لسنا وحدنا في الجبهة

بقلم غابي سيبوني
الاحداث الاخيرة في الشمال أثارت مجددا الخوف من التصعيد الشامل في الجبهة الشمالية. في مقاربة تمثيلية أُجري مؤخرا في معهد بحوث الامن القومي فحص تم فيه فحص أحداث مشابهة بهدف تقدير المصالح لكلا الطرفين في المنطقة، وفحص إلى أي مستوى يمكن لاحداث معينة أمنية أن تؤدي إلى التدهور الشامل.
رؤية الخبراء الذين قاموا بتمثيل دور حكومة اسرائيل كانت أنه يوجد لاسرائيل هدفين استراتيجيين: الامتناع عن التصعيد وتعزيز قوة الردع الاسرائيلية. حيث يكون بين هذين الهدفين توترا مفهوما، ومن شأن عملية لتعزيز الردع أن تؤدي إلى تدهور. احداث الايام الاخيرة تؤكد هذا الامر، والآن فان تبادل اللكمات بين اسرائيل وحزب الله منضبط ويهدف إلى منع التصعيد. من الجهة الاخرى فان الخبراء الذين قاموا بتمثيل دور نشاطات حزب الله افترضوا أنه يكفي بسلسلة من العمليات المحكمة يمكن نقل رسالة وخلق معادلة ردع جديدة. حجم الرد الاسرائيلي عزز تقدير الخبراء بأن اسرائيل غير معنية بالتصعيد في الوقت الحالي.
خلال المقاربة التمثيلية حاولت كل الاطراف أن ترى في الحادثة الاخيرة جولة قصيرة من اللكمات والامتناع عن التصعيد غير المدروس. ايضا كان يمكننا أن نرى أن التقديرات المنضبطة، سواء من جهة إيران، حزب الله واسرائيل هي تقديرات قوية، يبدو أن إيران وحزب الله ليسا معنيين بفتح جبهة واسعة في هذه الفترة رغم قوة الضربة التي أصابتهم بتصفية القادة الكبار في سوريا.
في المقابل علينا أن نتذكر دائما أنه في تمثيل كهذا هناك صعوبة مفهومة بالقدرة على معرفة المنطق الداخلي للخصم، حيث أنه في الساحة الشرق اوسطية يعمل اضافة للاعتبارات المنطقية اعتبارات عاطفية واعتبارات تتعلق بالشرف. يجب عدم الاستخفاف بهذه الاعتبارات. العملية الاخيرة في سوريا أدت إلى تجاوز الخط غير المرئي، ذلك الخط الذي يمكن أن يكون تجاوزه احيانا خارج السيطرة، ومن شأنه أن يتسبب بفقدان السيطرة والانجرار إلى الحرب حتى لو كانت غير مرغوب فيها من قبل الاطراف.
احدى الافكار المهمة التي ظهرت خلال المقاربة التمثيلية كانت تتعلق بضعف المحور الشيعي في المنطقة مقابل رفع رأس المحور السني الراديكالي الذي ممثلوه، عناصر الجهاد وداعش، يستمرون في تحدي المحيط والمنطقة. فرض الخبراء كان أن إيران وحزب الله يمكنهما التقدير أن مواجهة شاملة مع اسرائيل يمكنها أن تؤدي إلى اضعاف آخر. هذه الفكرة مع الوضع الداخلي في لبنان من شأنها أن تحول اسرائيل إلى لاعبة ثانوية في أهميتها، سواء لحزب الله أو لإيران لأن الوضع يمكن أن يستمر كذلك في السنوات القادمة.
يبدو أنه ليس هناك من يُقدر أن عملية الاغتيال في هضبة الجولان التي قتل فيها ضابط إيراني كبير وابن مغنية ونشطاء آخرين من حزب الله ستمر بدون رد هام. حتى لو أن اسرائيل لم تأخذ مسؤولية هذه العملية إلا أنه من وجهة نظر حزب الله وإيران اسرائيل هي المسؤولة بصورة واضحة عن ذلك، لهذا عندما قال لي صديق مقرب إنه يجب الرد بقوة على عملية حزب الله أجبته أن الرد قد تم. حينما نريد مقارنة الاحداث الاخيرة يجب عدم التقليل من قوة الضربة التي أصابت حزب الله.
معاريف