بالصور: خزاعة تخرج عن صمتها

سعيد قديح

زمن برس، فلسطين: مُقعَدًا على كرسيه المتحرك وصل  مؤنس ( 18 عامًا ) مبكرًا لمدخل بلدته المنكوبة « خزاعة » التي تعرضت لهجوم اسرائيلي عنيف في يوليو المنصرم أودى بحياة العشرات من أبنائها، ودمّر مئات من مساكنها وكثير من مرافقها، ليلتحق به عشرات من مواطني البلدة ضمن حراكٍ شعبي يسعون من ورائه لحل مشاكلهم الناتجة عن الحرب قبل حضور الشتاء ووقوع كارثة انسانية بحقهم لم تكن في الحسبان.

يقول « مؤنس » لزمن برس :" البلدة تحتاج إلى جهود واضحة ومستعجلة من أجل ترتيب البنية التحتية أو ما تيسر لاستقبال فصل الشتاء، لا نريد أن نقع في كارثة جديدة، يكفي ما تعرضنا له، ويكفينا الجرح الذي لا يزال غائرًا في قلوبنا، نشعر بالعزلة هنا كثيرًا". يرفع يافطة مكتوب عليها : « بأي حق تنزع أعمدة الاتصالات من خزاعة ؟ » في اشارةٍ لما فعلته شركة الاتصالات الفلسطينية أثناء فترة الهدنة التي تخللت الحرب حيث قامت بنزع أعمدة الاتصالات التابعة لها من البلدة خشية تدميرها من الجيش الاسرائيلي كما تقول الشركة التي لم توصل خدماتها للبلدة إلى الآن رغم انقضاء أكثر من شهرين على انتهاء الحرب، ليعيش آلافُ السكانِ داخلها منقطعين عن التواصل مع العالم الخارجي.

اشتد هتاف المتجمعين وعقد أبناء البلدة مؤتمرًا طالبوا عبره الجهات المعنية بالتحرك العاجل لإنقاذ البلدة من كارثة متوقعة، وعمل ما يمكن لتحاشي ذلك، يقول الناشط الاجتماعي وليد أبو روك ( 23 عامًا ) من سكان البلدة:" بلدتنا منكوبة، وعلى هذا فليتحرك جميع الناطقين بالإنسانية وصوتها في هذا العالم لدعم هذه البقعة، فقد كانت قبل الحرب خضراء تبعث في النفس الحياة، يتغنى الكل بجمالها، وعلى قناعة أنه يمكن للبلدة أن تعود بأفضل حلة وتستعيد عافيتها من جديد، لكن هناك تقصير كبير". ويضيف مستغربًا:" في مناطقٍ أخرى يبدو الدعم حاضرًا بشكل قوي، وجهود اصلاح خطوط الكهرباء والمياه والاتصالات كذلك".

زمن برس تواصلت مع رئيس بلدية خزاعة «شحدة أبو روك» وعقب على حال البلدة بالقول:" اتصالاتنا قائمة مع كثير من الأطراف لإنقاذ البلدة، وعمل اللازم، وتجهيز المعدات لاستقبال الشتاء، وما يمكن أن يحدث خلاله". وتابع:" لا أنكر أن البلدة بحاجة لدعم كبير، وما وصل من دعم بكل تأكيد لا يكفي، بانتظار أن تفي كثير من الأطراف بوعودها اتجاه البلدة".

وأضاف أبو روك قائلًا حول الحراك الشعبي في البلدة:" هذه ردة فعل طبيعية من الناس، ومن الشارع هنا، فالشتاء قادم، وما لدينا لن يمكننا بكل تأكيد من عمل شيء، ولا تسوية حفرة واحدة في شارع في ظل امكانات ضعيفة جدًا، آمل أن تكون رسالة الناس وصلت للجهات المعنية، وعليه فليتحركوا وليغيثوا اخوتهم هنا".

وقال " مع الكارثة التي وقعت في المنخفض الجوي الأخير في الشتاء الماضي أدركنا تمامًا أننا بحاجة لإمكانات كبيرة لأجل البلدة لتحاشي وقوع الأسوأ، كان هناك القليل من المعدات، جاءت الحرب وقضت على كل ما تملكه البلدية، والان نقوم بالاتصالات مع الصليب والجهات المعنية والتعاون معهم في سبيل خدمة البلدة المنكوبة". وختم بشكره إلى هيئة الأعمال الخيرية التي أمدت البلدة بـ 100 «كرفان» أو بيت متحرك مؤخرًا لإيواء أصحاب البيوت المدمرة قبل الشتاء.

وكانت بلدة خزاعة الحدودية شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة قد تعرضت كما غيرها من القرى الحدودية لعدوان جوي وبري خلال فترة الحرب الأخيرة دمّر  فيها جيش الاحتلال البنية التحتية بالكامل، بالإضافة  لمئات المنازل وخطوط المياه والكهرباء والاتصالات، والآبار بالإضافة  لإبادة مئات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون والحمضيات.
 

حرره: 
م.م