زعماء حماس والهدف الاستخباري

خالد مشعل

بقلم: يوسي ميلمان

في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الاسرائيلي التمشيطات في منطقة الخليل، واعتقال المطلوبين والنشطاء السياسيين من حماس، وبينما تنشغل المخابرات الاسرائيلية في عملية جمع المعلومات وتحليلها، فتحت جبهة جديدة تصرف الانتباه: نشر شائعات غير مسؤولة في الشبكات الاجتماعية. فقد بدأ هذا يوم الجمعة في بلاغ كاذب يزعم أنه باسم الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي وأن المخطوفين الثلاثة أنقذوا «في عملية بطولية»، واستمر هذا أمس في بلاغ كاذب آخر، وأن الفتيان الثلاثة قتلوا في اثناء الاختطاف. هاتان الشائعتان، اللتان نسجتا في عقل مريض، أجبرتا الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي على اصدار بيانات النفي والتوجه الانفعالي للجمهور بالكف عن ذلك. مشكوك أن يتوقف هذا. فالشبكة أصبحت منذ زمن بعيد طائرة بلا طيار، غير قابلة للسيطرة.
الجميع يسألون متى سينتهي هذا، ولكن احدا ليس لديه جواب. قد يحصل هذا في كل لحظة معينة، ولكن يمكن ايضا أن يستمر لايام بل وربما أكثر. وتشدد محافل الامن مع ذلك على أنه «مع كل يوم يمر، يوجد تقدم على المستوى الاستخباري». وبالتوازي، يمكن أن نضيف بان كل يوم يمر – يزيد التخوف على حياتهم. في كل الاحوال، على حد قول المصادر، «هذه المرة تختلف عن قضية جلعاد شاليط»، بمعنى ان هذه المرة المخابرات لا تسير في الظلام ولديها معلومات استخبارية، وان كان لا يزال ليس لديها معلومات تقرر بيقين اذا كان الثلاثة على قيد الحياة، اين يحتجزون ومن هم الخاطفون ومساعدوهم.
وفقط لتلطيف الامر على الآذان الى أي حد كانت خطة الاختطاف حملة مركبة، وبالتالي حل لغزها صعب ايضا، تشهد حقيقة أنه في كانون الثاني من هذا العام اعتقلت المخابرات الاسرائيلية في منطقة الخليل 20 نشيطا من حماس كانوا مشاركين في تخطيط الاختطاف الذي تم احباطه.
ان المحرك للمساعي للعثور على المخطوفين والوصول الى الخاطفين هو النشاط الاستخباري. فالمخابرات التي تستخدم استخبارات بشرية وتكنولوجية ايضا (التنصتات)، هي العامل الاهم في هذه القضية. ويتحرك هذا الجهد في ثلاث دوائرة استخبارية على أمل أن تغلق الدوائر في نهاية المطاف. دائرة واحدة هي المعلومات من العملاء والمساعدين. دائرة ثانية هي التحقيق مع المعتقلين من نشطاء حماس. وهنا يجب التمييز بين اعتقال القيادة الميدانية التي يمكنها ربما هي أيضا ان توفر معلومات استخبارية وبين اعتقال القيادة السياسية لحماس في الضفة، والذي غايته ثلاثية الابعاد – العقاب، الردع والرغبة في ارضاء الجمهور في اسرائيل. ومع ذلك فان لاعتقال القيادة السياسية هدف استخباري ايضا.
وختاما، كلمة عن الهجوم غير النزيه من وسائل الاعلام على الشرطة. فماذا كان يجدي اذا كان المفتش العام للشرطة بكر عودته الى اسرائيل من مؤتمر دولي؟ الشرطة هي عامل هامشي في التحقيق في القضية. وكم هي مغيظة حقيقة أنه بسبب الاهمال في الشرطة تأخرت المعلومات الاولية عن الاختطاف على مدى نحو ثماني ساعات – ينبغي بنا ان نتذكر بان الخاطفين في زمن العملية لم يعرفوا ذلك. فهم لم يعرفوا بانه يوجد تحت تصرفهم ثماني ساعات. عرفوا وعملوا انطلاقا من المعرفة بان عليهم أن يختفوا في غضون 20 – 40 دقيقة.

معاريف

 

حرره: 
م.م