اعتراف بفلسطين الآن

نتنياهو

تسفي برئيل

‘هل أتوقع أن يخطو الطرفان من هذا الباب في الاسبوع القادم؟ أو في الشهر القادم؟ أو في الاشهر الستة القادمة؟ الجواب لا’، قال براك اوباما في جزم حينما عرض على اسرائيل والفلسطينيين، وعليه هو نفسه في الأساس، أخذ مهلة من ‘المسيرة’. إن ذلك الباب الذي يفترض أن يفضي الى اتفاق سلام لم يبق مغلقا في الحقيقة لكنه لا يفضي الى أي مكان مثل أبواب وهمية في المسرح.

لا يمكن أن يُدعى على ادارة اوباما أنها لم تبذل جهدا خارقا كي تُحدث التحول في الحبكة، ومن الفضول ايضا اتهامها بالفشل، فليست هي المحتاجة الى السلام بل اسرائيل والفلسطينيون. لكن اوباما في المهلة التي أخذها يستطيع أن يكتب سيناريو جديدا بل أن يحققه. فعلى سبيل المثال لا يوجد أي تفسير منطقي لاستمرار رفض الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة تحظى بمنزلة دولية معترف بها وتتمتع بحقوق دولة تحت احتلال. فالادعاء القديم الذي يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية هو مسألة اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين، لم يعد نافذا. فمع عدم وجود تفاوض سياسي وحينما تبدو كل محاولة جديدة لاحيائه مثل عملية جراحة بعد الموت، يشبه التبرؤ من الطلب الفلسطيني الموافقة على استمرار الاحتلال. ويناقض تعريف الجهد الفلسطيني لاحراز هذا الاعتراف بخطوة من طرف واحد، قول اوباما الذي قال إن الطرفين عملا عملاً من طرف واحد وأنهما يتحملان المسؤولية عن فشل المحادثات.

إن فلسطين أصبحت تُعد الأساس لهذا الاعتراف سواء أكان ذلك خطوة من طرف واحد أم لا. وترمي المصالحة مع حماس التي لم تستكمل الى الآن في الحقيقة، الى انشاء قيادة فلسطينية موحدة، والى لحم جزئي الدولة المنفصلين بعضهما ببعض من جديد والى تعجيل النضال الدبلوماسي. فاذا لم يلق تحقيق المصالحة اختلافات مرة اخرى فان حماس قد تتحول الى حزب سياسي مع ايديولوجية خاصة، لكن دون قوة مسلحة خاصة بخلاف مكانة حزب الله. وحينما تعلن حماس أنها حزب وإلم تعترف باسرائيل، فلن تستطيع أية دولة ولا الولايات المتحدة ايضا الامتناع عن الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الموحدة. ولن يصعب على هذه الحكومة أن تؤدي الى فتح معبر رفح مجددا من الجانب المصري وأن تجند دعما ماليا من الدول العربية وأن تنضم الى جميع المواثيق الدولية وأن تطلب اعترافا بأراضيها في حدود 1967. وهذا هو العدل القليل الذي يستطيع المجتمع الدولي أن يمنحه للفلسطينيين وهو المجتمع غير القادر على اضطرار اسرائيل الى الكف عن الاحتلال أو أن توقف على الأقل استمرار الغزو الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.

في الظروف الحالية وبرغم الاعتراف بأن اسرائيل ساعدت كثيرا على فشل التفاوض، سيكون من الوهم أن نتوقع أن تستعمل الولايات المتحدة على اسرائيل ضغوطا وتهديدات تشبه ما تستعمله على روسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم. لكن لا يوجد ما يدعو الى عدم رعايتها الرئيس الفلسطيني وحكومته ودعوته الى لقاءات في البيت الابيض، وتحويل اموال لتطوير الخدمات المدنية، وأن تمنع اسرائيل من فرض عقوبات اقتصادية على فلسطين، وأن تعلن أن فلسطين حليفة.

إن للاتحاد الاوروبي الذي كان ينظر الى التفاوض حتى الآن مثل مراقب سلبي، دور حيوي. فهو يستطيع أن يقترح للدولة الفلسطينية منزلة دولة مصاحبة، وأن ينشيء علاقات تجارية رسمية، وأن يشجع مستثمرين ومنتجين على العمل في الضفة وغزة، وأن يشترط عمق التعاون مع اسرائيل بمقدار القيود التي تفرضها اسرائيل على الدولة الفلسطينية. وسيكون هدف هذه السياسة أن تفك تعلق الحكومة الفلسطينية باسرائيل وتضمن ألا يُشتق نوع حياة المواطن الفلسطيني من نزوات المحتل. إن الاقتصاد النامي والدعم الدولي لن يحلا في الحقيقة الاختلاف على الارض لكن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيجعل اسرائيل تواجه المعضلة الحقيقية وهي أهي جزء من المجتمع الدولي أم ترسخ في الوعي باعتبارها دولة ليست أهلاً.

هآرتس