الذهب الصيني طوق النجاة لـ"عرسان" غزة

الذهب الصيني

زاهر الغول

(خاص) زمن برس، فلسطين: يعاكس حال الذهب في قطاع غزة، أحواله في بقية أنحاء العالم، فأسعاره في القطاع المنكوب ترتفع اذا ارتفعت عالمياً، لكنها تبقى مرتفعة أيضاً حتى لو انخفضت بشكلٍ عالمي، وذلك لصعوبة السفر والتنقل وإدخال كميات جديدة للأسواق.

في معادلة عكسية لا تتناسب مع تراجع الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة اتجه أهالي القطاع لإيجاد البديل كحل مؤقت "الذهب الصيني " والذي كان حلا سحريا لكثير من المواطنين لإتمام مناسباتهم وبأسعار مناسبة لأوضاعهم المادية البسيطة في حين كان السبب في جلب المشاكل لآخرين اشتروا الذهب الصيني على أنه ذهب أصلي.

تقول الفتاه سماح 25 عاما:"  كان ارتفاع سعر الذهب هو العائق الوحيد أمام إتمام زواجي حيث ما تبقى معي من المهر لا يكفي لشراء الذهب خاصة في ظل ارتفاع سعره، ما اضطرني للانتظار لعل سعره ينخفض، مشيرة إلى أنها في نهاية الأمر اتفقت هي وخطيبها على شراء الذهب الصيني بدلا من الأصلي".

وتضيف سماح" منذ بداية خطبتي وأنا أتابع أسعار الذهب أكثر من أي شيء آخر" لذلك كان القرار بشراء الذهب الصيني. في البداية تخوفنا كثيرا خاصة أننا قمنا بذلك دون إخبار أهلنا لكنه سرعان ما قبلوا والسبب هو عدم وجود بدائل أخرى إلى جانب التخفيف من معاناة التفكير والانتظار".

أما أبو أحمد البردويل (54 عاماً) وهو بائع ذهب صيني في سوق الشيخ رضوان في غزة، فقال إن الذهب الصيني ظهر بعد  بعد ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير ما أدى إلى عزوف المواطنين عن شرائه، مؤكدا أنه يتميز بنفس لون الذهب الأصفر وقليلا ما يستطيع أحد تفريقه عن الذهب الأصلي إلى جانب رخص ثمنه وأشكاله المتنوعة والمتعددة".

يتابع البردويل " إن الذهب الصيني لم يؤثر علي تجارتنا لكنه ساهم في التخفيف عن العرسان الشباب في تأمين ذهب يتباهون به أمام الناس فمجتمعنا له عاداته وتقاليده".

ويؤكد البردويل أن أسعار الذهب في قطاع غزة مرتبطة بأسعار السوق العالمي عكس ما بتناقله الناس بأنه لا ينسجم مع الأسعار عالميا، مشيرا إلى أنه أحيانا يزيد أو يقل حوالي 20 دولارا عن السوق العالمي حسب العرض والطلب.

ولفت إلى أن حركة بيع الذهب في غزة ضعيفة جدا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية خاصة بعد إغلاق الأنفاق ووقف الكثير من القطاعات الصناعية والإنتاجية التي كانت تحرك من عجلة البيع والشراء.

يقول ابو بلال عطوة -  رئيس جمعية الصاغة والمجوهرات في غزة أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعا ملحوظا في السنوات الست الأخيرة حيث تضاعفت الأسعار بنسبة 100% نتيجة الأزمة المالية العالمية التي جعلت التوجه للاستثمار في الذهب بصفته الأكثر أمانا، ما أدى إلى الارتفاع الكبير في الأسعار حيث تجاوز سعر الأونصة 1950دولارا أميركيا في حين تراجع اليوم سعر الأونصة ليصل إلى 1350 دولارا أميركي".

وأضاف عطوة:" من الواضح أن الذي يتحكم باستقرار أسعار الذهب هو الاستقرار السياسي في العالم لأنه في حال حدوث حرب يتجه المستثمرون لاستثمار أموالهم في الذهب باعتباره الملاذ الآمن، إلى جانب وجود علاقة عكسية بين أسعار المعادن والعملات فإذا ارتفعت أسعار العملات انخفضت أسعار المعادن  وفي حال تأثر الدولار بأي انخفاض ترتفع المعادن بشكل كبير

ويرى صاحب الثلاثين من عمره رياض محمد أن ما قيل عن تحديد المهور قبل حوالي العام  سيزيد من ظاهرة العنوسة في قطاع غزة ، بسبب تعنت بعض الأهالي بقيمة مهور بناتهم فالكثير سيمتنع عن الالتزام بهذا القانون إن تم تشريعه بسبب الغلاء الفاحش الذي يعاني منه قطاع غزة، مؤكدا انزعاجه من غلاء المهور  والذي لا يتناسب مع الوضع الاقتصادي المتردي وعدم توفر فرص عمل للشباب لتمكنهم من توفير كافة الاحتياجات المطلوبة كشاب مقبل على الزواج من مهر وبيت ومصاريف زواج لا نهاية لها.

وأضاف رياض" أنا شاب في مقتبل العمر أحلم بالزواج لأكمل نصف ديني ولأشعر بالاستقرار بتكوين أسرة، لكن ما أتقاضاه من عملي كمندوب للمبيعات في شركة خاصة لا يكفي لسد التزامات الزواج، موجها ندائه للجهات الرسمية في قطاع غزة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه الشباب للتخفيف من معاناتهم والوقوف بجانبهم لينعموا بحياة كريمة وتحقيق أحلامهم".

حرره: 
م.م