صحيفة تكشف: ما هو عرض كيري للهدنة الذي رفضه نتنياهو؟

زمن برس، فلسطين: كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ما قالت انه مسودة لاتفاق هدنة بين اسرائيل وحماس كان قد عرضها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على الجانب الإسرائيلي فقوبلت بالرفض القاطع عن وزارة الخارجية الامريكية.
وكان جون كيري قد تقدم يوم الجمعة الى إسرائيل بمسودة اعتبرت سرية للغاية تتضمن اقتراحا أمريكيا للتوصل الى وقف اطلاق النار، فكان ان رفضتها إسرائيل لأنها لا تتضمن أي اعتبارات لحاجات إسرائيل الأمنية كما لا تتحدث عن اخلاء قطاع غزة من الصواريخ كما تحظر المسودة على جيش الاحتلال مواصلة عمله في هدم الانفاق التي حفرتها حماس من القطاع الى الأراضي الإسرائيلية، وذلك كله خلال مدة وقف اطلاق النار بين الجانبين التي تمتد سبعة أيام يطلق عليها "هدنة إنسانية" كان لها ان تضع حدا للاقتتال، هذا ما ورد في المستند الذي حصلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على نسخة منه ويتم الكشف عنه لأول مرة.
وكان المستند قد صنف على انه "سري للغاية" وقد تم ارساله الى ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي في الخامسة من بعد ظهر يوم الجمعة اثناء انعقاد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، وجاء المستند تحت عنوان : "اطار لهدنة إنسانية في قطاع غزة" حيب ما نقلته وكالة الانباء الفرنسية.
وجاء في المسودة المذكورة انه من الضروري جدا حماية المدنيين ووضع حد للعنف في غزة والتوصل الى هدنة ثابتة. ومما يظهر في المسودة، فإن الاتفاق يبرم بين جانبين، الاول هي إسرائيل والجانب الثاني هي الفصائل الفلسطينية، أي حماس وبقية الفصائل الناشطة في قطاع غزة، وتتعامل المسودة مع الجانبين على انهما متساويان من حيث المكانة، ولا تمنح المسودة أي دور للسلطة الفلسطينية ولا للرئيس محمود عباس ولم يتم ادراج أي منهما كجانب في الاتفاق.
وتنص مسودة كيري على ثلاثة نقاط: هدنة إنسانية تنهي الاعمال العدائية في قطاع غزة ومنه، وكان للهدنة ان تدخل حيز التنفيذ في غضون 48 ساعة من قبول المسودة، أي اعتبارا من مساء يوم الاحد وان تستغرق أسبوعا.
وكان لهذا الاتفاق ان يقوم على أساس التفاهمات التي تم ابرامها في نوفمبر تشرين ثاني من عام 2012 عند نهاية حملة "عامود السحاب" التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، في ظروف مشابهة لحملة الآن على القطاع.
ونصت المسودة في بندها الثالث على انه بعد الموافقة على المقترح بثمان وأربعين ساعة، يجتمع الطرفان في القاهرة بدعوة من مصر للتفاوض حول كل المواضيع المتعلقة بالتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار في قطاع غزة.
وتضمن البند الثالث من الاتفاق المقترح مطالب حماس الواحد تلو الاخر مثل: فتح معابر الحدود، ادخال البضائع والناس الى القطاع، ضمان التركيبة السكانية والاجتماعية للفلسطينيين في قطاع غزة وتحويل الأموال للقطاع لدفع رواتب موظفي الحكومة.
اما مطالب إسرائيل فقد حظيت في مسودة كيري لنظرة عامة جاء فيها: "معالجة كافة القضايا الأمنية"، ولم تذكر المسودة المطلب الإسرائيلي بنزع الأسلحة من قطاع غزة ولا سيما الصواريخ والأسلحة الثقيلة او هدم الانفاق.