الحزب الغائب

صورة توضيحية

بقلم ايلي بولاك

أحد المبادئ الاساسية للديمقراطية هو تساوي الفرص المطروحة أمام المواطنين لكي ينتخبوا للمؤسسات الحاكمة. قانون طرق الدعاية، الذي يمنع حملات انتخابية في وسائل الاعلام أعد لكي يمنع حالة يكون فيها لحزب معين أو لسياسي معين افضلية على منافسيهم بسبب ظهور اعلامي زائد غير متوازن. ليس سرا أن وسائل الاعلام في اغلبيتها تتحايل على القانون: السياسيون المحليون يتم اجراء المقابلات معهم في كل وسائل الاعلام، يستغلون كل منصة دولية من اجل بيع بضاعتهم، وفي أحسن الحالات يحاول المذيع أن يرمز لهم للتوقف. ولكن هناك حزب واحد تشير الاستطلاعات أنه سيحظى بـ 12 مقعدا في الكنيست القادمة، وهي تقريبا غير موجودة في وسائل الاعلام باللغة العبرية.

صوت الجيش افتتح الزاوية السياسية له عن طريق اسماع اصوات رؤساء الاحزاب – ابتداء من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وانتهاء برئيسة حزب ميرتس زهافا غلئون. لكن صوت رئيس القائمة المشتركة للاحزاب العربية، المحامي ايمن عودة، لم يسمع. ملاحظة صغيرة لكنها مميزة وتعرض المشكلة.
   إن جوهر القائمة المشتركة التي تشمل اربعة احزاب عربية – حدش، البلد، راعم وتاعل – أهدافها، وسائل عملها وبرنامجها يجب ان تهم كل المواطنين في اسرائيل. هل ستنجح القائمة في المحافظة على وحدتها بعد الانتخابات؟ ما هو موقف القائمة فيما يتعلق بالموضوع الايراني؟ ما هي سياستها فيما يتعلق بالطريقة الواجب التعامل بها مع حزب الله، ماذا بالنسبة لحماس؟.

من لم ينتخب في هذه القائمة يمكنه، وربما يتوجب عليه، أن يحصل على معلومات بخصوص مواقفها. المحللون السياسيون يتفقون أن حزب العمل وتسيبي لفني لن يستطيعوا اقامة حكومة بدون دعم القائمة العربية المشتركة. فهي تعتبر جسما حاجبا يستطيع منع السلطة عن اليمين. من سينتخب من احزاب اليسار عليه أن يعرف ما هو الثمن الذي ستأخذه القائمة المشتركة مقابل دعمها لحكومة اليسار. هل سيكون هرتسوغ ولفني مستعدان لدفع هذا الثمن؟ هل توجد خطوط حمراء تمنع السيدة لفني والسيد هرتسوغ من التعاون مع القائمة؟.

اسئلة مثل هذه تسأل صباح مساء بالنسبة لتعاون احزاب اسرائيل بيتنا وكلنا وشاس والحريديين في التحالف القادم. عضو الكنيست زهافا غلئون يطلب منها هذا الامر صباح مساء من قبل المذيعين على اختلافهم. لكن موقف الكتلة، التي يبدو أنها ستكون الكتلة الرابعة في الكنيست في حجمها، غير مهم على الاقل على ضوء تجاهل وسائل الاعلام.

ليس أقل من ذلك أهمية معرفة ماذا تقول هذه الكتلة للمواطنين العرب في الدولة. هل رسائلها بالعربية تشبه رسائلها بالعبرية؟ هل تعترف بحق دولة اسرائيل في الوجود كدولة يهودية؟ أو هل تطلب أن تكون دولة اسرائيل هي دولة كل مواطنيها؟ هل هناك معارضة داخل الوسط العربي للقائمة المشتركة؟.

لماذا تخفي وسائل الاعلام الاسرائيلية القائمة؟ ربما يكون ذلك كسلا وقلة معرفة. القائمة المشتركة لا تتوجه الى الجمهور اليهودي، لا تنقل بيانات مدوية للمراسلين، وهؤلاء في المقابل لا يتطرقون لهم. ايضا عندما لا تكون انتخابات فان السياسيين العرب تقريبا لا يحسب لهم حساب في وسائل الاعلام العبرية، لكن ربما هناك سبب آخر ليس بهذا القدر من السذاجة. وسائل الاعلام، التي جزء كبير منها يأمل تغيير الحكم، تعرف أنه ليس بالامكان القيام بذلك بدون القائمة الموحدة. لدى العديد من وسائل الاعلام ربما هناك خوف من أنه عندما يعرف المواطن الاسرائيلي العادي عن مواقفها، سيقتنع بأن عليه عدم تغيير الحكم.

السبب الثالث عنصري. الكثير من الصحفيين كما يبدو لا يقدرون بصورة صحيحة مثقفي القيادة العربية، ولا يقدرون أنه توجد لديهم مواقف مهمة وأنهم يستطيعون تسليط الضوء على مسائل تهمنا جميعا من زاوية اخرى مختلفة.

الخاسر الاكبر من اخفاء القائمة المشتركة هو الجمهور الاسرائيلي الذي يستحق اعلاما اكثر تعددية واكثر جدية.

اسرائيل اليوم 

حرره: 
س.ع