إسرائيل بحاجة لرئيس يردع رئيس الحكومة إذا قرر شن حرب

أمير أورن
إعتاد يوسي سريد أن يصف كيف مُسحت «بالزيت» غولدا مئير زعيمة لحزب العمل ورئيسة للوزراء من قبله بعد موت ليفي اشكول: وعلل لوبا اليئيف ذلك بقوله «لأن غولدا تريد». وقد أنكرت غولدا في الحقيقة وأُخضعت لمعركة قصيرة.
يريد بنيامين (فؤاد) بن اليعيزر ورؤوبين (روبي) ريفلين وآخرون الرئاسة وهذا شرط ضروري لكنه غير كاف. فلو بقي حتى واحد منهما وحده دون منافس لتم التصويت بمقتضى القانون له أو عليه ولوجب عليه أن يحرز فيه اكثرية. فليس الرئيس مجرد رئيس مُحسن للكنيست أو رئيس لجنة الساسة، ولا يجوز أن تصبح الرئاسة تحقيق ما تصبو اليه النفس فقط، وجائزة على عمل حياة يحث عضو كنيست قديم رفاقه على منحه إياها. فليست الرئاسة راحة للمتعب وليس الرئيس مهرج البلاط؛ بل هي البلاط الملكي ولا سيما في وقت مصيري.
ليس الرئيس مجرد مُرضٍ لكل أحد بل ينبغي أن يكون رئيسا قويا لنفس السبب بالضبط الذي جعل دافيد بن غوريون يعمل على سلب المنصب صلاحياته واحباط انتخاب شخص سياسي ذي مكانة مستقلة جدا – رئيس الكنيست يوسف شبرنتسغ ـ رئيسا بعد موت حاييم وايزمن. ويُعد نموذج بن غوريون اليوم سواء اعتمدوا عليه أم خافوه، يُعد نموذجا للاستقرار التنفيذي. لكن ذلك لم يكن كذلك في الواقع. فقد كان حكم بن غوريون للحزب والحكومة والدولة مشحونا بالصراعات والدسائس والحيل والاستقالات. وقد أخذت المجموعة الواحدة في حسابها لكنها كانت أهم منه. وقد منحوه زمام السلطة لكنهم زموه (قيدوه). وفي واحد من القرارات المهمة على اقتراح بن غوريون الاستجابة للطلب الامريكي وهو ارسال كتيبة من جفعاتي الى الحرب الكورية في اطار قوة الامم المتحدة ولمواجهة السوفييت، اجتمعت الحكومة عند الرئيس وايزمن وجعلت موقف بن غوريون أقلياً.
ليس للرئيس صوت في اقتراعات الحكومة. وتنبع قوته من فرض أنه متحرر من الحسابات السياسية إن لم يكن ذلك انتقام ماض فهو على الاقل طموح الى المستقبل. وبرغم أن هذا الفرض ظهر كذبه في نهاية رئاسة اسحق نفون الذي لم يضبط نفسه وعاد الى السياسة، برهن نفون على مبلغ القوة التي يمكن أن تكون للرئيس، حينما حث رئيس الوزراء مناحيم بيغن على انشاء لجنة التحقيق الرسمية في مجزرة صبرا وشاتيلا، التي قصرت ايام بيغن في الحكم إن لم يكن ذلك بالفعل فنظريا.
كان ذلك مثالا واضحا على استعمال تأثير الرئيس، حينما أخرج رئيس الوزراء مع وزير الدفاع اريئيل شارون الدولة عن الاتزان وأدخلاها الى لبنان.
لكن نفون عمل بعد الفعل، ونشأ بسابقته معنى عملي حينما صد شمعون بيرس بيغن وشارون وصد بنيامين نتنياهو واهود باراك عن ايران وساعد على أن يجنب اسرائيل حربا لا حاجة اليها. يجب أن يكون الرئيس الذي يتلقى بمقتضى القانون تقارير عن جلسات الحكومة وبلاغات بمقتضى العادة ايضا من قادة الجيش والاستخبارات، يجب أن يكون وزنا يعادل تسرع رئيس الوزراء والقلة من شركائه. ولا ينبغي أن يكون ذلك دائما بل في حالات متطرفة فقط وألا يتأخر ذلك جدا بل أن يسبق الامور. ولهذا فان مشاركة بيرس في صد المغامرة الايرانية هي أهم اعماله الرسمية إذ كان رئيسا. وقد كان له شركاء في داخل الجهاز وفي بيت لورداته. ولهذا كان مرشح بيرس الشعوري للرئاسة بعده، لسبب ما هو أمنون لبكين شاحك.
ينبغي ألا ينفذ الرئيس أمر رئيس الوزراء، لكن عداوة نتنياهو الشخصية لريفلين ليست سببا كافيا لانتخاب شخص سرب الى المقاول السياسي دافيد أيفل اسرارا من غرفة لجنة انتخاب القضاة ولم يتحمل قط مسؤولية امنية أو سياسية. وكما يفترض أن يكون المستشار القانوني للحكومة أهلا لولاية عمل في المحكمة العليا، يجب أن يجسد الرئيس مع طهارة الاخلاق، أهلية مبرهنا عليها لوزارة الخارجية أو الدفاع. وتوجد مسألة تصور عام صغيرة اخرى، فالويل لاسرائيل اذا وجد فيها مع المستوطنين الذين يسيطرون على الليكود الذي يسيطر على الحكومة، رئيس يعارض مصالحة الاراضي مقابل السلام.
هأرتس