حكومة نتنياهو غير قادرة على حسم أي خلاف

حكومة نتنياهو

تل شنايدر

«من أجل ماذا كان ينبغي الإعلان عن 4 الاف دونم كاراضي دولة؟»، سأل هذا الاسبوع وزير المالية يئير لبيد، وأضاف: «هذا خطف لم يحول الى الكابنيت ويلحق ضرراً بدولة اسرائيل».
أما وزيرة العدل تسيبي ليفني فقالت: «رئيس الوزراء يرتكب خطأ حين يمتنع الان عن خطوة سياسية».
وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قال يوم الجمعة الماضي: «كان ينبغي إنهاء العمل، وطرد قادة حماس»، وأضاف: ماذا فعلنا إذن؟
أما وزير الاقتصاد نفتالي بينيت فقال بعد انتهاء حملة «الجرف الصامد»: «الاعتراض الذي قدمته على المحادثات مع القتلة من حماس لم يقل حدة. محظور اجراء مفاوضات مع حماس».
رؤساء الكتل الأربعة التي يتشكل منها ائتلاف رئيس الوزراء نتنياهو يقولون ويتحدثون ويوجهون الانتقاد ويقترحون. ولكن ليس لمواقفهم أي معنى في السلوك السياسي لاسرائيل. في الحكومة التي تضم 23 وزيراً، يوجد شخص واحد يقرر، يدير، يوجه ويخطط.
الـ»انا أقرر وأنا أتولى الدفة»، الجملة الشهيرة التي مر عليها حتى الان اكثر من 22 سنة (اسحق رابين، حزيران 1992) انبعثت الى الحياة وهي حية وترفس في الحكومة الـ 33.
يقود نتنياهو وحده دولة اسرائيل على التوالي منذ 2009، وقبيل انتخابات 2013 بالغ في الفعل وحتى لم يعرض على الجمهور الاسرائيلي برنامجا مكتوبا. إذن ما الذي يقرره والى أين يقود الدفة؟ أحد لم يعرف وأحد لا يعرف اليوم ايضا. لا توجد وعود طرحها، لا توجد اقوال صريحة وحتى وقت اخير مضى لا توجد حتى اجوبة على اسئلة وسائل الاعلام التي كان يفترض به أن يعود اليها ويواجه فيها ما قاله من قبل.
الكينغ هو نتنياهو وباقي الوزراء زائدون. وقد حقق هذه الحصرية من خلال السيطرة المثيرة للانطباع على وسائل الاعلام الاسرائيلية، التي تميل في معظمها الى اليمين، وبتطوير رأي عام عاطف وبسنوات طويلة من الهدوء النسبي الذي انقطع هذا الصيف.
فهل يقلق أي من وزرائه من الاتجاه الذي يقود اليه الدفة؟ وهل لمشوراتهم واقتراحاتهم يوجد وزن؟ لا. ولا حتى لكتلة من 19 مقعدا، على رأسها يقف الوزير لبيد الذي ليس له ذرة فكرة عن كيفية دفع رئيس الوزراء الى توجيه الدفة قليلا باتجاهه. هذه هي الحكومة الـ 33 التي انتخبها المواطنون وتوجد فيها خمس كتل، 23 رأي، وصفر قدرة حسم. لان الرجل الذي يقف على رأسها، ملك الوضع الراهن لا يريد أن يقود شيئا.

معاريف

 

حرره: 
م.م