هل أنت معجب بعدوك؟ اللايكات ..رأس مال يباهي به أفيخاي!

هل أنت معجب بعدوك أفيخاي أدرعي

أمُّون الشيخ
(خاص) زمن برس، فلسطين:
"هل أنت معجب بعدوك؟ ..سارع بترك صفحة عدوك أفيخاي أدرعي" بهذا الشعار انطلق نشطاء فلسطينيون على موقع فيسبوك موقع التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم، ساعين إلى إلغاء إعجابات "لايكات" الفلسطينيين للصفحة الرسمية لأ
فيخاي أدرعي الناطق باسم جيش الاحتلال باللغة العربية.

ويهدف الشبان الفلسطينيون في حملتهم هذه إلى إقناع المعجبين بصفحة أدرعي التوقّف نهائياً عن التفاعل مع منشورات الناطق باسم جيش الاحتلال، من خلال شرح مخاطر التفاعل العشوائي هذا وإثبات عدم جدواه، بل وأيضاً بقدرة تحويل تعليق "كومنت" واحد شخصاً ما إلى عميل للاحتلال.

ويقول الناشط محمد مشارقة إن الحملة انطلقت من خلال برنامج إذاعي متخصص في شؤون الإنترنت والسوشال ميديا للإعلامي محمود حريبات، وتابع "خلال نقاشنا حول صفحة أدرعي، تحدثنا عن الحاجز النفسي الذي يكسره الناس بينهم وبين عدوهم باستخدام السخرية، وهنا استخدام السخرية كان خاطئ في التعامل مع العدو كونه ناطق باسم جيش العدو الإسرائيلي، والتواصل الشعبي بشكل عام بشكل مباشر مع جهاز عدو متخصص هو شيء غير سليم".

 

200 صديق معجبون بأدرعي تحولوا إلى 80 فقط

ويقول مشارقة إن الحملة جيدة "ونعتبرها جزءاً من محاربة التطبيع مع الاحتلال، والتفاعل مع الحملة متفاوت، إلا أننا في جدلنا مع الأصدقاء عن أهمية إلغاء الإعجاب والتوقف عن التواصل مع العدو نقنعهم وأقنعنا كثيرين بإلغاء إعجابهم للصفحة".

ويتابع "أنا شخصياً على سبيل المثال مع بداية الحملة وجدت أن 200 من أصدقائي معجبون بصفحة الناطق باسم جيش الاحتلال واليوم عدت وفحصت وجدت أنهم 80 فقط فهذا إنجاز وهذا دليل على التفاعل مع الحملة بشكل إيجابي، ومبدئياً بهذه الطريقة نفحص أن الإعجابات تقلّ".

 

المصريون الأكثر مشاركة

وقال مشارقة إنهم يأخذون بالاعتبار أن صفحة أدرعي لا يوجد فيها فلسطينيين فقط، بل عرب أيضاً، وقال "وجدنا أن أكثر تفاعل كان من المصريين، وإذا نظرنا إلى عدد الإعجابات في صفحة أدرعي فهو نحو نصف مليون ومنطقياً عدد الفلسطينيين لن يكون كبيراً إذا أخذنا نسبة وتناسب مع العدد الكلي للفلسطينيين وأخذنا منهم مستخدمي الإنترنت ومن ثم قلصنا إلى عدد مستخدمي الفيسبوك، فلذلك نحن نناشد المصريين وتواصلنا مع صفحات مصرية لنشر دعوة لمقاطعة صفحة أفيخاي وإلغاء الإعجاب بها".

ومن أجل تطوير الحملة وتوسيعها لتشمل صفحات مسؤولين وناطقين آخرين باسم الاحتلال قال مشارقة إنهم بحاجة لجهواد أكبر وصفحات عربية كبيرة على موقع لفيسبوك لنشر الفكرة وإقناع المستخدمين بأهميتها.

