خطورة استبدال رام الله بـ "راملّه"

رام الله

عماد الرجبي

(خاص) زمن برس، فلسطين: دار جدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين حول ما قامت به بعض الشركات الفلسطينية التي تنتج بضائعها في مدينة رام الله، بكتابة اسم المدينة بشكل آخر بدلاً من الشكل الصحيح، من خلال استبدال لفظ الجلالة "الله" وكتابتها بالشكل التالي "رامله"، لكن من الظاهر أن الشركات التي قامت بتغيير طريقة كتابة الإسم على منتجاتها لم تدرس خطورة ما قامت به وما سيلحقه الأمر من أضرارٍ على المجتمع.

اقتصادياً، حذرت وزارة الاقتصاد الوطني من أي محاولة لكتابة اسم مدينة رام الله بطريقة أخرى (راملّه) نظراً لما سيلحقه ذلك من مخاطر اقتصادية على أصحاب الشركات والوكالات.

وقال مازن أبو شريعة، رئيس إدارة العلامات التجارية، إن القانون لا يسمح بتغيير كلمة رام الله نظراً للاضرار الاقتصادية التي سيلحقها.

وفي حديث خاص لزمن برس، أوضح أبو شريعة" إن الوكالات والعلامات التجارية التي جاءت باسم رام الله وحصل عليها أشخاص معينون من الممكن ان يحصل عليها آخرون ويأتون بوكالات جديدة من ذات الشركات ما يلحق خسائر مادية فادحة".

أما من ناحيةٍ شرعية، فقد قطع مفتي الديار المقدسة الشيخ محمد حسين، الشك باليقين، حين صرح بأن كتابة لفظ الجلالة في اسم مدينة رام الله ووضعها كملصقات على السلع أو طباعتها على أوراق قد تلقى فيما بعد بالقمامة أو في الشوارع بأنه لا مشكلة في ذلك، لكنه نصح المواطنين بحرقها أو دفهنا.

وشرح حسين لـ زمن برس، أن" الاجتهاد في الفتوى جاء من باب أن مدينة رام الله اشتهرت في إسمها وأصبحت علماً".

وعن كتابة لفظ الجلالة في المطبوعات التي ترمى بعد حين في القمامة  أو الشوارع، قال المفتي:" إن أردنا تحريم كتابة الايات القرنية ولفظ الجلالة والاحاديث فاننا سنضطر الى إغلاق الكثير من الصحف والمجلات".

ولفت إلى" أن الاصل عند وجود مطبوعات عليها اسم الجلالة ان يتم حرقها او دفنها".

ونبه المفتي" إلى أهمية الحفاظ على الأوراق وذلك كرامة للغة وحفاظاً على وجود اسم الله او النبي مذكور بداخلها"  على حد تعبيره.

وعن وجود فتاوى آخرى بشأن الموضوع، قال حسين" إن مجلس دار الافتاء هو الجهة المخولة في اصدار الفتاوى، مؤكداً أن تلك الفتوى جاءت بعد اجتهاد". وتابع :"هناك اشخاص يجتهدون ولكنهم يأخذون جزئية معينة عند التفسير".

وشهدت الحملة ردود فعل متباينة. وكتبت الصحفية نور عودة، مقالا بعنوان " اسمها رام الله" قالت خلاله "هذه الحملة هي كرة لهب ستحرقنا جميعا إذا لم نطفئها الآن ودون تردد. محاولة تحريف اسم رام الله بحجج تتستر بالدِّين تنذر بما هو أخطر ... مجتمعنا يواجه أزمة مصيرية تهدد هويته ومستقبله عنوانها الجهل والتشويش الفكري. وما يزيد الأزمة عمقاً هو عزوف المؤتمنين وذوي الاختصاص عن التصدي لمثل هذا الطرح. لم يصدر موقف رسمي واحد عن هذا الموضوع الذي أشعل خلافا حادا بين أبناء المجتمع الواحد وفتح الباب على مصراعيه لمن يتخذون من التجريح والتكفير والتهجم نهجا بدل الحوار العقلاني الراسخ في احترام الاخر ".

من جانبهم، رأى بعض النشطاء في هذا التصرف خطأً فادحاً في ظل الحرب التي يشنها الاحتلال على الهوية الفلسطينية التاريخية والثقافية.

بينما رأى آخرون في التصرف أمراً عادياً يتماشى مع معتقدات دينية.

نشطاء آخرون وصفوا هذا التصرف بالتفكير السطحي وأن المعتقدات الدينية لا تطبق بهذه الطريقة، حيث توجد أمور أخرى كثيرة أم والالتزام دينيا بها أولى على حد تعبيرهم.

وطالب آخرون بضرورة شن حملة مضادة. كما أطلق النشطاء المعارضون لهذا التصرف هاشتاغ عبر موقعي فيسبوك وتويتر حمل اسمه "‫#‏رام_الله_مش_رامله‬".

حرره: 
م.م