات اليهودية التي كانت من نصيبنا مدة آلاف السنوات يصعب بيانها لاولئك الذين ليس الانضمام الى دينهم سوى اجراء قصير.

ما هي دولة ‘الفصل العنصري’ الاسرائيلية؟ إنها دولة سجن فيها قاض عربي من المحكمة العليا رئيس الدولة اليهودي الذي هفا. وهي دولة لم تفرض الفصل ‘العنصري’ في الحافلات والمدارس والفنادق وبذلك استطاع كل مخرب فلسطيني أن يفجر ‘العنصريين’ اليهود. ولهذا كانت ‘جريمة الفصل العنصري’ الاسرائيلية ببناء ‘جدار الفصل العنصري’ الذي منع منتحرين فلسطينيين من اقامة ‘المقاومة’.

إن دولة ‘الفصل العنصري’ الاسرائيلية منحت اللاجئين اليهود من الدول العربية جنسية ومنحتها للاقلية العربية الباقية فيها. وحولت دولة ‘الفصل العنصري’ المنازل المؤقتة للاجئين الى مدن في اسرائيل، أما منازل الفلسطينيين الذين لا جنسية لهم في الاراضي والمدن العربية فبقيت ‘مخيمات لاجئين’.

إن الفصل العنصري العربي يحفز فلسطينيين الى اطلاق صواريخ من مساكن مواطنيهم لقتل اسرائيليين عمدا على علم بأن اليهود سيقومون بـ ‘فصل’ ولن يطلقوا النار على مصادر اطلاقها. والفصل العنصري هو الاخلاق الغربية المزدوجة التي تؤيد الفلسطينيين. لا يوجد امريكي يبيح لعضو في مجلس النواب أن يؤيد ابن لادن لكن ‘الفصل العنصري’ في اسرائيل يُمكّن من تشويه صيغة ‘الفصل والاخفاء’ التي يستطيع اعضاء الكنيست العرب في نطاقها أن يقسموا يمين الولاء للدولة وأن يتآمروا عليها علنا. يحسن في يوم الارض الحالي أن يُعرف العرب لأنفسهم من جديد مصطلح الفصل العنصري.

اسرائيل اليوم