يسار كبير في إسرائيل

لا بد من توحيد اليسار والوسط في كتلة كبيرة من أجل إحداث الانقلاب
بقلم: أوري افتيري
انني اريد تكرار دعوتي لميرتس الانضمام إلى كتلة حزب العمل وحزب الحركة، ولست مستعدا للتراجع عن ذلك. وقد تحدثت عن المحادثة بيني وبين ارئيل شارون في 1973 بعد ان اقام الليكود. حيث سالته ما الحكمة من ذلك؟ فقال لي «انت لا تفهم» الاصل هو ان نخلق لدى الجمهور انطباعا ان جميع اليمين موحد. ممنوع ترك اي احد في الخارج، وكان لهذه المناورة نجاح كبير. وبعد 4 سنوات حدث الانقلاب التاريخي.
انني احث جميع احزاب الوسط ـ اليسار ان تحدث الان معجزة مشابهة. وان تنفذ الانقلاب المضاد.
دعوت ميرتس للانضمام إلى معسكر العمل وحزب الحركة. من خلال الامل بان ينضم لهذه الكتلة ايضاً حزب يش عتيد ولربما حزب «جميعنا».
وبعد نشر الدعوة في هآرتس في 23/12/2014 سمعت الكثير من الادعاءات ضدها. وجميعها صحيحة، وجميعها جديرة بالرد عليها.
الادعاء الأول هو ان يتسحق هرتسوغ وتسفي ليفني ليسا بديلا حقيقيا من حيث ان مواقفهما غامضة. كما ان الاسم «المؤقت» (المعسكر الصهيوني) يستبعد المواطنين العرب. الذين هم 20 في المئة من سكان الدولة. وقد ذكرت ان الاثنين ليسوا الزوج المثالي الذي يظهر في الاحلام. ولكن لديهما أفضلية واحدة كبيرة: فهما ليسا بيبي والكتلة التي أقاماها ليست الليكود. ولا يوجد هناك ميري ريغب، ولا لفين، او دانون ومن لف لفهم.
ان معسكر هرتسوغ – ليفني قد احدث معجزة فقد تحول في الاستطلاعات إلى الحزب الاكبر. وخلق امكانية عملية لتبديل السلطة، الامر الذي لم يحلم به احد. الان اليمين في حالة ذعر، في حالة انكماش. الخطر هو ان هذا التجديد المنعش، سيتلاشى خلال الاسابيع القادمة.
قيل انه لا حاجة للمصاحبة قبل الانتخابات، بسبب ان ميرتس ستوصي بهرتسوغ كشخص مرشح لتشكيل الحكومة. هل يوجد فرق؟ وما هو الفرق! وينشغل السياسيون والمحللون في الحساب البسيط والمبتذل ل 2+2= 4. فهم ياخذون عدد مقاعد الاحزاب حسب الاستطلاعات الاخيرة. ويحركونها على اللوحة كما هي قطع الشطرنج، ويخلقون ائتلافا خياليا.
فهذا منطقي وهذا معتبر وهذا حتى براغماتي (الكلمة المناسبة بشكل خاص)، ولكن ليس في هذا اي حقيقية. هذه سياسة بدون اعتماد، بدون نبوءة. واي عمل خلاق سيغير الصورة.
هرتسوغ وليفني غيرا هذا الحساب، بمجرد الاتصال فيما بينهم. والمهمة هي تغيير الحساب من الاساس. والان فان الخارطة السياسية تتغير، عندما تقوم كتلة كبيرة. الكتلة تخلق الحماس، ستكهرب الاجواء، وتغير موضوع النقاش.
والكتلة تجذب مقاعد من قوائم اخرى. وتجند جمعيات ونقابات جديدة من الناخبين. كما كان باراك اوباما في حينه، الذي احل محل «اللامبالاة» ولا شي سيتغير «احل محلها شعار «نعم» نستطيع».
هذا كل ما في الامر، عدم القيام بمناورات في حساب المقاعد المتوقعة اليوم. بل خلق مقاعد جديدة من اي مكان، الايقاظ، المبادرة، اثارة الحماس.
ميرتس ستبقى ميرتس، حتى في ظل هيئة كبيرة. ستحافظ على براءتها. لكنها ستتفاعل لاول مرة مع فئات من السكان يعتبرونها فئة اشكنازية خالصة. وستستفيد على اي حال، وسيتم انقاذ حزب يش عتيد من الهزيمة المحققة. ويبقى يئير لبيد زعيماً لمعجبيه. وسيكون بامكان موشيه كحلون تجسيد وعوده لمريديه عندما تكون من خلفه كتله كبيرة. بدل الانشغال بمناورات صغيرة بين الكتل. ولهذه الكتلة توجد فرصة ان تحصل على اكثر من 50 مقعد وسوياً مع شاس اريه درعي والمتدينين، وسيكون بامكان هذه الكتلة تشكيل سلطة جديدة ومستقرة.
اذا لا سمح الله حكم اليمين المتطرف الدولة لمدة خمس سنوات اخرى (حتى نوفمبر 2019)، فاني ساشعر بقلق عميق على الدولة. ولذلك انا اطلب الصفح عن اصراري، فهذا الامر يشتعل في عظامي.
هآرتس