فلنحقق الحلم ولوانعدم الشريك

السلام

بقلم: در ندلر
رئيس مجلس ‘يشع′ للمستوطنين سابقا، داني ديان، محق. فمؤخرا يكثر من الادعاء بانه مع فشل المسيرة السياسية الحالية، ‘يجب النظر الى الخريطة والتفكير في سبيل آخر’. بالفعل، يجب اعطاء مكان للتفكير الابداعي عن السبل البديلة لحل النزاع، أوعلى الاقل الوصول الى واقع الدولتين.
ولكن ديان مخطيء أيضا. فالشك في ان صيغة ‘الدولتين’ ليست قابلة للتحقق هوعلى ما يبدومن نصيبه، ونصيب رفاقه في جهاز العلاقات الخارجية (والداخلية) لمجلس ‘يشع′، وهوكذلك في رأس الكثيرين والكثيرات في أوساط المستوطنين. وحتى اولئك الذين يسكنون في ما يسمى ‘المستوطنات المنعزلة’. ديان يعرف المعطيات جيدا. وهويحبذ التجاهل، إن لم نقل التنكر، لنحو30 في المئة من سكان يهودا والسامرة والغور، المعنيين منذ اليوم بنقل سكنهم الى داخل الخط الاخضر، دون أن تعلق باتفاق سياسي مع الفلسطينيين.
كما أن ديان لا يكشف لنا ماذا يقترح حقا على كل مواطني اسرائيل: دولة ثنائية القومية أم كل قومياتها، دون حدود، شعبين يواصلان القبض الواحد على عنق جاره وبالاساس التنازل المطلق عن الحلم الصهيوني. إذ أن ‘دولة’ داني ديان لن تكون ديمقراطية يهودية، هذا مؤكد.

للأسف الصيغة الحالية فشلت. لكل أنواع الاسباب، على ما يبدولدى كل طرف تنبع أكثر من الفكر واقل من الواقع أومن الحقائق. ولكن هذا لا يعني بان علينا أن نجلس مكتوفي الايدي ونتنازل عن امكانية تحقيق الصهيونية. ما ينبغي عمله الان هوتغيير نمط الفكر السياسي.
معظم الجمهور في اسرائيل يعرف مبادىء التسوية المستقبلية: خطوط حدود على أساس خطوط 67 مع تبادل للاراضي، اللاجئين الفلسطينيين يعودون الى فلسطين فقط، ترتيبات امنية مقبولة على اسرائيل، حفظ الاحياء اليهودية في القدس في سيادة اسرائيل والعربية في سيادة فلسطين وحرية وصول وعبادة في الاماكن المقدسة. هذا لا يتم بالمفاوضات المباشرة؟ لا يوجد شريك؟ حسنا، على اسرائيل أن تعمل بشكل مستقل من أجل الدفع الى الامام بواقع سياسي يقربنا من الحلم الصهيوني لدولة يهودية وديمقراطية دون أن نكون أسرى في أيدي معارضي المسيرة في المجتمع الاسرائيلي وفي المجتمع الفلسطيني.
وعليه، فان اسرائيل ملزمة باتخاذ مبادرة سياسية جديدة، تقوم على أساس خطوات مستقلة الى جانب استعداد لمواصلة المفاوضات. على الحكومة ان تعلن بانها ترحب باستمرار المفاوضات، ولكن بالتوازي تعمل بشكل مستقل من أجل خلق واقع سياسي على اساس خطوط التسوية المستقبلية. في ضوء ذلك، تعلن الحكومة بان ليس لاسرائيل تطلعات لسيادة سياسية في شرقي خطوط الجدار الامني، ولكن الحدود النهائية تتقرر في المستقبل بالمفاوضات. وبالتوازي، ينبغي الاستعداد لتشريع قانون يسمح لكل مستوطن يسكن شرقي الجدار الامني بالعودة الى حدود اسرائيل مقابل تعويض مناسب واستيعاب محترم.
لقد كان الاستيطان دوما جزءا من الشعب. والمستوطنون يقولون ايضا اننا ‘ارسلنا بقرار حكومة اسرائيل’. مع حلول اللحظة، وينبغي الاستعداد اليها منذ الان، يحتمل أن يتغير موقف اصحاب القرار، وكجمهور ديمقراطي، يهودي واسرائيلي ينبغي الامل بان يعمل المستوطنون بما يتوافق مع ذلك.
‘المديرة العامة لـ ‘مستقبل أزرق أبيض’

معاريف