الهروب من غزة

منذ نهاية الجرف الصامد ارتفع عدد الفلسطينيين الذين يدخلون الجدار من القطاع بنسبة 25 بالمئة
بقلم: غيلي كوهين
حسب اقوال ضابط في الجيش الاسرائيلي فان كل الفلسطينيين الذين يدخلون إلى اسرائيل يتم القاء القبض عليهم بالقرب من الجدار العسكري، وهو لا يعتقد أن أحدا منهم استطاع الدخول إلى اسرائيل دون كشفه من قبل الرادار العسكري.
هدف التسلل هو التغيير الحقيقي مقارنة بالماضي. حسب اقوال جهات امنية فان الفلسطينيين الذين يدخلون الآن إلى اسرائيل يريدون ببساطة الخروج من القطاع. وفي الجيش يعتبرونهم يائسين ـ سواء من الوضع الاقتصادي الصعب، مشكلات الكهرباء والمياه أو بسبب غياب الأمل بمستقبل أفضل.
الظاهرة تتكرر اسبوعيا: فلسطيني في العشرينيات يتم القبض عليه بالقرب من الجدار. كجزء من الاجراءات التي يقوم بها الجيش ـ وبعد أن يتم اعتقاله يتم نقله إلى التحقيق في جهاز الأمن العام ـ في محاولة لمعرفة سبب الدخول إلى اسرائيل. وفي نهاية المطاف يضاف اسمه إلى قائمة طويلة من الفلسطينيين من غزة الذين يحاولون الدخول إلى اسرائيل. ازدادت الظاهرة في الآونة الاخيرة، وحسب معطيات الجيش التي تنشر الآن لاول مرة منذ نهاية الجرف الصامد وبداية ايلول الماضي، ازداد العدد بنسبة 25 بالمئة شهريا لاولئك الذين يريدون العبور من القطاع إلى اسرائيل.
المعطيات التي وصلت لصحيفة «هآرتس» تكشف أنه منذ بداية أيلول ومع انتهاء الجرف الصامد ازداد عدد الفلسطينيين الذين يحاولون الدخول إلى اسرائيل من غزة. وبالاجمال دخل إلى اسرائيل في هذه السنة نحوا من 170 فلسطينيا من القطاع، 94 دخلوا منذ بداية 2014 وحتى العملية (13 في كل شهر بالمتوسط)، 10 دخلوا في اثناء العملية نفسها و66 عبروا الحدود منذ انتهاء الجرف الصامد حتى اليوم (بالمتوسط 16.5 شهريا). توجه سكان غلاف غزة لوزير الدفاع موشيه يعلون وطلبوا منه اقامة جدار جديد على الحدود يعطي حلا لمحاولة تسلل الفلسطينيين من القطاع. وقد اشتكى رؤساء السلطات أن الجدار الحالي ليس قويا بما فيه الكفاية ويمكن اختراقه بأدوات بسيطة: القطع عن طريق قطاعة أو تسلقه.
الحديث هنا عن شبان فلسطينيين غير مسلحين. اذا كانوا صغار السن وأشبال تتم اعادتهم إلى القطاع حسب قرار القائد العسكري في المنطقة. ويؤكد الضباط أن الحديث عن حالات فردية. أما البالغين الذين يدخلون فيتم نقلهم إلى التحقيق في «الشباك» أو في الميدان من قبل مُركز «الشباك» من اجل معرفة هدف دخولهم إلى اسرائيل.
حسب مصادر امنية فانه من النادر أن تكون هناك صلة بين المتسللين وبين الاعمال الإرهابية. وبعد انتهاء الفحص يتم نقل موضوع المتسللين إلى النيابة في الجنوب. ومنذ نهاية الجرف الصامد قُدمت أكثر من 15 لائحة اتهام ضد فلسطينيين بسبب التسلل.
إن هدف التسلل هو التغيير الحقيقي بالمقارنة مع السنوات الماضية. حسب المصادر الأمنية فان المتسللين يريدون ببساطة الخروج من القطاع، هكذا ايضا في حالة الفلسطيني الذي تم اعتقاله قبل شهر في منطقة اسرائيلية جنوب القطاع ومعه قنبلة شظايا. ورغم أنه حمل السلاح لكنه لم يكن ينوي تنفيذ عملية في اسرائيل. وايضا عندما يحملون السكاكين فان هذا من اجل الدفاع عن النفس، كما يقول مصدر أمني.
إنهم يهربون من القطاع ـ سواء لاسباب عائلية أو اقتصادية، ويفهمون أنه كلما أمضوا وقتا اطول في السجن الاسرائيلي كلما تحسن وضعهم، كما يقول أحد الضباط. وحسب قوله «كون البعض منهم يحمل سكينا فهذا يزيد من مدة بقائهم في السجن. 99 بالمئة من الحالات لا يصلون إلى أهداف إرهابية. وهم يفعلون كل شيء من اجل الدخول إلى السجن الاسرائيلي».
إن مجيء الفلسطينيين إلى الجدار يخلق تأهبا لدى القوات الموجودة هناك كجزء من عملية «الابعاد»، ويفتح الجيش النار باتجاه الفلسطينيين الذين يقتربون، وفي البداية يكون اطلاق تحذيري في الهواء وبعد ذلك من حق الجندي اطلاق النار باتجاه الأرجل. في يوم الجمعة الاخير فقط أصيب خمسة فلسطينيين قاموا بالتظاهر قرب الجدار في جباليا.
وقيل في الجيش إن الخمسة أطلقت عليهم النار على أرجلهم، وفي نهاية تشرين الثاني مات فضل حلاوة بسبب اطلاق النار من قوات الجيش بعد أن اقترب من الجدار في منطقة جباليا، وحينها زعم الجيش أنه أطلق باتجاه قدميه. لكن الواقع المتغير الذي يتوجه فيه الفلسطينيون أكثر فأكثر إلى الجدار، بعضهم في اطار المظاهرات بالقرب من الحدود، يدفع الجيش إلى نشاط مختلف في محاولة لابعاد المجتمعين قرب الجدار.
ضابط أمن المجلس الاقليمي اشكول، ميكي ليفي، قال مؤخرا: «على الاغلب هم غير مسلحين. ونحن نقوم بعمل تقديرات حول هويتهم ولأي سبب عبروا، والبعض منهم يفعلون ذلك من اجل تحسين ظروف حياتهم، والبعض لكي يجمعوا المعلومات». ويضيف: «دائما هناك محاولات ودائما يتم القاء القبض عليهم. ولكن يوجد شعور أن العدد آخذ في الازدياد قياسا بتوقعاتنا ما بعد الحرب».
هآرتس