لا سامية في أوروبا

اوروبا

الإرهاب الإسلامي يسيطر على القارة الأمر الذي يدفع اليهود إلى الرحيل عنها

بقلم: مونيكا هرنروت روتشتاين

أقول ما يلي: إننا بشكل واضح لسنا في 1939، لا أتوقع أنه سيكون في السويد في غضون خمس سنوات معسكرات تركيز. هل الوضع صعب جدا؟ لا شك في ذلك، ولكن علينا تذكر أن السنة ليست 1939. هذه الاقوال قيلت لي من قبل وسط معتمد في الحكومة الامريكية ردا على سؤالي حول برنامجهم لعلاج اللاسامية في العالم. وعندما عرضت نفسي قال لي أنت التي طلبت حق اللجوء السياسي من حكومتك في السويد. أليس كذلك. الغريب في الأمر أنك تختلفين عن اللاجئين الذين قابلتهم.
جرى هذا الاجتماع قبل نصف سنة، وفي الستة اشهر الماضية كتبت وناضلت وأنذرت، وقلت إن الوضع في السويد لن يكون اسوأ مما هو عليه، وتبين أنني اخطأت. في الصيف الماضي أنزلت علم إسرائيل عن الشرفة وشطبت إسمي عن الباب وشعارات يهودية اخرى أزلتها بتوصية من الشرطة. الشيء الوحيد الذي يدل على بيتي هو التعويذة الموجودة على الباب.
منذ عودتي من ذلك الاجتماع تزايدت اللاسامية وحدثت عمليات ضد اليهود في بلجيكا وفي فرنسا، وحدثت أحداث شغب في مواقع يهودية، وتم احراق كنس، وتم تشويه نصب تذكارية لضحايا الكارثة. وتزايد عدد جرائم الكراهية بشكل مضطرد. وهناك من يمنع اليهود من الشراء في محلات معينة، ويمنعونهم من العلاج لدى اطباء في المستشفيات، ويُقيلونهم من اعمالهم بسبب يهوديتهم. وفي هذا الاسبوع في باريس سُفك دم يهودي على الملأ. وعندما عدت إلى السويد كتبت لنفس الوسط في الحكومة الامريكية. لم أستطع التراجع عن القضية وما زال لدي ايمان بأن العالم يتخذ خطوات حقيقية في حرب اللاسامية عندما يفهم ما يدور الحديث. واذا تلقى شهادات من المصادر الأولية عما يجري في اوروبا ويفهم كم هو صعب أن تكون يهوديا في تلك القارة. وقد تلقيت ردا تلقائيا من خارج المكتب.
إنه لم يستمع لي كما يجب، ويبدو أن العالم لا يعنيه ذلك. وقد اضطررنا لتغيير طبيعة حياتنا، لكن أحداث السنة الماضية أدت إلى وضع مفاده أن تغيير طبيعة الحياة لم تُحسن من الشعور بالأمن. إن عالم الكراهية يتركز ضدنا وليس لنا مكان للهرب. إن عددا كبيرا من اليهود موجود بين التحول الديني وبين الهرب. لكن أي من هذه الخيارات ليست ضمانة للأمن. وعندما طلبت حق اللجوء السياسي في دولتي لم أكن في حالة مزاح مع نفسي، فقد أردت أن أجبر الحكومة السويدية على القيام بواجبها في الحفاظ على حقوقي في طابع حياة يحفظ لي شخصيتي اليهودية ويُمكنني من الحياة بدون خوف من الملاحقة. وقد فشلت حكومتي في هذه المهمة.
إن الإرهاب الذي يجتاح يهود اوروبا ليس ظاهرة محلية، إنه جزء من ظاهرة الجهاد العالمي التي تمس ايضا بالمسيحيين في العراق وفي سوريا وفي كل العالم. وعندما يتنازلون لايران وعندما يتعاملون مع الاخوان المسلمين كأطراف يمكن التفاوض معها، وعندما يتعاملون بنفس الاخلاق مع حماس، فانهم بذلك يفاقمون المشكلة. «إن الجدران التي عزلت بيننا قد انهارت مرة واحدة»، هكذا قال الرئيس اوباما في 2008 في برلين. ومهما يكن الامر فان كل شيء متعلق بعالمنا. إن ما يقوم به الجهاديون في تلة معزولة في افغانستان يؤثر في نهاية المطاف على المشترين في سوبرماركت في الطرف الآخر من العالم.
وإن ذلك الوسط في الجهاز السياسي الذي تحدثت معه قال لي إن هذه السنة ليست سنة 1939 وإن السماء لم تسقط. وقد صدق. السنة هي 1933 عندما يقف العالم أمام صعود اوساط نازية واحتلالها اماكن في البرلمان الاوروبي، ويقف ايضا مكتوف اليدين عندما يُطرد اليهود من بيوتهم ويُقتلون في الشوارع. وما زالت القوى الظلامية في العالم تسيطر على القارة المنسية. إن السماء تسقط حقا وشوارعنا مليئة بشظايا الكريستال مرة اخرى.
في سنة 1914 عاش 10.5 مليون يهودي في اوروبا، واليوم يوجد مليون ونصف فقط يفكر ثلثهم بالمغادرة، فهم اليوم لا يعتمدون على أحد وأنا واحدة منهم.

إسرائيل اليوم 

مونيكا هرنروت روتشتاين

حرره: 
م.م