تقترب لحظة الحقيقة لمواطني اسرائيل العرب

بقلم: حاييم شاين
إن نسيج العلاقات بين مواطني دولة اسرائيل اليهود والعرب لطيف وضعيف. وكان يوجد مدة سنين كثيرة امل وهو انه يوجد فرق كبير جوهري بين قيادة الجمهور العربي وهي متطرفة بصورة سافرة، وبين الجمهور نفسه وآراؤه اكثر اعتدالا في ظاهر الامر. وتثير المظاهرات العنيفة في يوم الجمعة في أم الفحم بسبب التصريحات الآثمة الهوجاء من عضو الكنيست حنين زعبي وجمال زحالقة، تثير افكارا كئيبة فيما يتعلق بامكان التعايش الحقيقي في دولة اسرائيل. وقبل أن نشغل انفسنا بدولتين للشعبين، من المهم جدا أن نستوضح من الذي يشتمل عليه تعريف الشعبين.
إن المظاهرات والرسائل في المظاهرة تبرهن بصورة سافرة على ان المتظاهرين يؤيدون اعمال حماس ومطالبها ولا يؤيدون عمليات دولة اسرائيل التي ترمي الى ايجاد المخطوفين وحماية مواطني الدولة ومنهم العرب. ونذكر أن عربا اسرائيليين كانوا ضحايا ارهاب اخوتهم المخربين اكثر من مرة واحدة.
إن سلوك المتظاهرين في أم الفحم انكار واضح للجميل لأن كل ذي عقل يعلم أن لا أحد منهم يوافق حتى مقابل مبالغ كبيرة على الانتقال للعيش في ضمن سلطة الدول العربية أو السلطة الفلسطينية. وسيكونون الجيش الطلائعي في النضال لابقاء أم الفحم في نطاق دولة اسرائيل. يستمتع عرب اسرائيل جدا بالديمقراطية الاسرائيلية ويبيحون في الوقت نفسه لأنفسهم أن يؤيدوا اعداء الدولة اللدودين الذين هم مواطنوها. لا تلزم دولة اسرائيل مواطنيها العرب أن يجندوا للجيش وان يشاركوا في الكفاح العادل للارهاب العربي، لكن الدولة من حقها ان تتوقع ولاء مواطنيها في ايام عاصفة وصاعقة. ولن ننسى ان عربا اسرائيليين ومنهم اعضاء كنيست عاونوا العدو وساعدوه على تدبيره للمس بجنود الجيش الاسرائيلي وبمواطني الدولة.
تقترب لحظة حقيقة مواطني اسرائيل العرب. يجب عليهم ان يقرروا لمن ولاؤهم هل للدولة التي هم مواطنوها أم للقوى الظلامية التي كانت تحاول منذ سنين كثيرة أن تخيف دولة اسرائيل بعمليات ارهاب وتخريب. لا يوجد ولاء مزودوج ويوجد تناقض راسخ بين الولاءين. ان عشرات الملثمين الذين رموا رجال الشرطة بالحجارة والزجاجات واغلقوا شارعا مركزيا يعرضون عمل سنين للخطر. واذا لم يتبرأ الجمهور العربي بصوت واضح قوي شجاع من اعضاء الكنيست ومن المحرضين ومن خطباء الاسلام المسلح فانه تتوقع ايام مواجهات شديدة لا داعي اليها. ومن المهم ان يعلم الجميع ان اليهود قد يكونوا ساذجين لكنهم ليسوا «مغفلين» على اية حال من الاحوال.
اسرائيل اليوم