"عقدة غزة" تلاحق جنود النخبة في جيش الاحتلال

جنود النخبة

زاهر الغول

(خاص) زمن برس، فلسطين: ما زالت آثار العدوان الأخير على قطاع غزة وردود المقاومة عليه في عمق إسرائيل، تظهر وآثارها تباعاً في المجتمع الإسرائيلي، وبالأخص الجنود الذين شاركوا في العدوان والرعب الذي ما زال ماثلاً في قلوبهم جراء ما تلقوه من مقاومة شديدة في قطاع غزة.

وحسب التحقيقات الواسعة التي تبنتها جهات عدة في اسرائيل فإن" عملية الإنتحار لثلاثة من جنود لواء جفعاتي تمت عبر طلقات نارية من أسلحتهم الشخصية حيث كانت إحداها داخل إسرائيل بينما الأخرى كانت قي احدى المواقع للواء جفعاتي المتمركزة على الحدود مع قطاع غزة وذلك في الأسابيع الأخيرة من الحرب.

ما كان ملحوظاً بشكل خاص حول حالات الانتحار تلك، هو أن الجنود الثلاثة كانوا يخدمون في نفس الوحدة، وهي لواء جفعاتي، الذي له سمعة بأن ضراوته لا ترحم، وبأنه يستخدم العهد القديم من التدين؛ لتبرير العمليات العنيفة جدًا.

هذه الوحدة أمضت معظم وقتها في غزة قرب الحدود مع إسرائيل، وتحديدًا في المنطقة التي جعل منها جيش الاحتلال منطقة عازلة، وتستهلك أكثر من 40 في المئة من أراضي قطاع غزة، ولكن مقاومي  حماس والجهاد الإسلامي، وباقي التنظيمات لم يتراجعوا عن تلك المنطقة.

وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن سلاح الطب العسكري التابع لجيش الإحتلال بدأ مؤخراً ببث رسائل هاتفية إلى الجنود النظاميين والإحتياط الذين شاركوا في الحرب على غزة ويدعوهم فيها الى تلقى العلاج النفسي كل حسب حاجته.

وكانت مصادر طبية إسرائيلية قد كشفت في وقت سابق عن تعرض الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في معارك قطاع غزة الى صدمات نفسية حادة  وكوابيس ليلية مزعجة من هول مشاهد الحرب، مشيرةً إلى أن بعض الحالات يضطر الأطباء فيها الى حقن هؤلاء الجنود بمواد مخدرة كي يتمكنوا من النوم.

وفي حديث خاص مع أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام "أبو معاذ" قال: مرت أيام على الشعب الفلسطيني هي كالطوفان جاهل من قال انه سينجو، فقد كان المواطن الأعزل قبل غيره بمثابة شاخص او نقطة تسديد في حقل للرماية
رغم كل هذا تغلب رجالنا على سوط الجلاد وقطعوه إربا وفي مناطق مختلفة انقلبت المعادلة أصبح المدافع مهاجما، لقد كنا نسمع صراخ الجنود عند احتدام القتال، وعند انسحابهم نجد دماء وأدوات إسعافات أولية كانت منتشرة هنا وهناك في نقاط تمركز الجنود الإسرائيليين".

ويضيف أبو معاذ:" نحن نقاتل على عقيدة وقناعة لاتهزها جبال أما هم فهي مجرد تعليمات من قادتهم وفي رأي هم مجرد ادوات وقطع الكترونة اشبه بالرجل الآلي ينفذ فقط. وعند ساعة الصفر لاوجود لهم حسب تعبيره".

مولي لحد، وهو طبيب نفسي إسرائيلي، مع أكثر من ثلاثة عقود من الخبرة، يقول: “من الغريب أنهم لم يروا مستشار الصحة العقلية".

وقال لحد نقلًا عن تقارير تفيد بأن جنود جفعاتي لم يتلقوا العلاج،: إن" هذا الأمر ليس شائعًا في صفوف الجيش الإسرائيلي".

وأضاف لحد أنه:" في بعض الأحيان، وإذا كان هناك ثقافة ذكورية خاصة، فإن طلب المساعدة لعلاج الاكتئاب أو الاضطراب يعتبر إظهارًا للضعف. وإذا كان هناك قائد يعتقد بأن الله يهمس في أذنه، فإن هذا قد يجعل الأمور أكثر صعوبة بالتأكيد".

وبدوره، قال وليام ناش، وهو طبيب نفسي وكابتن سابق في البحرية الأمريكية: “إذا كان صحيحًا أن حالات الانتحار هذه تمت بدافع المشاركة في هذه الأعمال الوحشية المزعومة، فإنه يجب أن يكون هناك الآن مئات من الجنود الأخرين الذين يعانون من الاضطرابات النفسية".

حرره: 
م.م