فرصة التفاوض قائمة ولكن بشكل اقل

دان مرغليت
تدور رحى السياسة الاسرائيلية وكأنها في نفق. الكل يسمع ضربات المطارق والمعاول والجرافات وباقي الاليات الثقيلة، ولكن ليس واضحا ما هو المسار، واين سيصل السياسيون في سيرهم الى فضاء العالم.
لقد سبق ان كانت جولات كهذه في الماضي عندما أثرت التغييرات في العلاقات مع الولايات المتحدة أو الدول العربية على السياسة الداخلية ولكن يبدو الان أن المسائل التي تطرح على الحسم تؤدي الى انقسام جديد للمعسكرات داخل الائتلاف. فاذا ما اقترح بنيامين نتنياهو على الحكومة تسوية تقوم على أساس تحرير جونثان بولارد الى جانب مخربين هم عرب اسرائيليون فسيكون له اغلبية في الحكومة، ولكن ليس بالذات بين وزراء الليكود.
يحصل نفتالي بينيت على تأييد مساند واضح في كتلة الليكود، ولكن افيغدور ليبرمان يجد نفسه قريبا أكثر من تسيبي لفني وحتى يئير لبيد مع احساس بان خلف الباب ينتظرهم موشيه كحلون. احتمال الاحتكاك الداخلي يشتد وكثيرون بدأوا يتحدثون بان الانتخابات للكنيست القادمة ستعقد في اذار 2015، ولكن هل مثل هذه الخطوة حقيقية؟
يكافح نتنياهو في جبهتين، وفي كل واحدة نجد أن احدى يديه مربوطة فيها. فالاضطرارات حيال جون كيري أو ابو مازن مختلفة في ضوء بينيت من جهة أو لفني من جهة اخرى. ومع ذلك ثمة أمامه جملة من الاحتمالات ستؤدي به الى واحدة من نتيجتين: القاء الذنب في الشلل في المفاوضات على الفلسطينيين (وشريطة الا يصدر له اوري اريئيل عطاءات مفاجئة اخرى للبناء بالجملة في يهودا والسامرة وفي القدس)، او اتفاق معهمم يسمح بتمديد المباحثات حتى 2015.
الرزمة متفرعة: تحرير مخربين هم عرب اسرائيليون؛ وتحرير 400 مخرب صغير آخر؛ وتخفيف البناء في يهودا والسامرة. نتنياهو يمكنه أن يأخذ على نفسه كل واحد من هذه البنود، ولكن اذا ما قدر الامريكيون والفلسطينيون بانه سيسلم بها جميعها في وقت واحد، فانهم لا يفهمون المزاج في اسرائيل.
ابو مازن لا يهمه، فهو على اي حال لا يسعى الى التسوية، ولكن كيري يهمه بل ويهمه جدا، واذا ما تجرأ نتنياهو على أن يقترح تنازلا حقيقيا فان ألـ ‘بوف’ الامريكية ستوجه في المرة التالية نحو رام الله. والى ذلك، سينجو الائتلاف جولة اخرى ودورتين اخريين للكنيست. ولن تكون ذريعة للانسحاب منه. على أنه بقي نحو اسبوعين لانهاء الجولة الحالية من المحادثات برعاية كيري. لقد خرق الفلسطينيون الاتفاق وتوجهوا للحصول على اعتراف دولي، واسرائيل ردت في وقت مبكر اكثر مما ينبغي بعقوبات ينبغي ابقاؤها لاوضاع اشد. فاذا ما حققت هذه الخطوات هدفها وآلمت ابو مازن، فستكون اسرائيل أول من يعمل على انقاذه من الازمة.
اذا كان كيري وسيطا ومجسرا وليس فقط مشجعا، فان عليه أن يوقف المعمعان وان يعيد الطرفين الى الحوار الجدي. حتى 30 نيسان عليهما أن يمددا المفاوضات. وبعد ذلك ان يجرياها بالفعل لا ان يتملصا الى مواضيع جانبيه.
لا يزال للتركيبة الحالية للحكومة فرصة كبيرة، وان كانت أقل.