المشكلة في إسرائيل
بقلم: عكيفا الدار
وجد آري شبيط المذنب الرئيس في فشل المسيرة السياسية التي لا تسير منذ سنوات الى أي مكان، في موازاة سباق البناء في المستوطنات، وجد أنه الرئيس الفلسطيني (‘هآرتس′، 24/4). فقد انضم الى جوقة الدعاية باشراف المايسترو بنيامين نتنياهو الذي ينشد حتى التعب انشودة ‘لا شريك فلسطينيا’. يقول صاحب العمود الصحافي الكبير في صحيفة ‘هآرتس′ أن المغفل فقط يؤمن بأنه يوجد من يُحادث في المقاطعة’. وبخلاف شبيط الذي يقول إن الوقت الذي مر والتجربة التي تراكمت فتحا عينيه ف حين لا يزال الكثيرون ‘ينتظرون جودو الفلسطيني الذي لن يأتي أبدا’.
ويعد شبيط للبرهنة على زعمه اضاعة أبو مازن للفرص واحدة بعد اخرى في العشرين سنة الاخيرة. ويبدأ بادارته ظهره لخطة التسوية الدائمة التي أُتمت في أواخر 1995 التي تسمى ‘اتفاق بيلين أبو مازن’. بيد أن بيلين في كتابه ‘ملامسة السلام’ يقول إن الطرف الاسرائيلي على الخصوص هو الذي كان مسؤولا عن طي هذه الوثيقة. ففي 11 تشرين الثاني 1995 بعد قتل رابين بأيام معدودة، عرض بيلين الوثيقة على رئيس الوزراء شمعون بيرس. وكتب بيلين يقول: ‘لم يتبن بيرس الخطة بل فضل تنفيذ الاتفاق المرحلي مع الفلسطينيين والتوصل الى اتفاق مع السوريين’. وبهذا قُضي على اتفاق بيلين أبو مازن.
والمادة التالية في لائحة اتهام أبو مازن هي اضاعة فرصة مبادرة جنيف التي عرضت في سنة 2003 الخطوط الهيكلية للاتفاق الدائم.
ومن المؤكد أن شبيط يتذكر ما قاله المحامي دوف فايسغلاس الذي كان المستشار السياسي المقرب من رئيس الوزراء آنذاك اريئيل شارون، عن مبادرة جنيف، لكنني سحبت من الارشيف من اجل اولئك القراء الذين لا يتذكرون، السطور التالية: ‘حينما تظهر مبادرة جنيف سيكون لها تأييد واسع′، بين فايسغلاس ما بعث شارون على الانفصال عن قطاع غزة من طرف واحد. وقال إن خطة الانفصال ‘تعطي كمية الفورمالين المطلوبة كي لا تكون مسيرة سياسية مع الفلسطينيين’ (مقابلة شبيط الصحافية مع فايسغلاس في ملحق صحيفة ‘هآرتس′ في تشرين الاول 2004).
وبعد خمس سنوات لم يحقق أبو مازن مرة اخرى توقعات شبيط. فقد أضاع هذه المرة عرض ايهود اولمرت السخي (حقا). واتساءل ماذا كان شبيط سيكتب في زعيم اسرائيلي يثق في ‘برلسكوني محلي ضلل كل الناس تقريبا كل الوقت تقريبا وعرض الابيض على أنه اسود والاسود على أنه ابيض’؟ (شبيط، ‘هآرتس′، 17/4). والدليل التالي على رفض أبو مازن هو رفضه ‘أن يرقص تانغو السلام مع زعيم اليمين الاسرائيلي’.
والقصد الى خطبة بار ايلان التي خطبها نتنياهو في حزيران 2009 وهي تلك الخطبة التي قال فيها الوزير بني بيغن إنها لن يؤتى بها لتناقش في الحكومة لأنه ‘ليس هذا موقف الحكومة، وهذا يُمكّن انسانا مثلي من أن يكون عضوا في الحكومة وأن يعمل’.
تبوأ يمينيون يُكثرون ذكر خطبة بار ايلان مكان بيغن وأشباهه حول طاولة الحكومة، وأيديهم توقع على اقتراحات قوانين لضم اراض اخرى.
يزعم شبيط أنه تبين في الاشهر الاخيرة مرة اخرى أن أبو مازن يريد أن يبتز من الاسرائيليين تنازلات اخرى دون أن يعرض شيئا من التنازل الفلسطيني.
اجل، ليس أبو مازن ولا أي زعيم فلسطيني سيأتي بعده شركاء في تقسيم الضفة وتهويد شرقي القدس فقد قام الفلسطينيون بأكبر مصالحة لهم في 1988 حينما تخلوا عن 78 بالمئة من مساحة ارض اسرائيل/ فلسطين الانتدابية واكتفوا بدولة فلسطينية في حدود 1967.
وهم شركاء في مبادرة سلام الجامعة العربية التي تعرض أن تكافىء اسرائيل بانشاء علاقات طبيعية بكل اعضائها ومنحها حق الاعتراض على حل مشكلة اللاجئين. وما زالت هذه المبادرة الثورية تنتظر جودو الاسرائيلي منذ 12 سنة.