حرب رمضان

الاحتلال

رؤوبين باركو

لا يوجد أنسب من شهر رمضان بالنسبة لحماس لمحاسبة النفس. إن قداسة هذا الشهر لم تعق العرب والمسلمين قط عن التخطيط لاكثر خططهم حقارة وعنفا. وتذكرون أنه حتى حرب يوم الغفران وقعت في هذا الشهر. ولهذا وجهت المنظمة خططها الى موعد تنبعث فيه مشاعر المسلمين الصائمين لادنى تهييج وتحريض.

يشير فحص واقعي عن ميزان انجازات حماس الى فشل فظيع. فبطن حماس منطوية خاوية لا بسبب الصوم بل بسبب السد التقني لينابيع التمويل التي لم تعد تحول عن طريق البنوك أو الانفاق، في وقت رفضت فيه حتى السلطة الفلسطينية تحويل أجور الى نشطاء حماس. وانقطع ايضا تيار السلاح والمدد من انفاق رفح بسبب نشاط المصريين على المنظمات الارهابية الاسلامية في سيناء.

قضى رد الجيش الاسرائيلي على قتل الفتيان وعلى رشقات الصواريخ على جهود حماس لتحسين حالها من جهة سياسية واقتصادية وعلى محاولتها الخروج من قبضة اسرائيل ومصر الخانقة بواسطة الوحدة مع السلطة الفلسطينية.

أفضت هذه المحاولة الفاشلة الى اعتقال نشطاء المنظمة والذين أفرج عنهم بصفقة شليط في المناطق، والى تدمير بنى حماس التحتية في يهودا والسامرة، والى احباط الفكرة التلاعبية لحكومة الوحدة التي كان يفترض أن تفضي الى عزل أبو مازن. واستقر رأي حماس التي تقوم الآن على دعامة مكسورة على «احراق النادي» بعد أن بقيت مع جمهور يغلي في الداخل والى جانبه منظمات ارهابية غير مطيعة مهمتها كأفضل ما في التراث الفلسطيني، اطلاق النار على اسرائيل في حين «تنكر» حماس ذلك.

في وقت تتم فيه الاعمال الارهابية واعمال القتل علينا بأمر من القيادة الفلسطينية على اختلاف الوانها وتشمل اعضاء كنيست يرون أن هذه الجرائم «مقاومة مشروعة للاحتلال»، يندد الشعب والقيادة في اسرائيل بالقتل البغيض للفتى محمد أبو خضير. يعتبر منفذو جرائم كراهية شاذة من هذا القبيل عندنا قمامة المجتمع واخطر على الدولة حتى من حماس، أما عندهم فيعتبر القاتلون ابطالا. إن الفرق الاخلاقي بين الشعبين لا يمكن عقد جسر فوقه.

إن الحركة الاسلامية في اسرائيل هل ذراع التنفيذ لحماس وهي التي تقف وراء اعمال الشغب. وفي وقت ينتبه فيه العالم للصواريخ التي تطلق على اسرائيل، وفي وقت توجد فيه موجة غربية مناصرة تكافح الاسلام المتطرف، يبدو أن هذا وقت جيد لسحق حماس وبناها التحتية العسكرية والمدنية وايقاع مصابين وقتلى منها على نحو يحدث لها ردعا في المستقبل.

يجب على اسرائيل في رمضان الحالي أن تحاسب اعضاء الكنيست ورؤساء السلطات المحلية العربية الذين يسوغون بتطرفهم النضال لاسرائيل ويشيرون الى الجموع أن تشغب زاعمين زعما كاذبا انهم لا يستطيعون وقفهم. وهذا وقت مناسب لمحاسبة البدو الشاغبين بايحاء من الحركة الاسلامية.

كان يجب أن يعلم تاريخ الفلسطينيين الفلسطينيين أننا غير «قابلين للابتزاز»، وأن وضع أعدائنا في حال التهديد يكون في خطر.

يتبين أن الغضب العربي على قتل أبو خضير ليس سوى محاولة للمس باسرائيل في الداخل في نفس وقت المواجهة مع حماس. وتشير المواجهة العسكرية الناشئة مرة اخرى الى أن الفلسطينيين لا يقصدون الى مسيرة سياسية والى تقسيم البلاد والى أنهم يرون أن حرب 1948 كانت جولة فقط. وسنذكرهم بذلك حينما ننهي علاج الشاغبين.

 

إسرائيل اليوم