"النازحون الجدد" في غزة..بين نار الاحتلال وجشع أصحاب العقارات

النازحون في غزة

سناء كمال

(خاص) زمن برس، فلسطين: عائلات بأكملها شردت من منازلها التي دمرتها طائرات الاحتلال الحربية، في حربها ضد المدنيين في قطاع غزة، فمن العائلات من وجدت في المدارس ملاذا لها لحين انتهاء وقت الحرب، ومنها من لجأت إلى أقاربها لتزيد أزمة مستضيفيهم فوق أزمتهم في ظل الفقر  والتدهور الاقتصادي الذي  يشهده  القطاع ويعيشه أهله بشكل كامل.

وبكافة الأحوال تعيش هذه العائلات حالة عدم استقرار، فلا مأوى لها ولا طعام ولا شراب ولا حتى مال يستطيعون من خلاله تأمين أحدها، ولعل أهم المقومات مأوى يجمع أفرادها يقيهم من حر الصيف ويوفر لهم الأمان المفقود، مع توالي تساقط صواريخ الطائرات وقذائف الدبابات في كل مكان.

زمن برس زارت مدرسة ذكور الزيتون الإعدادية المتكدسة بتلك العائلات، حال مأساوي تعيشها داخل هذه المدرسة المكشوفة، الأطفال يتجمعون في باحة المدرسة يلعبون، في ظل تعالي أصوات أمهاتهم كي يعودوا إلى صفوف المدرسة التي تحولت لغرف نوم تجمع كل 5 عائلات في غرفة واحدة، خوفا من استهداف المدرسة كما حدث أسوة في حربي 2008 و2012.

عائلة "القطاع" المكونة من 20 فرداً جلهم من الأطفال والنساء، لجأت إلى المدرسة بعد استهداف منزلها في حي الشجاعية بعدة قذائف، وهربهم بأعجوبة من موت محتم في يوم دام عاشها الحي مخلفا أكثر من 80 شهيد وأكثر من 400 جريح.

أم صلاح القطاع (45 عاما) تجلس فوق كومة من الأغطية والوسادات التي أمدتهم بها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، تنظر إلى أطفالها من حولها، لا تعلم ماذا يمكنها أن تفعل سوى أن تذرف الدموع على حالهم الذي وصلوا إليه.

تقول لزمن برس وهي تتحسر على وضعها:" شو ذنبنا احنا باللي بصير، إسرائيل بتحاول تشردنا وتهجرنا وتدمر بيوتنا، وتقتل أطفالنا، عشنا أيام سوداء تحت القصف والدمار"، وتتابع:" وما يزيد من الطين بلة أننا لا نملك المال كي نستأجر منزلا أحمي فيه أولادي".

هذا هو حال أغلب العائلات المشردة في المدارس، تحاول بعضها أن تستأجر منازل أيا كان وضعها المهم أن تأويهم وتكون في مكان آمن، لتحررهم من الازدخام في المدارس والاكتظاظ داخل الغرف، فراح صلاح قزعاط (40 عاما) يبحث عن منزل لعائلته المكونة من 12 فردا، لكنه واجه معضلتين مهمتين الأولى ندرة وجود المنازل المعروضة للإيجار وفي حال عثر على أحدها فيكون الإيجار باهظ الثمن لا يستطيع تامينه في ظل الظروف الحالية.

ويشتكي قزعاط من حالهم الذي لا يعرف آخرته فيقول:" الناس بتموت وبتتشرد، لكن أصحاب المنازل لا يرحمون، في ظل الوضع الحالي قاموا برفع أسعار منازل الإيجار، ويطالبون ب6 أشهر مقدم وكأننا نمتلك أموالا، نحن خرجنا بدون شيء خرجنا لنحمي أطفالنا، من أين لي أن أؤمن مبلغ 2000$ كي أحصل على منزل لا يتعدى عن غرفتين وصالة".

وطالب قزعاط أن يصل صوته من خلال زمن برس إلى المسؤولين كي يعالجوا هذه المعضلة التي يعاني منها أغلب العائلات المشردة.
وقال:" أطالب الرئيس محمود عباس وإسماعيل هنية وكافة المسؤولين بضرورة حلنا، لا نستطيع أن نبقى في المدارس، هنا نحن معرضين للأمراض، فإن لم نمت من الصواريخ سنموت من الأمراض والأوبئة".

حرره: 
م.م