الانتخابات المصرية في عيون الصحف العالمية

القاهرة - زمن برس: كاميرات وصحف ومراسلين من كل بقاع الأرض ينظرون ويترقبون ويراقبون الانتخابات المصرية، الانتخابات الأولى في تاريخ مصر الجديدة.

فقد كتبت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن بعد عام من الدماء والاضطرابات في مصر، سيتوجه ملايين المصريين الى صناديق الاقتراع لاختيار خليفة الرئيس السابق حسني مبارك، وأضافت الصحيفة أن مصريين يشعرون بالديمقراطية لأول مرة في حياتهم، وهم على أمل ن تحقق الانتخابات الرئاسية أهداف الثورة وحقوق الشهداء.

ورأت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن خروج ملايين المصريين لاختيار رئيسهم في أول انتخابات حرة عقب ما يقرب من عام ونصف من الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك من شأنه إسدال الستار على عقود من الحكم الاستبدادي، ورصدت الصحيفة آمال المصريين أثناء انتظارهم للأدلاء بأصواتهم في سباق مفتوح لم يسبق له مثيل من قبل، معيدة إلى الأذهان ما كان يقوم به الرئيس من طرق وهمية ليجدد بها ولايته على مصر وذلك من خلال الفوز بالتزكية في استفتاءات شعبية وليست انتخابات، فضلا عن استشراء عمليات التزوير التي كانت الضامن الوحيد لفوز تابعيه في الانتخابات البرلمانية.

ورجحت واشنطن تايمز ألا ينبثق عن الجولة الأولى من الانتخابات فائز، لذا فإن المحتمل أن تجرى جولة الإعادة في السادس عشر من يونيو/حزيران القادم ولمدة يومين بين أكثر مرشحين حصلا على نسبة الأصوات على أن تعلن النتيجة النهائية في الحادي والعشرين من الشهر ذاته.

وأفردت صحيفة الجارديان البريطانية جزءاً من صفحتها الأولى عن الانتخابات في مصر، وقالت الصحيفة أنه وبعد 15 شهراً استثنائية في مصر، ومزاعم بتزوير الانتخابات، يختار المصريين اليوم رئيس للجمهورية يأتي من قيمة أصوات حقيقة.

واعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن الانتخابات المصرية مثيرة ومحبطة في الوقت نفسه، حيث أن كثيرا من المصريين لا يشعرون بارتياح، بسبب الانقسامات داخل التيار السياسية المصرية، والصراعات المستمر بين الاسلاميين والتيارات التي تؤيد الدولة العلمانية، بجانب شكوك عن حدوث أحداث عنف تعطل العملية الانتخابية، وأشارت أنه غير متوقع حدوث تزوير في العملية، كما كان يحدث في الأعوام السابقة، كما أوضحت واشنطن بوست أن رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق الذى يعد من المرشحين الأوفر إنه قد يكون أحد اثنين يتنافسان فى جولة الإعادة بعد جولة أولى.

أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فوصفت الانتخابات المصرية بأنها صراع بين القوى العلمانية والإسلاميين على مستقبل مصر، وأشارت أنه لأول مرة في تاريخ مصر منذ 5 آلاف عام، وأن 52 مليون مواطن سيذهبون للتصويت، ومن المتوقع ان تكون نسبة المشاركة مرتفعة جداً.

وأضافت الصحيفة أن اسرائيل التي تتحسر على المآل الذى آل إليه حليفها الاستراتيجي مبارك تراقب الآن باهتمام بالغ مصر وهى تخوض أول انتخابات حقيقية في تاريخها، ووصفت الصحيفة خطوة الانتخابات بأنها استكمال لأكبر نقلة ديمقراطية في تاريخ المنطقة وأرجعت أهميتها إليى أن تلك المرحلة تعتبر تأريخاً لانتقال السلطة من حكم الحاكم الى حكم الشعب، وإلغاء حكم الديكتاتور ليتقاسم السلطة البرلمان والأحزاب السياسية. وتابعت الصحيفة أن من حق إسرائيل أن تتساءل الآن ما إذا كان فوز الفريق شفيق سيكون في صالحها أم لا، وما اذا كان عمرو موسى يكره اسرائيل حقاً أم أنه رجل براجماتي، وتتساءل أيضاً حول موقف المرشح الإخواني محمد مرسى منها.

وكتب تسفي برئيل في مقالته بنفس الصحيفة معتبراً أن "الضباب الكثيف يغطي عيني إسرائيل" خلال انتظارها هوية الرئيس الجديد لجارتها مصر وخصوصا بعد الحداد السياسي لسقوط الحليف، في إشارة إلى مبارك، ويوضح الكاتب أن طريق مصر الجديد على تعقيده واحتمالاته وأخطاره هو في نظر إسرائيل أصوات خلفية ليست لها أهمية. فإسرائيل لا ترى أهمية إلا لسلامة اتفاقات كامب ديفيد. ومن المؤكد أن استمرار وجودها هو الامتحان الوحيد لعلاقات الدولتين، ويخلص الكاتب إلى أن رئيس مصر الجديد لا يريد ولا يستطيع التحلل من هذه الاتفاقية، وسيكون من الوهم في المقابل توقع تغيير في سياسة إسرائيل كرامة لمصر وبخاصة إذا ترأسها إسلامي.

واعتبرت صحيفة معاريف أن الانتخابات ستحسم ما إذا كانت مصر بعد الثورة قادرة على شروع طريق جديد في حياتها السياسية، ورجحت أن تختار مصر رئيساً مدنياً، طارحة تساؤلا حول وضع الرئيس الجديد في ظل غياب الدستور. وأكدت الصحيفة أنه أياً كانت هوية الرئيس القادم فعليه التعامل مع كل القوى السياسية، بما في ذلك القوى الإسلامية المطالبة بتطبيق الشريعة.

أما صحيفة وول ستريت الأمريكية فرأت أن ما يحدث في مصر سيغير معنى الدولة المصرية الديمقراطية، بعد تغير نظام الحكم من نظام ديكتاتوري مدعوم من الجيش الى نظام مدني ديمقراطي.

وكتبت وكالة رويترز أن المصريين الذين ينتخبون لأول مرة في تاريخهم رئيسا لهم، سيكون عليهم الاختيار بين أحد الاسلاميين، وأحد رجال النظام السابق، وتقول الوكالة انه على الرغم من ان غالبية المصريين لم يختاروا مرشحهم بشكل قاطع حتى الآن، إلا أن الخيار يكاد يكون محصوراً بين هذين التيارين.

فيما وصفت وكالة «يونايتد برس» الأمريكية للأنباء إجراء الانتخابات الرئاسية بـ«قفزة إلى المجهول بعد 60 عامًا من الحكم العسكري»، مضيفة أن الانتخابات الرئاسية التي طال انتظارها يجب أن تكون «نقطة تحول في الانتقال الهش في البلاد من الديكتاتورية إلى الديمقراطية». وتوقعت أن تنزف الدماء مجددًا فى شوارع مصر في حال رفض الجيش تسليم الحكم بعد إجراء الانتخابات، مشيرة إلى أن كثيرًا من المصريين يعتقدون أن الجنرالات قد يحاولون التراجع عن وعودهم.

من جانبها، وصفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية للأنباء أن الانتخابات الرئاسية في مصر ستكون «علامة فارقة» عندما تنهي 6 عقود من الحكم العسكري المتأصل في البلاد، قائلةً: إن مدى تخلي جنرالات المجلس العسكري عن السلطة للرئيس المنتخب، «لايزال غير واضح».

س ر/ د ع