رفض العودة للمفاوضات الاستكشافية

رام الله: قالت صحيفة "القدس العربي" إنها علمت من مصادر فلسطينية مطلعة الاربعاء بأن القيادة الفلسطينية رفضت مؤخرا عرضا اسرائيليا بالعودة للمفاوضات الاستكشافية التي جرت برعاية الاردن قبل شهور، لبحث امكانية استئناف المفاوضات، الامر الذي دفع الرئيس الامريكي باراك اوباما لاتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم الجدية في تحقيق السلام بالمنطقة.

وحسب المصادر فان العرض الاسرائيلي تقدم للقيادة الفلسطينية عقب تلقيها رد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي طالبه فيها بوقف الاستيطان وقبول مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 واعادة صلاحيات السلطة الفلسطينية التي نزعت منها عقب اندلاع انتفاضة الاقصى عام 2000 واطلاق سراح جميع الاسرى الفلسطينيين المعتقلين ما قبل اتفاق اوسلو.

وفيما خلا رد نتنياهو على عباس من التطرق لحدود عام 1967 او وقف الاستيطان حاولت الحكومة الاسرائيلية عقب انضمام الجنرال شاؤول موفاز رئيس المعارضة الاسرائيلية لحكومة تل ابيب فتح قناة حوار مع القيادة الفلسطينية حيث طلبت من عباس العودة للمفاوضات الاسكشافية برعاية الاردن للبحث مجددا بامكانيات استئناف المفاوضات وبحث ملفي الامن والحدود الامر الذي رفضته القيادة الفلسطينية لان تلك المفاوضات الاستكشافية- التي جرت في يناير الماضي وقدم خلالها تصورا فلسطينيا شاملا بشأن ملفي الامن والحدود في حين امتنعت اسرائيل عن تقديم تصورها بشأنهما - لم تقد لاية نتيجة تذكر.

وانتهت المفاوضات الإستكشافية بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ونظيره الإسرائيلي إسحق مولخو في عمان في كانون الثاني (يناير) الماضي دون تحقيق أي تقدم على طريق استئناف المفاوضات الرسمية ما دفع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في حينه لعقد لقاء مع عباس، الذي ربط استئناف المفاوضات بوقف الاستيطان واعلان حكومة نتنياهو قبولها بمبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 ، الامر الذي ترفضه تلك الحكومة.

واكدت المصادر لـ'القدس العربي' بان رفض القيادة الفلسطينية العرض الاسرائيلي الجديد العودة للمفاوضات الاستكشافية واصرارها على التوجه للامم المتحدة بغطاء عربي لطلب العضوية للدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 من الجمعية العامة للامم المتحدة هو ما دفع الرئيس الامريكي باراك اوباما الثلاثاء لاتهام عباس بعدم جديته في تحقيق السلام بالمنطقة، وشروع الحكومة الاسرائيلية باطلاق تصريحات توحي بان هناك مفاوضات مع السلطة.

وفي ذلك الاتجاه نفى عريقات الاربعاء ما تردد عن قرب استئناف اللقاءات الاستكشافية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية دولة عربية. وقال عريقات للاذاعة الفلسطينية الرسمية 'إذا أرادت إسرائيل البدء في مفاوضات جديدة، فعليها أن توقف الاستيطان وتقبل بمبدأ حل الدولتين على حدود عام 67 وتفرج عن الأسرى'.

كما نفى عريقات ما أعلنه النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز بأن إسرائيل والسلطة الفلسطينية سيتوصلان إلى تفاهمات بشأن مسألتي الحدود والأمن قريبا، معتبرا تلك التصريحات بانها بالونات اختبار اسرائيلية للعالم لإظهار أن هناك عملية سياسية تجري.

واضاف عريقات مسؤول ملف المفاوضات قائلا 'أتحدى أن تظهر إسرائيل أي قنوات تفاوضية خلفية مع الجانب الفلسطيني، وأن القيادة الفلسطينية لم تتفاوض مع إسرائيل منذ عام 2009'. وكان موفاز قد أعلن أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية سيتوصلان قريبا إلى تفاهمات بشأن مسألتي الحدود والترتيبات الأمنية، مشيرا إلى أن التوصل إلى تسوية سياسية سيساهم في خلق الاستقرار الاقتصادي والأمني، الأمر الذي يصب في مصلحة الجانبين.

ومن الجدير بالذكر بان تصريحات موفاز ونفي عريقات جاءت بالتزامن مع اقدام الرئيس الامريكي باراك اوباما بالتشكيك في جدية عباس بالتوصل لاتفاق سلام.

ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية الاربعاء عن اوباما قوله امام ممثلي الجالية اليهودية في الولايات المتحدة بان عباس غير جاد في تحقيق السلام في المنطقة، مشيرة الى ان اقوال اوباما جاءت في اطار تواصل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بوصول عملية السلام الى طريق مسدود، وتحميل كل طرف الاخر المسؤولية عن ذلك.

وأفاد موقع 'قضايا مركزية' الاسرائيلي الاربعاء، أن تصريحات الرئيس الامريكي جاءت الثلاثاء اثناء لقاء مع ممثلي الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، حيث أعلن موقفا داعما لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا 'ليس واضحا اذا كان رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن معني بشكل حقيقي بالتوصل الى سلام مع اسرائيل'.

ومن ناحيته قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية في تصريح تصريحات صحافية أمس الاربعاء "نحن ملتزمون بسلام عادل وننتظر أن يلتزم نتنياهو بمرجعية عملية السلام وخارطة الطريق وأن يوقف الاستيطان ويلتزم بالحل على أساس حدود 1967"، مذكرا بأن خارطة الطريق تشمل الموقف الأمريكي من عملية السلام، وداعيا اللجنة الرباعية إلى إجبار إسرائيل على العودة إلى المفاوضات وفق الاستحقاقات المطلوبة، وفي حال استمر الرفض الإسرائيلي فعلى اللجنة أن تعلن عن الطرف المعطل للعملية السلمية.

وشدد أبو ردينة على رفض السلطة الفلسطينية القاطع لإقامة دولة مؤقتة، كما تحاول إسرائيل الترويج لذلك، مشددا على أن الحل للأزمة الراهنة يكمن في إجبار إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وفق خارطة الطريق القاضية بوقف الاستيطان وازالة البؤر الاستيطانية، وبيان الرباعية الصادر في 23 كانون الاول (ديسمبر) من العام الماضي.

آ ج