اللايكات ...رأس مال يتباهي به أفيخاي

ويقول محمود حريبات الصحفي والمتخصص في الإعلام الاجتماعي إن الحملة تتركز على محاربة "رأس مال" أفيخاي أدرعي الذي يتباهى به وهو عدد المعجبين العرب والفلسطينيين بصفحته"

وقال إن الحملة أساسها توعوي بـ "أنك بهذا اللايك تساعد العدو على التغلغل بيننا والوصول لنا وتعطيه شرعية، لأن هذه الصفحة تبث السموم والنظريات والمفاهيم الإسرائيلية الخطيرة، والتفاعل مع الصحفة نوع من أنواع كسر الجمود بين الضحية والجلاد والعدو مغتصب الأرض من جهة والشبان الفلسطينيين من جهة أخرى".

وقال حريبات منذ بدء الحملة تفاجأنا بزيادة عدد اللايكات "الإعجابات" على صفحة أدرعي على الرغم من أننا نرى أن عدد أصدقاءنا المشتركين في الصفحة يقل ولتفسير هذا يوجد أمامنا احتمالان، "الأول: أن هناك مفهوم خاطئ للحملة جعل مستخدمين يتجهون إلى الصفحة للشتم والمهاجمة وهذا احتمال، أما الاحتمال الآخر فهو وعلى ما يبدو أفيخاي علم بالحملة التي تجري ضده وقام بعمل خدعة ما ليزيد عدد المشاركين في صفحته بطريقة يحاول من خلالها التصدي لحملة الشبان الفلسطينيين ضد صفحته وإفشالها".

 

الجزيرة والفضائيات العربية والسوشال ميديا

وتابع حريبات أن دور الصحفي الفلسطيني يتمثل بالانحياز لعدالة قضيته ولشعبه وتوعيته من خطورة التبعية لصفحة أدرعي الذي يجمّل إجرام الاحتلال وعملياته الإجرامية ضد شعبنا يومياً.

وتابع "في تقييمي للأسف الشديد أفيخاي هو الشخصية الإسرائيلية الأكثر تأثيراً ووصولاً للرأي العربي ومن أسباب وصوله استضافاته عبر شاشة الجزيرة والفضائيات العربية ومع ظهور الإعلام الإجتماعي للأسف وصل وانتشر أكثر".

وأضاف "أفيخاي يبث السموم ويجمّل أفعال وممارسات الاحتلال الإجرامية ويتحدّث اللغة العربية وهو الأخطر علينا حالياً لكننا سنستهدف صفحات أخرى لناطقين آخرين لاحقاً".

اختراق الرسائل وتحليل المحتوى لإسقاط الشبان

ويوضح الدكتور محمد أبو الرب المحاضر في دائرة الإعلام بجامعة بيرزيت أن ما يكتب على صفحة الناطق باسم جيش الاحتلال مراقب ومتابع ويتم تحليله بدقة، وبعض من يجدونه من اشلبان من ذوي الشخصيات الضعيفة يتم إسقاطه.

وقال إن "هناك وحدات خاصة في الجيش الإسرائيلي تتابع السوشال ميديا، فيها أفراد يتتبعون ما يُكتب ويحللون طبيعة الأشخاص وإذا ما يمكن التواصل معهم وإسقاطهم، وهذه الصفحة هي مدخل قوي لهذه الجهات الإسرائيلية لاستهداف الشباب الفلسطيني".

وفصّل أبو الرب أن "الاستهداف يكون بعدة طرق منها أولاً النفاذ إلى بياناتهم الخاصة في الرسائل "الانبوكس" خصوصاً الشباب والفتيات، واستغلال معلومات خاصة وبيانات خاصة بهم مع استغلال طبيعة المجتمع الفلسطيني المحافظ حيث أن كشف هذه المعلومات يؤدي إلى إسقاطهم".

وتابع "والنموذج الثاني يكون باستكشاف طبيعة المعلومات التي ينشرونها على صفحاتهم كالتي تعبّر عن كبت عاطفي أو ضغط نفسي أو مشاكل نفسية بالإمكان استغلاها ضدهم وتوجيه ذكور أو إناث (عملاء) للحديث مع هؤلاء الأشخاص وبالتالي إسقاطهم واستقطابهم".

