جدة تؤسس نادياً للنوم

جدة: تعاون «نادي جدّة لطب النوم» و «الجمعية السعودية للطب الباطني» و «مركز طب النوم وبحوثه» في جامعة الملك عبدالعزيز في جدّة، على تأسيس «نادي النوم» في جدّة.

واعتبر مدير «مركز النوم» الدكتور سراج عمر ولي تأسيس هذا النادي العلمي الأول من نوعه في السعودية، خطوة مهمة في نشر التوعية باضطرابات النوم وأهمية تشخيصها وعلاجها. ويسعى النادي إلى استقطاب أطباء وممارسين صحيين وطلاب طب، بهدف تعريفهم بأهم أمراض النوم انتشاراً، إضافة إلى العمل على توجيه المصابين بها لتلقي علاج مختصّ وفعّال. وأفاد ولي بأن هناك حاجة كبيرة إلى زيادة أعداد المختصين في مجال اضطرابات النوم، والاستثمار وطنياً في مراكز النوم.

وشدّد على أنه لاحظ زيادة في انتشار مشكلات النوم في المجتمع السعودي، على رغم ندرة البحوث المحلية في هذا المجال، مورِداً أن 41 في المئة ممن شاركوا في استبيان أميركي أجري هذه السنة، أقرّوا بمعاناتهم من التمَلمُل خلال ساعات النوم، وأن هذا سبّب أرقاً لشركاء فراشهم في 24 في المئة من الحالات. وتناول الدكتور أيمن بدر كريّم، وهو المشرف على مركز تشخيص وعلاج اضطرابات النوم في «مدينة الملك عبدالعزيز الطبية» في جدّة، الموضوع عينه من زاوية أخرى، وقال: «يعاني عدد كبير من أفراد المجتمع السعودي من اضطرابات نوم تؤثر في شكل مباشر في مزاجهم وتحصيلهم العلمي وأدائهم الوظيفي.

ومثلاً، يصيب انقطاع التنفس أثناء النوم 17 في المئة من الأفراد في بعض المجتمعات الغربية، إضافة الى مشاكل مثل الأرق المزمن، والحرمان من النوم، ومتلازمة الساقين غير المستقرتين» (تقلقل الساقين باستمرار أثناء النوم) وغيرها. وتسبّب هذه الحالات نقصاً في ساعات النوم المطلوبة، التي تتراوح بين 7 و8 ساعات يومياً عند متوسطي الأعمار.

وهناك من يعاني زيادة في التوتر نفسياً وعصبياً نتيجة ضغوط العمل والعادات الغذائية والسلوكية السيئة (التدخين وتناول المنبهات والسهر المفرط)، ما يؤدي إلى فرط الخمول والنعاس أثناء النهار، وارتفاع احتمال التورط في حوادث سيارات، وحتى التسبب في الأخطاء المهنية كالأخطاء الطبية وغيرها. وأوضح كريّم أن كثيرين يُهملون مشكلات نومهم لسنوات عدة، نتيجة عدم وضوح الأعراض، وظنّهم أنها نتيجة الانشغال الزائد في التفكير والضغوط النفسية. وليس بالضرورة أن تكون الحال كذلك. ثمة ظواهر كثيرة لاضطراب النوم كالشخير والنعاس المفرط، والأرق المزمن، تعود إلى مسببات عضوية كالتهابات الأنف المزمنة، وحساسية الشعب الهوائية، وانقطاع التنفس أثناء النوم، وارتجاع حموضة المعدة، وأمراض الروماتيزم والتهابات المفاصل، ومرض النوم القهري، وضعف عضلة القلب وغيرها.

ولا يغيب عن البال اضطراب النوم المرتبط بالمشاكل النفسية والعاطفية والسلوكية، كفرط التوتر واختلال مواعيد النوم والاستيقاظ والكآبة المرضية وغيرها». ولفت كريّم الى أن المختصين في النوم يرون حاجة مُلحّة لإجراء مزيد من اختبارات النوم لفحص طبيعة النوم أثناء ساعات الليل، والوقوف في شكل دقيق على التشخيص الدقيق، ووصف العلاج المناسب لكل مشكلة. ولفت إلى أن إهمال هذه الاضطرابات له تداعيات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة المبكرة، وزيادة نسبة الإصابة بأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم، وقصور عضلة القلب وغيرها.

آ ج