شكراُ على توحد الأحزاب العربية

الكنيست

بقلم: تسفي برئيل

في اللحظة الاخيرة تم الاستغلال الجيد لاسم المعسكر الليبرالي، الصهيوني، العلماني الساعي إلى الديمقراطية: توقيع اتفاق الوحدة بين الاحزاب العربية يضمن ان يبقى العرب في الكنيست. والان بالامكان التنفس الصعداء. التعدد الاثني القومي الذي حول اسرائيل إلى الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط بامكانه ان يرفع رأسه بفخر وكما قال عزمي بشارة ذات يوم «ليس اسرائيل هي التي تحسن للعرب بان تسمح لهم بالدخول إلى الكنيست، نحن الذين نحسن اليها بدخولنا إلى الكنيست».

عزمي بشارة هرب من اسرائيل، ولكن مقولته لا زالت سارية المفعول. ومن الان سيكون ايضاً سريان مفعول رسمي لتعبير «اعضاء الكنيست العرب»، ولن نتبلبل بعد الان بين اسماء القوائم المختلفة وباقي الاسماء التي حاول العرب من خلالها استعراض الخصوصية بالفكر والمواقف السياسية. ولم يبق امام المعسكر الليبرالي في اسرائيل الا اقناع العرب بالخروج والتصويت لقائمتهم الموحدة كي يغسل يديه ويرفع العتب عنه.
ان الجمهور العربي وقيادته ليسوا بحاجة إلى التوجيه الاسرائيلي الليبرالي كي يتحد ويقيم قائمة مشتركة، كما انهم لن ينتظروا حابسي الانفاس الدعوة لهم للخروج والتصويت من اجل ان يحسنوا للديمقراطية الاسرائيلية. فاي خيار تبقى لهم بعد أن حبسوا في نسبة حسم تعكس المقولة اليهودية في أن «العرب هم ذات العرب»، إذ ما الذي يغير من الامر في شيء في أن يكونوا في قائمة واحدة او في عدة قوائم، فهم على اي حال كلهم «كارهي اسرائيل».
رداً على مقال هيئة التحرير لصحيفة «هآرتس» في يوم الاحد من هذا الاسبوع تحت العنوان «ايها العرب اخرجوا للتصويت» وتمت ترجمته للعربية كتب رامي منصور وغازي النابلسي في موقع عرب 48 ان «هآرتس» تقدم النصح لعرب اسرائيل الذين تعتبرهم عديمي الرأي. ولهذا فانها ترى ان من مهمتها بصفتها «الانسان الابيض» ان ترسم الطريق الصحيح، ان منصور ونابلسي لم يفهما ان هذه ليست نصيحة بل تمني لجميع العرب ان ينقذوا المعسكر الليبرالي ذلك المعسكر الذي انجب «المعسكر الصهيوني» الحذر جداً من دعوة العرب للمشاركة في الائتلاف الحكومي معه، والذي يقف على رأسه يتسحق هرتسوغ الذي دعم في الماضي رفع نسبة الحسم. وتسيبي ليفني التي دعمت قانون القومية. وهذا الذي يعلن ان احداً لا يعلمنا كيف نكون صهاينة؟ والذي يرى مشاركة العرب تهديدا لشعبيته.
على الرغم من ذلك فان القائمة الموحدة هي في مصلحة العرب، لا شك في ذلك. فلاول مرة سيتبلور التماثل بين الجمهور وقادته على قاعدة وطنية اثنية، وليس على اساس حزبي سياسي. الواجب الوطني سيملي على العرب ان يصوتوا للعرب وفقط للعرب وهذا سيكون من الان فصاعداً احد مزايا الديمقراطية الاسرائيلية.
ان القائلين ان كتلة عربية كبيرة في الكنيست ستمنع التشريعات العنصرية او تقدم مكانة العرب في اسرائيل سيتعين عليهم أن يوضحوا كيف ستكون اضافة ثلاثة إلى اربعة اعضاء كنيست عرب قادرة على منع تشريع قانون القومية وضمان مكانة العربية كلغة رسمية ومنع بناء المستوطنات. وسيضطرون إلى حل التناقض القائم بين حقيقة «المعسكر الصهيوني» من خلال دعوتهم العرب للائتلاف الحكومي والتوقع بان الكتلة العربية ستغير شيئا ما. ولو افترضنا ان كتلة «المعسكر الصهيوني» ستنجح في الانتخابات فهل سيجرؤ الائتلاف الذي تقيمه ان يستند إلى دعم الكتلة العربية لسياسته؟ ولا يتطلب جهد كبير التقدير ماذا ستكون قوة القائمة العربية الموحدة اذا نجح المعسكر اليميني الوطني في الانتخابات .
ان دحر نتنياهو وحاملي الراية العنصرية الذي عملوا معه في الحكومة هو الهدف الملزم. ولكن من يحمل راية القضاء على العنصرية القومية ليس مخولا في نفس الوقت ان يتعامل مع العرب وقائمتهم وكأنهم شيئا التصق بالحذاء. فالطريقة التي قرر فيها العرب التوجه إلى الانتخابات هي شأنهم، أما مشاركتهم في اشفاء الدولة فهي قضيتنا جميعا.

هآرتس

 

حرره: 
م.م