هل وقع أردوغان في الشبكة؟

بوعز بسموت
تبدو انتخابات المجالس البلدية التي ستجري اليوم في تركيا مثل استفتاء للشعب التركي في تأييد رئيس وزرائه اكثر من أن تكون انتخابا لرئيس بلدية. فما العجب من أن يكون اردوغان في ضغط، فمنذ 2002 لم يخسر حزب ‘العدالة والمساواة’ في أية معركة انتخابية. بيد أنه بعد كل فضائح اردوغان الاخيرة أصبحت خسارة حزبه الاسلامي ممكنة. وما زال اردوغان يحرث تركيا منذ شهر وهو يدرك مبلغ تأثير نتائج الانتخابات في مستقبله. ففي شهر آب ستجري في تركيا انتخابات الرئاسة ويدرك اردوغان أن الطريق الى الرئاسة تمر بالمجالس البلدية كما يبدو.
إن كل سلوك لاردوغان في المدة الاخيرة يشهد على الضغط الكبير (الى حد الجنون) الموجود فيه هذا الرجل الذي كان يرى نفسه الى وقت قريب زعيما كل الحياة ومشابها لاتاتورك لكنه اسلامي. إن اردوغان الذي يحب أن يفخر بديمقراطيته الاسلامية قام بجميع الاعمال التي تسوغ سمعته هذه: فقد قمع بشدة زائدة الاضطرابات في متنزه غازي، ومنع بيع الخمور، واغلق تويتر وحظر يو تيوب. ولم يستطع الى الآن اخراج العلمانية وحدها خارج القانون.
ونسي لكثرة المحظورات أن تركيا اختارت العلمانية قبل مئة سنة. لكن اردوغان تجاهل الـ 50 بالمئة الذين لم يصوتوا له في الانتخابات الاخيرة وحارب الحداثة والشبكة. وقد فعل ذلك بتطرف كبير جدا حتى إنه ربما وقع هو نفسه في الشبكة.
بيد أنه من السابق لأوانه تأبين اردوغان وإن لم يكن وضعه سهلا. فرئيس الوزراء التركي يتمتع بثلاثة مؤثرات تجعله يأمل الى الآن أن يحرز حزبه 45 بالمئة من مجموع الاصوات وهو الشيء الذي سيعتبره انتصارا. أولا، سجلت تركيا بين 2002 و2012 اكبر نمو بين دول الـ OECD. وثانيا ما زال يتمتع بمعسكر كبير موال له ولا سيما من الطبقات الضعيفة واولئك الذين يؤيدون مشاركة الدين في السياسة التركية. والثالث وهو الأهم أن المعارضة في تركيا ضعيفة وليست عندها خطة. فليست عند حزبي المعارضة سي.إتش.بي و إم.إتش.بي خطة بديلة في الحقيقة، ويعرض حزب الـ بي.دي.بي (المؤيد للاكراد) يعرض نفسه بأنه حزب اقليمي لا وطني.
اسرائيل اليوم