سرسك.. 80 يوماً من الصمود

رام الله- زمن برس: سجل الأسير محمود سرسك (25 عاماً) اليوم أطول إضراب عن الطعام في تاريخ الحركة الأسيرة بعدما تجاوز ثمانين يوماً في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها في مستشفى سجن الرملة.

تبدأ حكاية أسر سرسك بتاريخ 22/7/ 2009، بعدما أوقفته قوات الاحتلال على حاجز "أيرز العسكري" بينما كان في طريقه للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي في الضفة الغربية للاحتراف في صفوفه كلاعب كرة قدم على الرغم من حصوله على تصريح مرور من قوات الاحتلال لدخول الضفة الغربية المحتلة. فور اعتقاله نقل إلى مركز تحقيق عسقلان المعروف بقسوة أساليبه ووحشية محققيه.

أستمر التحقيق معه لمدة 30 يوماً متتالية، خضع خلالها لجولات تحقيق مكثفة تركزت حول انتمائه لحركة الجهاد الاسلامي دون أن تقرن هذه الاتهامات بأية دلائل أو قرائن، ولم يقر السرسك بتلك التهم.

إثر ذلك لجأ جهاز المخابرات الإسرائيلية بتاريخ 23/8/2009 ، إلى إصدار أمر اعتقال بموجب قانون "المقاتل غير الشرعي" الذي يعد شكلاً من أشكال الاعتقالات الإدارية التي تجيز اعتقال الشخص دون تهمة أو محاكمة ودون تحديد مدة الاعتقال.

ويخوض السرسك إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 19/3/2012، احتجاجاً على استمرار احتجازه دون تهمة أو محاكمة، وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية عمدت إلى معاقبته بنقله من سجن النقب الصحراوي بتاريخ 8/4/2012 ، إلى العزل الانفرادي في سجن "ايشيل" في سجن بئر السبع.

ومنذ تاريخ 16/4/2012، يقبع الأسير في عيادة سجن الرملة جراء تردي وضعه الصحي وفي الوقت الذي يشهد وضعه الصحي تدهوراً مستمراً ترفض إدارة السجن الاستجابة لمطالبات الجهات القانونية والحقوقية بنقله إلى مستشفى مدني لضمان سلامته.

ويواصل المعتقل محمود كامل السرسك إضرابه المفتوح عن الطعام منذ تاريخ 19/3/2012 ، ليبلغ اليوم 80 على التوالي ويسجل أطول إضراب في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال مطالبا الإفراج عنه في تاريخ 1/07/2012، وليس في تاريخ 22/ 8/ 2012. وتمارس مصلحة السجون الإسرائيلية و جهاز المخابرات التابع لقوات الاحتلال أقسى درجات الضغط على الأسير بغرض حمله على كسر إضرابه مقابل وعود شفوية بإطلاق سراحه في تاريخ 1/7/2012، غير أن محمود متمسك بموقفه المطالب بتسليمه وثيقة رسمية موقعة تفيد بتعهد والتزام الجهات الإسرائيلية بإطلاق سراحه في تاريخ 1/7/2012، وهو ما لم يتحقق إلى راهن اللحظة.

وكان المعتقل محمود قد رفض عرضاً إسرائيلياً يقضي بنفيه إلى النرويج تحت مسمى رحلة علاج لمدة ثلاثة شهور يسمح له بعدها بالعودة. ويعتبر محمود ذلك تكريساً لسياسة النفي و يطالب أن يتم الإفراج عنه فوراً إلى مسقط رأسه في قطاع غزة. وقد أبلغ محمود السرسك محامية الضمير التي تمكنت من زيارته بتاريخ 31 أيار 2012، أنه يعاني من الإغماء بمعدل 6 مرات يومياً.

ويعاني من ضعف شديد في عضلة القلب ومشاكل معوية وضعف الدم. وعلى الرغم من خطورة وضعه الصحي ومطالبة المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية بضرورة نقله لمستشفى مدني لتلقي العلاج والرعاية الطبية، تصر مصلحة السجون الإسرائيلية على احتجازه في عيادة سجن الرملة الذي يفتقر للمعدات الطبية اللازمة وحيث يقترف أطباء الطاقم الطبي خروقات لقواعد المهنة الطبية التي حددها ميثاق طوكيو الدولي ، باشتراكهم بالانتهاكات الواقعة بحق الأسرى و المعتقلين و الإساءة لهم.

منذ اعتقاله لم يسمح لعائلته بزيارته ، ولم يسمح له بإجراء أي اتصال هاتفي مع العائلة على الرغم من مطالبته المتكررة خاصة في الظروف الصعبة التي مرت بها العائلة عند مرض والده الذي يعاني من مرض القلب وأجرى عملية جراحية قبل عام ومازال يخضع للعلاج في جمهورية مصر العربية. علاوة على حرمانه من حقه في الزيارات العائلية منذ اعتقاله، ترفض مصلحة السجون السماح لمندوبي الصليب الأحمر الدولي بنقل الملابس والكتب رغم محاولات العائلة المتكررة منذ بداية اعتقاله.

ومن الجدير بالذكر أن السرسك مثّل فلسطين في لعبة كرة القدم ضمن المنتخب الفلسطيني في اكثر من دولة عربية و أجنبية ومنها مصر، قطر، والعراق النرويج، وتركيا. وجراء استمرار محمود في إضرابه وتدهور حالته تعبر الأوساط الرياضية والطبية عن خشيتها أن يؤدي استمرار اعتقاله إلى عطب أعضائه أو فقدان بصره وإصابته بفشل كلوي وغيرها من الأمراض التي قد تطيح بمستقبله الرياضي.

هذا في الوقت الذي تشهد عواصم عربية و دولية وقفات تضامنية مع المعتقل والرياضي محمود السرسك ومنها مبادرة بعض النشطاء للعب كرة القدم لمدة خمس ساعات في وسط العاصمة البريطانية تضامناً معه وللمطالبة بالإفراج عنه، وكذلك قيام نشطاء فرنسيين بتنظيم وقفة تضامنية معه داخل مقر الاتحاد الوطني لكرة القدم في فرنسا فيما خرج المئات في العاصمة النرويجية أوسلو للمطالبة بإطلاق سراحه.

آ ج