حالة طوارئ برلمانية

على مدى67 سنة تم تحقيق النبوءة الصهيونية بحق كل يهودي في هذه الأرض
بقلم: عميرة هاس
على هامش المداولات لاقامة قائمة عربية موحدة للكنيست لاحظنا هذا الاسبوع وجود شخصين في هذه القائمة من اصول صهيونية. فقد انضم ابراهام بورغ كعضو جديد إلى قائمة حداش، وعبر عن موقفه ضد القائمة العربية الموحدة. وقال انه لم يترك المجال اليهودي القومي الذي أصبح قوميا من أجل ان أنضم إلى تيار قومي آخر.
وفي مقال رد على خطوة بورغ عقب يوسي بيلين، احد مهندسي اتفاق اوسلو الذي انتج سلطة البانتوستانات الفلسطينية، على انضمام بورغ إلى حداش بحلول يتميز بها. فقد أغدق بالثناء على حداش («حزب شرعي يضم عناصر ديمقراطية»، ولكن ما ماضي ستاليني)، وأسف على أن بورغ تنازل عن الشيء المهم جدا الذي كان يعتقد به: «حق اليهود في الحياة هنا واحضار أي يهودي يرغب في ذلك ومنحه المواطنة».
وعلى مدى الـ 67 سنة الاخيرة تم التعبير عن النبوءة الصهيونية بثلاثة مسلمات: أ. لكل يهودي في العالم الحق التلقائي في هذه البلاد، ذلك الحق الذي سلب من كل فلسطيني، ووالديه واجداده، حق السكن في أي مكان يختارونه والعيش والشراء والزواج والزيارة وحرية الحركة والامتيازات الاقتصادية والارض والماء والكهرباء.. الخ. ب. «من حق اليهود» الحياة هنا والقدوم إلى ارض اسرائيل الكاملة كما اوضحت ذلك منذ 1967 حكومات العمل والليكود بمختلف اصنافها. ج. تجسيد الحق في الحياة هنا مصحوب باجراءات لا تتوقف على جانبي الخط الاخضر، لطرد الفلسطينيين من بيوتهم وسرقة اراضيهم وتركيزهم في مناطق مغلقة. في هذه المجالات فان بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت هما تلاميذ مباي.
وفي جملة واحدة: فان التطبيق العملي الصهيوني يعطي كل يهودي الحق في تحسين وضعه في البلاد ويعطيه الحق في الاساءة في كل لحظة إلى وضع كل فلسطيني – سواء كان مواطنا اسرائيليا، من سكان الدولة أو من سكان سلطة البانتوستونات. وهذا يكفي ليقوم رجال اليسار اليهود والليبراليين الغير عنصريين القلقين على مصير الشعبين، بالتصويت لاحد الاحزاب التي تمثل الجمهور الاكثر قمعا في البلاد. وهذا التصويت ليس هو الرد الوحيد على الطرد والسلب الذي يقوم به المشروع الصهيوني وانما هو فرصة لاستغلالها.
ان الحق في الاساءة في كل لحظة إلى وضع الفلسطينيين يتحقق في الاونة الاخيرة من خلال قانون رفع نسبة الحسم – وهي مبادرة حزب هناك مستقبل واسرائيل بيتنا. وكلاهما شركاء طبيعيون في الائتلاف برئاسة الليكود أو العمل. وبدون خطوات اخرى معدة للمزيد من الضغط على الفلسطينيين مواطني اسرائيل ودفعهم إلى الهوامش – فان هذا القانون يكفي لقيام قائمة عربية واحدة ليصوت لها المعادين للعنصرية. عفوا يا سيد بورغ فهذه ليست «وطنية»، كما أنه ليس هناك علاقة بين وطنية الحاكم القامع وبين حاجة وحق المقموع للدفاع عن نفسه. ولماذا التشكك من البداية في قوة حداش – ميكي وهي الشراكة العربية اليهودية التي أحد وصاياها العشرة هي، التأثير على شخصية القائمة الواحدة.
هناك من يخشون من الثغرات الايديولوجية بين الاحزاب العربية لو كانت هذه الفترة طبيعية. ولو كان اليمين المعتدل في حزب العمل قائما ونسبة الحسم نسبة معقولة – فان الفروقات في وجهات النظر تتواصل لتكون سببا جيدا في الذهاب المنفرد إلى الانتخابات. ولكننا لم نعد نعيش في اوقات عادية من التمييز الصهيوني المضبوط، بل اننا نعيش في مرحلة التطرف المنفلت العقال، ومن ضمنه الحلم باستكمال ما لم يستكمل في 1948. هذه حالة الطواريء التي تلزم بالاستعداد من جديد. قائمة واحدة للجمهور الاكثر تهديدا في اسرائيل، المعرض باستمرار لخطر الطرد ونزع الشرعية، هذه الحالة يجب أن تكون بيتا طبيعيا لليسار من كل الاطراف. وبامكان اعضاءها تحويلها إلى مدرسة لمواجهة العنصرية في الايام الصعبة التي يعدها لنا «الفضاء اليهودي القومي».
هآرتس