وقال المحاضر في دائرة الإعلام بجامعة بيرزيت "الملاحظة الأبرز لديّ من متابعة ودراسة للصفحة _طبعاً دون عمل إعجاب لها_ هو أن كم الردود الإيجابية من قبل الشبان في حالة تزايد إذا ما تمت المقارنة بين نسبتها قبل سنوات ونسبتها الآن وهذا خطير.

 

أدرعي ناطق مدرّب لا يكترث بسخرية أو شتائم

وقال أبو الرب "إن عملية التفريغ النفسي التي يمارسها الشباب بشتم أدرعي والسخرية منه الأمر الذي قد يبرره البعض بتحويل الناطق إلى نكتة أو فكاهة هو شيء عبث ﻷن هذا الناطق مدرب جيداً ليؤدي عمله وبالتالي هو لا يكترث لا بسخرية ولا بشتائم وهذه جهود ضائعة كان ممكن استغلالها وتوجيهها بشكل إيجابي مثل التدوين ونشر جرائم الجيش الإسرائيلي باللغة الإنجليزية أو النشر على صفحات ناطقة بالإنجليزية وهذا جزء من حملة أطلقتها أنا وشبان وقت الحرب على غزة مطلع 2013 وهذه حملة مجدية أكثر".

 

أمنيات بجمعة مباركة!

وشدّد أبو الرب على أنه يجب توعية للشباب لعدم الوقوع في شرك مخابرات الاحتلال وأن "هذه الصفحة هي وسيلة تستخدمها السلطات الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي لتبرير أعمالهم ضد الفلسطينيين وتأخذ جانب من الدبلوماسية العامة بحيث يقدّم الطرف نفسه بأفضل صورة، وقال مثلاً يحاول الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن يشارك الناس في مناسباتهم وأفراحهم ومنها مثلاً أن يتمنى لهم جمعة مباركة وما شابه ليظهر للعالم بأجمل صورة".

وتابع "إسرائيل ليست تلك الدولة الإنسانية والتي تحاول أن تقدم  نفسها بوجه حضاري وإنساني وفي النهاية هذه صفحة يديرها الجيش الإسرائيلي والناطق باسم هذا الجيش وهو جزء من منظومة أمنية وعسكرية لتمحق الفلسطينيين".                  

هاشتاغ #BringBakOurLand أطلقه الفلسطينيون ضد هاشتاغ #BringBackOurBoys الإسرائيلي

حرب إلكترونية يخوضها الفلسطينيون بشكل صحيح

وقال أبو الرب إن المشاركة الفلسطينية على الانترنت "ظرفية" حيث تشتد قوتها حسب مناسبات وأحداث معينة وأشار إلى أن الجهود كلها فردية.

وتساءل أبو الرب لماذا لا يكون هناك وحدة إعلام مجتمعي "سوشال ميديا" خاصة عملها الرد على الادعاءات الإسرائيلية ونشر صور ومقاطع فيديو وباللغة الإنجليزية، ولماذا تبقى الجهود فردية.

وقال "مثلاً لو تبنى مركز الإعلام الحكومي الفكرة بتأسيس الوحدة هذه، أنا طرحت الفكرة ولم يتبناها أحد".

وقيّم أبو الرب الجهد الفلسطيني على الإنترنت بأنه إيجابي وفعّال، واستشهد بما حصل خلال الأسبوعين الماضيين عند بدء الاحتلال بحملة البحث عن المستوطنين المفقودين، عندما أطلق جيش الاحتلال هاشتاغ يشوّه الفلسطينيين ويظهرهم كمجرمين، عندها نجح الشبان الفلسطينيون في التسلل إلى هاشتاغ الحملة وتحويله إلى فلسطيني، ونشروا من خلاله صور ومقاطع فيديو توثّق جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وخاصة الأطفال.

حرره: 
ا.ش