العميل "ز. م" خدم الاحتلال 20 عاماً وكان عين الشاباك في منطقته

العملاء
 سناء كمال
(خاص) زمن برس، فلسطين: في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عمد جيش الاحتلال على  توجيه ضرباته للمواطنين المدنيين في قطاع غزة، بعد أن فشل "الشاباك"  في استهداف رجالات المقاومة "ذات الوزن الثقيل"، الذي كان من شأنه أن يغير معايير "اللعبة الحربية"بين المقاومة وإسرائيل. 
 
وكان استهداف المدنيين ومنازلهم الهدف الأساسي للشاباك، على اعتبار أنه في حال انتهت الحرب، لن يتمكن المقاومون من العودة إلى منازلهم وحياتهم الطبيعية، ولكن سيعودون إلى دمار يحتاج لسنوات وسنوات كي يعيدوا بنائها، خاصة إذا ما استمرت إسرائيل في فرض حصارها على غزة، وهو ما تسعى إليه فعليا، لينشغل الفلسطينيون عامة والمقاومون خاصة في تأمين مسكن لعائلاتهم التي باتت مشردة.
 
ولم تجد إسرائيل سنداً لها سوى عملائها على الأرض، والذي ارتبطوا بالشاباك، حيث ستعمد زمن برس على كشف خبايا العملاء ضمن سلسلة من التقارير والتحقيقات لتقف على أسباب العمالة وقصص عملاء تم إعدامهم وغيرهم ما زالوا رهن الاعتقال.
 
ويقول (ع. ف) وهو شقيق أحد العملاء الذين تم القبض عليهم في الحرب الأخيرة، وهو رهن الاعتقال حاليا للتحقيق معه، يقول لزمن برس:" لم نكن نعلم أن أخينا مرتبط مع الاحتلال على الرغم من تحركاته التي كنا نشك فيها، ولكن لم يخطر ببالنا أبدا أن يكون متعاوناً فعليا معهم"، مشيراً إلى أنه فور تيقنه بأن أخيه متعاون بعد سماعه مكالمة هاتفية من هاتفه النقال، قام بتقييده واستدعاء الجهات الامنية المختصة.
 
ولم يبد  (ع. ف)  ندماً على تسليم أخيه، خاصة وأنه على يقين بأن الجهات المعنية هي أعلم بما تقوم به بحق أخيه، وستفرض عليه عقوبة مناسبة لجرمه الذي اقترفه.
 
وتبقى قضية العملاء حساسة جداً، وبها الكثير من التعقيد نظراً لخطورة الأمر وارتباطه أحيانا بعائلات معروفة بمكانتها الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني، وخاصة إذا ما كانت من أهالي المجاهدين، وقضية التخابر والتجسس تندرج تحت إطار الخيانة العظمى.
 
ويؤكد لنا أحد المقاومين الذي أشرف على إعدام أحد العملاء (ز.م)  في الحرب الأخيرة على القطاع أن نسبة العملاء ليست كبيرة بالقدر الذي يحاول البعض تسويقه للإعلام ونشر شائعات تربك الساحة الداخلية، وتحدث لزمن برس عن قضية "العميل" (ز.م) الذي تم اسقاطه قبل حوالي 20 عاما، أو ما يزيد بقليل حيث ارتبط مع الاحتلال عن طريق العمل في أراضي الداخل المحتلة عام 1948.
 
وقال المقاوم لزمن برس:"  العمل (ز.م) تدرجت عمالته حيث أنه عاصر عدة مراحل (انتفاضة الحجارة عام 1987) وانتفاضة الاقصى 2000 وحرب الفرقان، إلا أن تم اكتشافه عن طريق المتابعة لعدد من الأمور المشبوهة والعلامات المتبعة وتم اعتقاله واعترف على كافة جرائمه من خلال التحقيق معه، وتم تسليم أدوات التخابر وطريقة التعاطي بالمعلومات مع الاحتلال الإسرائيلي وكذلك وسائل الاتصال المتبعة بذلك، وفق رواية المصدر.
 
ويضيف المصدر:" جميع مزاعمه بأنه أرغم على العمالة واهية، وهو لم يستطع التراجع، وراح ينفذ تعليمات المخابرات بدقة عالية وكأنه صاحب مصلحة إسرائيلية اكثر من بلده، وما ساعده على طول مدة التخابر البيئة التي يعيش فيها وبيته وأقاربه وسنه، حيث كان من الصعب التخمين بأنه قد يكون في هذه المنطقة عميل وكذلك سنه الكبير".
 
ويضيف المقاوم بأن العميل (ز.م) اعترف أنه على مدار سنوات طويلة تم تكليفه من قبل الشاباك الإسرائيلي بجمع المعلومات وتوصيل أموال لعملاء آخرين عبر نقاط ميتة وأهمها الوشاية على مجاهدين تم استهدافهم من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية ما أدى إلى استشهادهم، واعترف بذلك وقام بتمثيل الأحداث حسب الفترات التي عمل بها.
 
وقال المقاوم إن العميل (ز.م) تم  إعدامه ضمن عمليات الإعدام الجماعية التي نفذها رجال المقاومة، بعد أن حوكم عدة مرات قبل بدء الحرب الإسرائيلية الأخيرة وكان قرار الإعدام قد تم مسبقا بمحكمة رسميه والتنفيذ تم في الحرب نظرا للحاجة الملحة لتوصيل رسائل للعملاء غير المعروفين بأن مصير كل عميل (الهلاك) وفق تعبير المقاوم. 
 
حرره: 
م.م