على بيبي تحويل الانتخابات التي لا داعي لها إلى استفتاء شعبي حول مصير الدولة

إيال ميغد
اذا قرر نتنياهو أنه قد ضاق ذرعا، وفي جميع الاحوال هو غير مستعد لاضاعة حياته في جزيرة الاشباح في شارع بلفور، فأنا أتفهمه وأتمنى له النجاح في طريقه الجديدة. ولكن اذا لم يكن الامر كذلك، وكانت لديه رغبة في حكمنا ولاية اخرى، فأنا أشعر بواجب أن أقول له الآن أن يكف عن الازدراء وأن يأتي إلى الجمهور حاملا الرسالة التالية: كما نعرف جميعا فان هذه الانتخابات هي خطأ. وتدحرجت اليها بدون معرفة. ولكن على ضوء كونها الانتخابات الاكثر لا لزوم لها وتحولت إلى الاكثر أهمية، فقررت تحويلها إلى استفتاء شعبي حول مستقبل الدولة.
نظرا لأن استفتاء كهذا يشكل لحظة الحقيقة، سأقول لكم كل الحقيقة، أنا لا اؤمن بحل الدولتين. أنا اؤمن بأن الدولة الفلسطينية هي وصفة للكارثة. الخيار الوحيد المتبقي حسب قناعاتي هو ابقاء الوضع كما هو عليه، والقيام باجراءات تُمكن من استمرار الحياة المشتركة بيننا وبين الفلسطينيين في دولة واحدة، حياة مثل حركة حيروت الأصلية – بحقوق كاملة ومتساوية للجميع. هذا هو الخيار الذي أمامنا: دولتان أو دولة واحدة، وأنا اؤمن من كل قلبي أن الامكانية الثانية هي الأقل سوءً.
اذا كان نتنياهو يطلب رأيي، فكنت سأقول له إن الانتخابات التي لا داعي لها قد خسرها، والانتخابات التي ستشكل استفتاءً شعبيا لديه الفرصة بأن يربحها. اسرائيل 2014 تعكس في معظمها قناعة اليمين الذي لا يؤمن بحقوق العرب في هذه البلاد لذلك لا يؤمن بالتقسيم. مثل نتنياهو ايضا، التغاضي عن مصير العرب هو شامل. وما دام السيف بعيدا عن العنق وما دامت المقاومة محدودة وبالامكان تحملها، نستطيع الاستمرار بما نحن عليه دون الالتفات لأحد.
اذا كان التفكير الضيق الذي لا يرى بعيدا هو ما يميز المواطن العادي فهذا أمر يمكن تحمله، ولكن المشكلة أن هذا العقل الصغير هو ايضا عقل رئيس الحكومة. ويتبين أن نتنياهو نفسه يعتمد على المعجزات. أنا اؤمن أن هذا المواطن صاحب العقل الصغير وأن هذا المجتمع هما اللذان يدفعان نتنياهو إلى الضياع السياسي. أنا أقتنع أنه اذا كان يريد منع هذا الضياع، فيجب أن يثبت للشعب العكس، أن يثبت له أنه يفكر بخطوة واحدة إلى الأمام، أنه جدي وقلق ويحدد الأهداف وأنه لا يعتمد على الصدفة أو المعجزة، أو على العناية الالهية، وأن جُل اهتمامه ليس فقط البقاء في السلطة.
يستطيع عمل ذلك فقط اذا حدد المستقبل ووضع الخطوط لنفسه. وفقط اذا فكر بالحقيقة وتحدث عنها بدلا من الحسابات الوهمية. بكلمات اخرى عليه أن يتغير من الجدار إلى الجدار، ومن حسن حظنا أن السيف لم يوضع على أعناقنا بعد وانما على عنقه وحده، والسيف الموضوع على عنق نتنياهو هو المدخل لنجاحه من الناحية الوطنية. وساعة الحقيقة له يمكن أن تكون ايضا ساعة الحقيقة لنا.
هآرتس