من الأفضل وقف إطلاق النار

بقلم: دان مرغليت
عرض علي شخص مُطلع أمس في ساعة مبكرة من المساء أن أنتظر بالكتابة. وقال ربما يكون اعلان وقف اطلاق النار مسألة ثلاث ساعات. وربما يظهر بعد بضعة أيام فقط، فكل شيء سيال وغير مؤكد.
ويتبين الآن أنه علم بأنه تجري اتصالات بعيدة المدى باطلاع بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون، وشعر عدد من وزراء الحكومة المصغرة بأن التحول في عملية «الجرف الصامد» أصبح واقعا.
ما زالت الامور غير ثابتة، وليس من المؤكد الى أين ستتطور مع الوساطة المصرية (المرغوب فيها). تحدث الوزير السابق رجل الاستخبارات رافي ايتان أمس عن محادثات مع مسؤولين كبار في القاهرة معنيين بأن يعيدوا الى مصر السيطرة على قطاع غزة لمصلحتها ولأجل اسرائيل وخلافا لرغبة حماس. بيد أن ذلك يوجب تدبيرا معقدا في الساحة الدولية.
توجد معلومات قليلة في هذه الدقائق. ولا توجد سوى تفاصيل من صورة عامة لوضع التفاوض دون أن نعلم ما الذي تم الاتفاق عليه – اذا اتفق عليه – من وراء الستار. وعلى ذلك وعلى أساس معلومات جزئية جدا يمكن أن نحدد فقط موقفا أوليا من الخطوة المتسرعة المفاجئة التي تثبت أن حماس نالت من الجيش الاسرائيلي ضربة شديدة بل ربما تكون بالغة شيئا ما.
كل ذلك يتعلق بوجهة نظر الناظر. وباعتباري كنت من البداية أرى أنه يستحسن أن تتجنب اسرائيل عملية برية معقدة تكلف ضحايا كثيرين؛ وبصفتي أعتقد الآن ايضا أن اسرائيل غير قادرة على اسقاط سلطة حماس إلا اذا اصبحت جزءا (في الصف الاخير) من حلف اقليمي فيه مصر والاردن والسعودية؛ وباعتباري كنت أُقدر أن الحديث في الاساس عن «ادارة الازمات» لا عن حل المشكلة – فان عندي ما يدعوني الى أن أبارك وقف اطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ في الساعة التاسعة من هذا الصباح. ولم يعتقد سوى الساذجين أنه يمكن احراز كل ما يأمله القلب.
لكن لا في الشروط الموجودة لأن وقف اطلاق النار دون اتفاق أساسي سيجعل التفاوض بين اسرائيل وحماس برعاية مصر هو الفصل الثاني من جريان المباحثات بين العالم المستنير وايران. ونقول بعبارة اخرى إنه يتوقع تسويف من الجهة الضعيفة. وبعد أن أطلقت حماس نحوا من ألف صاروخ على اسرائيل ولم تعد تستطيع الآن أن تصمد لضرباتها التي تهدد سلطتها في غزة، ستشعر براحة لأن اطلاق النار سيقف وتستطيع أن تجري تفاوضا في المستقبل بشروط مريحة وفي ترف الفنادق في القاهرة.
أما اسرائيل في مقابلها فهي دولة ديمقراطية مع طاعنين لها في الظهر من الداخل، واذا فشل التفاوض كما هي العادة في مباحثات مع مبتزين كرجال حماس فلن تكون الاولى التي تجدد اطلاق النار. ويوجد شرط أساسي لتثبيت صورة العلاقات بعد انتهاء القتال ينبغي تثبيتها تحت اطلاق النار. اقترحت اسرائيل «الهدوء مقابل الهدوء»، لكن لا في الوضع الحالي الذي حماس فيه مضروبة مهزومة، ويمكن على الأقل اصلاح شيء من فساد العيش على الحدود بين القطاع وبلدات النقب الغربي.
أهو تفاوض عملي سريع من اجل نتيجة غير مثالية؟ اجل. هل سيوقف الجيش الاسرائيلي اطلاق النار دون التزام حماس الاساسي بشروطه؟ ينبغي ألا تتم الموافقة على ذلك.
يديعوت