العرب هم الأمل

كوبي نيف

اقامة القائمة العربية الموحدة مع اليهودي الوحيد فيها هي بشرى سارة تحمل في طياتها امل جديد وحقيقي لشعب إسرائيل، لذلك على كل يهودي حسن النوايا ان يصوت لصالحها.
صحيح أن تشكيل هذه القائمة والتصويت لصالحها لن يغير شيئا في الانتخابات القادمة، وسوف يعود بنيامين نتنياهو ليكون رئيسا للحكومة. عندها سوف يتضح بأن اولئك الذين اقسموا باسم ابائهم المؤسسين « بأنهم سيعملون ما بوسعهم كي لا يعود نتنياهو رئيسا للحكومة»، سوف يتقبلون بخضوع زائف، رغبة الناخبين وينضموا إلى حكومة نتنياهو، والتي يصفونها الان على اعتبار انها كارثة قومية» سوف تجر إسرائيل إلى فم الهاوية» وما إلى ذلك.
من الواضح انهم يفعلون كل ما في طاقتهم كي لا يكون نتنياهو رئيسا للوزراء»، باستثناء شيء واحد ـ التنسيق مع إخوتنا المواطنين العرب والحزب الخاص بهم.
تقريبا كافة الاحزاب الصهيونية، اي اليهودية، ومعظم زعاماتها على استعداد للتعاون برغبة شديدة، وهو أمر سبق وان أثبته معظمهم بشكل واضح قبل نحو شهرين، مع شخص اعتقدوا وما زالوا يعتقدون بأنه مشعوذ وفاسد وضيع، والذي يقود دولة اسرائيل إلى الكارثة والخراب. لكنهم بالمقابل، أن يشكلوا حكومة مع، أو ينسقوا مع حزبا عربيا، يمثل خُمس مواطني دولة اسرائيل، لكي يمنعوا هذه الكارثة الكبيرة التي يطلقون نداءات التحذير منها، هم ليسوا على استعداد، ابدا ليسوا على استعداد ولن يكونوا.
ولكن – ومن لم يفهم ذلك الان سيفهمه بعد الانتخابات – لا يوجد طريقة لوقف دحرجة دولة اسرائيل على الطريق القومي المتعصب وصولا إلى الهاوية، إلا عبر التعاون السياسي اليهودي – عربي. وغير ذلك عبث. والقائمة العربية الموحدة الجديدة، مع اليهودي الوحيد فيها، بوسعها ان تكون صنارة الانقاذ لهذا الأمل. الشروع في هذا التعاون، هو الميلاد الجديد لنا في فتحة الانقاذ.
وبالطبع، هذه قائمة عربية في الاساس، وبها فقط يهودي واحد في مكان مضمون، يوجد بها قوميون عرب وكذلك متدينون متعصبون. ما المشكلة؟ اليست القوائم اليهودية – معذرة الصهيونية – كذلك؟ هل توجد في قائمة منها اكثر من عربي واحد، هذا إذا وجد، في مكان مضمون؟ الليكود، والبيت اليهودي ويسرائيل بيتنو، كل تلك الاحزاب التي شكلت الحكومة الحالية والحكومة القادمة، مليئة بالقوميين، العنصريي والمتعصبين من كل الانواع والاجناس.
لكن العرب ملغيون، ملغيون ليس بسبب آرائهم، ليس بسبب تعصبهم، وليس بسبب اديانهم، هم ملغيون فقط لكونهم عرباً. لا يعود السبب في وجود يهودي واحد في القائمة العربية المشتركة إلى كونهم لا يريدون يهوداً، بل كون الاحزاب اليهودية لا تريدهم، ليس كشركاء وليس بأي حال. فالعرب ليسوا مقبولين عند الصهيونيين كشركاء او حلفاء، ولكن كغربا، كآخرين، كأعداء.
اعداؤنا، ممن يعرضون حياتنا للخطر، هم ليسوا المواطنين العرب، لكن العصبية القومية، والتعصب، والعنصرية. الحرب في مواجهتها يجب أن لا تكون اقصائية، ولكن سوياً، كتفا إلى الكتف، مع إخوتنا المواطنين العرب.
كل الأحاديث عن دولة «يهودية ديمقراطية» هي مجرد خيال، فبدون العرب، بدون إشاركهم في كافة مناحي الحياة، فلا يوجد ولن يكون هنا ديمقراطية، وعلى ماذا سنحصل، وما الذي حصلنا عليه الآن، وبكميات كبيرة، هو بالضبط دولة يهودية دينية قومية عنصرية متعصبة، والظلام يسود في الطريق إلى الهاوية.

هآرتس

حرره: 
م . ع
كلمات دلالية: