بيرس الحالم

بقلم: حاييم شاين

في دولة اسرائيل مجموعة صغيرة يتناسب كبرها تناسبا عكسيا مع تأثيرها، تمنع الواقع من أن يُبلبلها. ولم يزل اعضاء هذه المجموعة يعملون منذ سنين كثيرة بلا كلل لاقناع المواطنين بأن الفلسطينيين على حق وأنه يجب على دولة اسرائيل أن تفعل كل شيء لارضائهم ويشمل ذلك تخلياً عن مصالح أمنية أساسية.
يرأس هذه المجموعة رئيس الدولة شمعون بيرس، الذي يدفع قدما بلا كلل في اسرائيل وأنحاء العالم برؤيا تتعلق بالشرق الاوسط الجديد. وتحظى رؤياه بدعم واسع في الولايات المتحدة واوروبا، لكن ماذا نفعل وقد أصبح سكان المنطقة من اليهود والعرب معا يدفعون ثمن هذا الحلم. فانه لم توجد قط رؤيا سلام كلفت مثل هذا الثمن الباهظ من حياة الانسان. واذا كان السلام يبدو على هذا النحو فكيف تكون الحرب.
تقدم البشر تقدما كبيرا بفضل الحالمين، لكن حينما تتشوش معرفة الواقع عند الحالمين تصبح الاحلام خطيرة جدا. كشف شمعون بيرس في يوم الاستقلال عن أنه توصل الى اتفاق مع أبو مازن، وهو اتفاق سري لم يعلم به أحد. وتبين سريعا جدا أن هذا الامر غير صحيح. فمن السهل جدا بيع الاوهام لكن ثمن الصحوة منها باهظ جدا. حصل شمعون بيرس ذات مرة على جائزة نوبل للسلام مع ياسر عرفات، وقيمة هذه الجائزة تعادل قيمة تلك التي حصل عليها الرئيس اوباما الذي أدخل العالم كله في دوار لا يعلم أحد الى الآن كيف سينتهي. إنها جوائز نوبل التي تذوي قبل أوانها.
لشمعون بيرس منزلة جليلة في العالم، وكلامه يُسمع وتوجد اماكن يؤثر فيها ايضا في تقرير السياسة واتخاذ القرارات. ويخشى أن يكون موقف الاوروبيين والامريكيين الذي يعادي سياسة حكومة اسرائيل قد تأثر تأثرا كبيرا بخواطر بيرس وهي خواطر تصاحبها تفسيرات بالنسخة الانجليزية لصحيفة اسرائيلية كانت تؤيد الدولة حتى سنة 1948.
إن قدرة المواطنين على الصمود متعلقة بحقيقة الزعامة التي تُعرض عليهم. وقد كانت الاكاديميا ووسائل الاعلام الاسرائيلية منذ سنوات كثيرة تحاول أن تقنعنا بأن السلام على الباب. ومن حسن الحظ أن أكثر مواطني اسرائيل يرفضون اقتراح أن يكونوا نعاج تجربة لسلام هاذٍ.
في خضم بحر الثرثرة المضللة عن السلام، فقد الشباب في اسرائيل الحافز الى الخدمة في الجيش الاسرائيلي والى البقاء في هذا البلد حيث لم تعد الحياة اليومية سهلة دائما. والذي رأى الجنود المتميزين في بيت الرئيس كان يمكنه أن ينتبه الى أن كثيرين من المتميزين هم من بنات وأبناء الاطراف الاجتماعية في اسرائيل وهي اطراف لا توجد فيها سذاجة وفيها حب بسيط أساسي لهذا الشعب وهذا البلد.
يفخر الاسرائيليون بأنهم لا يتأثرون بمفكرين يعلمون ماذا سيحدث بعد مئة سنة وهم غير قادرين على أن يروا ما سيكون غدا وبعد اسبوع.
يجب على قادة اسرائيل في هذه الايام أن يقولوا الحقيقة بكل لسان وفوق كل منصة وهي حقيقة واحدة وحيدة هي أن شعب اسرائيل مستعد لأن يتحمل عبء الحرية مع طُلب اليه ذلك حتى لو عاش على سيفه الى الأبد.
إن سيف بعث اسرائيل سيكون دائما مستعدا جاهزا ليحمي حقنا في أن نعيش أحرارا في هذا الوطن. وسيحسن رئيس الوزراء الصنع اذا دفع قدما بسن قانون الوطن القومي ولا سيما بالنسبة لاولئك الذين نسوا معنى ومغزى صلتنا بهذا الوطن.

اسرائيل اليوم