محمد رشيد شالوم.. العلامة السوداء

 فجأة ودون سابق انذار، وبعد غيابه من المشهد العلني، مع استمراره في الادوار المشبوهة في اكثر من مكان، استعيد دور محمد رشيد او خالد سلام الى الواجهة من خلال فتح مواقع اعلامية وتلفزيونية امامه، او انشاء موقع ان لايت برس خاص به، ليتفث سمومه في توقيت، لا يختلف اثنان انه مريب. محمد رشيد الذي لعب دورا في تجارة الاسلحة الى ليبيا في عز الازمة، وكاد ان يخلق ازمة بين الشعبين الليبي والفلسطيني، كانت ستدفع ثمنه الجالية الفلسطينية هناك، لولا اسراع الرئيس ابو مازن بارسال الاخ عباس زكي على راس وفد في زيارات متكررة، لاصلاح ما افسده التجار. محمد رشيد شالوم الذي استغل اتفاقية اوسلو الممر الاجباري الذي كان مليئا بالسلبيات، ولكن لم يكن امامنا طريق غيره في تلك المرحلة حتى نصل ارض الوطن، وبنى ما بنى من علاقات مع الاسرائيليين، كانت احد ثمارها العلامة السوداء المتناقضة مع تراثنا الوطني ودماء الشهداء وآنين الجرحى وعذابات الاسرى، وهو كازينو اريحا.

محمد شالوم، يريد ان يتحفنا بالذاكرة السياسية، وكانه يحدثنا عن تاريخ جرى في كوكب اخر لا نعرف حتى تفاصيله المملة، ولا نعرف من دفع للاخر هو ام محطة العربية، لو سألت اي طفل فلسطيني عن كامب دافيد لروى باسهاب عن موقف الرئيسين الشهيد ابو عمار، والرئيس ابو مازن الذي تماهى معه وغادر احتجاجا على آلية حل موضوع اللاجئين. وكيف دفع الرئيس ابو عمار حياته ثمنا لموقفه، وكيف يعمل على قتل الرئيس ابو مازن سياسيا وربما في مرحلة اخرى باسلوب اخر لانه ما زال على الثوابت نفسها والنهج نفسه. لم اكن اتخيل تلك الطيبة عند محمد شالوم وهو يمتدح سيء الذكر مثله شارون.

ويعطيه صك البراءة من جرائمه ضد الشعب الفلسطيني. هذا التوقيت المريب، الذي افرد له مواقع الكترونية عدة، قام الرئيس شخصيا بالسماح لها بالعمل بعد حجبها ايمانا منه بالحريات الديمقراطية التي تسهم في الاصلاح والبناء، لكن الهجوم التحريضي والتشهيري المفبرك على فلسطين بشخص رئيسها، والذي ترافق مع خلل امني في جنين ليس توقيتا عابرا وبريئا، فهو مخطط له في اطار اضعاف الدور الفلسطيني السياسي والدبلوماسي، الذي رفض ان تضيع فلسطين في زحمة اجندة ما يسمى بالربيع العربي، والغياب عن المسرح الدولي. من يطالع موقع ان لايت برس، ويشاهد فبركات الذراع الضارب، واستهداف جهاز المخابرات الذي احبط العديد من المخططات، واغلق الكثير من بؤر الفساد، واعتقل الخارجين عن القانون، يجب ان يتساءل عن سر هذه الهجمة، وفي هذا التوقيت المريب. والتركيز على التشهير، ولماذا جهاز المخابرات العامة بالذات؟؟؟

سؤال مشروع يحتاج الى اجابة موضوعية، هل لان الاجهزة الامنية تريد بسط سيادة القانون؟ ولانها تلاحق كل مسيء للوطن والمواطن، وتؤدي رسالتها عبر دورها بأننا قادرون على حكم انفسنا، وحقنا في دولة مستقلة؟. هل يستطيع شخص بمستوى محمد رشيد شالوم ان يخترق جهاز المخابرات العامة والحصول على هذه الكمية من المستندات التي يدعي انها بحوزته، وهي كلها مزورة، فعلا ان الخيانة اصبحت وجهة نظر. ان الرئيس ابو مازن واجهزتنا الامنية، لن تهزهما تلك النشازات الصادرة من هنا وهناك، وهي التي حافظت على الامانة والامن.

لا بد من ملاحظة ان كون محمد رشيد شالوم ليس من التابعية الفلسطينية، فهذا لا يعني الحديث في هذه النقطة، لان ثورتنا قال عنها الشهيد الخالد الرئيس ابو عمار هي ثورة كل الاحرار في العالم، نعم الاحرار، وليس الكفار الذين كفروا بالنعمة التي أوتهم، ودعوا على اليد التي امتدت لهم بالكسر. ومنهم محمد رشيد شالوم العلامة السوداء التي لطخت الثوب الفلسطيني المناضل. احسان الجمل مدير المكتب الصحفي الفلسطيني – لبنان