لنحطم الأواني

جيش الاحتلال

علينا أن ننتقم للمختطفين

بقلم: كرني الداد
واحدا إثر واحد صعد مسؤولونا، رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الاركان، وتحدثوا عن الاختطاف وعلى ما تم فعله من أجل إعادة الابناء الى الديار بسلام وبسرعة. وقد قالوا انه على نحو مؤكد يدور الحديث عن منظمة ارهابية اختطفتهم وان قوى الامن تفعل كل ما في وسعها من أجل انهاء القضية. اما المسؤولية عن الاختطاف فألقى بها مسؤولون على أبو مازن.
الحياة العادية لليهود في بلاد اسرائيل توقفت عندما بدأت تتوافد الشائعات عن الاختطاف. التصقنا بالمذياع، بالتلفزيون، بالانترنت وبالهواتف النقالة لنتلقط كل فتات معلومات، وكل شائعة. جلسنا وبكينا، اعددنا طاولة السبت وبكينا، حممنا الاطفال والبسناهم وحاولنا اخفاء دموعنا وقلقنا. شيء عميق واساس ناقص: ثلاثة فتيان لم يعودوا الى بيوتهم. فتياننا. لم يعطوا امهاتهم قبلة ووضعوا ملابس اسبوع في الغسالة بسرعة قبل السبت. لم يستحموا ويلبسوا ملابس السبت في الطريق الى الكنيس. نحن لا نعرف أين هم.
في الطريق الى البيت، بين السامرة وبنيامين، حركة السير تتدفق كالمعتاد. لا يوجد حاجز واحد. لا يوجد أي عرقلة لنمط حياة العرب. حقيقة ان الفلسطينيين اختطفوا ثلاثة يهود لا تشوش نسيج حياتهم، وهم يواصلون السفر في طرقنا، لا اغلاق، لا حظر تجول، لا معاناة، لا عقاب. فقط في البيوت اليهود يبكون، اما العرب فيحتفلون في الشوارع.
أنا اريد انتقاما. أنا لا اريد ان يتعاطى قادة الدولة وجهاز الامن مع هذا الاختطاف كحدث موضعي يجب حله واحتواء اعمال الشغب. انا أريد ان يجن جنوننا. ان نأخذ قرية ونبعدها الى الاردن.
أن نعتقل كل نشطاء حماس في يهودا والسامرة، ان نقصف أعشاش الارهاب في غزة، الا نقر عملية جراحة لزوجة أبو مازن، أن نغلق المساجد، ان نقطع الكهرباء، ان نحقق مع المعتقلين بكل وسيلة نجدها سليمة الى أن يعترفوا لنا أين ابناؤنا. أن ندفعهم لان يعانوا مثلما نعاني. إذ خلاف ذلك فانهم سيختطفون مرة اخرى. يجب أن نحطم الاواني.
لا حاجة الى مذبحة. يكفي أن نحطم بضعة قواعد لعب اعتدنا عليها كي نقوض المعادلة. فمثلا: نغير تعليمات فتح النار. في وقت التفتيشات رأينا المرة تلو الاخرى صور جنودنا يدخلون الى البلدة التي تعج بالارهابيين، وفي الوقت الذي كانوا يمرون فيه بين البيوت – كانوا يرجمونهم بالحجارة. وهم يردون مثلما أمروهم، ويطلقون الغاز المسيل للدموع. إذن تعالوا نغير هذه التعليمات، الى أن يعود الفتيان الى البيوت، ومن يعرقل بطريقة ما التفتيشات عنهم، ستطلق النار عليه. منطقي؟ نعم. صحيح؟ مبرر؟ مسؤول؟ بالطبع.
علينا أن نرى العرب باننا مجانين. حقا. انه من غير المجدي أن يتورطوا معنا. عندما يلمسون لنا اعصابنا فاننا نفقد السيطرة على أنفسنا. بدون محكمة عدل عليا، بدون بتسيلم أو كاميرات. ببساطة العربدة. محظور أن تكون الاختطافات مجدية لهم. واذا ما ارتكب احدهم الخطأ وتجرأ على اختطاف يهودي – فكل المحيطين به سيسلمونه ويبعثون بالمخطوف الى بيته مع الهدايا والاعتذارات.
في هذه الاثناء هم يضحكون. لاننا نحتوي، ونحاول الا نمس بنمط حياة العرب، رغم أنه لا توجد لنا اليوم حياة.
وكلمتان أخيرتان. الاولى للمحللين اليساريين الذين صعدوا في اثناء السبت ورووا للامة بانه محظور السفر بالمجان وان هذا عديم المسؤولية، وان وبكلمات اخرى: الفتيان الثلاثة جلبوا هذا على أنفسهم. أشرار.
فهل عندما قتل رفيقكم في حادث طرق تحدثتم عن انعدام المسؤولة في السفر على الدراجة في الطريق الرئيس أو عندما مات اللاعب بالسرطان شددتم على مخاطر التدخين؟ آمل أن تبعدوا عن كل منصة وألا يسمع صوتكم بعد اليوم.

معاريف الاسبوع

كرني الداد

حرره: 
م.م