روعة الصبر والأمل

في تواضع أغصان الزيتون في بلادنا، وفي رسوخ أشجارها العتيقة، وفي رهان رابح، على الإنسان الفلسطيني المستعلي على كل عاتٍ؛ يتحقق لأسرانا الأبطال، ما يكفي لتسجيل النصر في معركة الإرادة والكرامة. لم ينحن الأسير الباسل، أمام غطرسة المفسدين في الأرض. لم ينكسر في معركته. فبأمعائه الخاوية وصمت زنزانته، ألقى حجراً ثقيلاً في مياه راكدة، وأضاء قديلاً في الدُجى!

انتصر الأسير بروعة الصبر والأمل، وبوقفة شعبه، وبمثابرة الناس الذين ملأت المشاعر النبيلة قلوبهم، فساندوا وعايشوا أوقات الأسرى، معتصمين وصائمين، وناشطين في إعلاء مفردات المعركة، ولم يتخلوا عن مُهج الروح التي بذلت سنوات أعمارها، من أجل حرية شعبها وعزته!

كانت وقفة عز لا بد منها. لم ينس الأسير، ولا الذين ساندوه، أن فلسطين، إنساناً وأرضاً وعذاباً ومدركات قضية؛ ما تزال ماكثة في قلب أمتها، وفي ضمير الإنسانية. من هنا، جاءت فاعلية الوساطة التي أنتجت حلاً مُرضياً على صعيد شروط الإعتقال وحقوق المعتقلين في سجونهم. كان النصح لمعتنقي ثقافة القتل وإغلاق الأقفال، أن استهتارهم بكرامة الإنسان الفلسطيني وبأبسط حقوقه الإنسانية، سجيناً أو طليقاً، من شأنه أن يستحث الموج ولو بعد حين، ذلك لأن رمزية وعدالة القضية التي يمثلها الأسير، من شأنها أن تنتج حراكاً تاريخياً في الاتجاه المضاد لمسار الحركة الصهيونية الغاشمة التي غزت أرضنا، وما تزال تطاردنا عند عتبات مهاجع نومنا.

طوبى للمعتقلين من أجل البِر، فإن لهم الفوز. طوبى لهم وقد أضاءوا نافذة انفتحت على أنين الفلسطينيين وعذابهم. أعاروا أرواحهم وأمعاءهم لكرامة وكبرياء أمتهم وشعبهم. هم الماضون في مقدمة الطلقاء المؤمنين، على درب الحرية. هم الغانمون اليوم وغداً وبعد غد، وصولاً الى يوم الانعتاق!