رسالة داعش إلى الأردن

معاذ كساسبة

في عصر الشبكة العنكبوتية لا أحد يستطيع نكران التهديد الذي طال الجميع وقد وصل الى أبوابنا
بقلم بوعز بسموت

 

في الوقت الذي كان يجري فيه في تلة الكابتول الاسماع السنوي بشأن التهديدات والتحديات التي تقف أمام الولايات المتحدة – قرر التنظيم الارهابي البربري، داعش، أن يصعد درجة: لقد أحرق تنظيم الدولة الاسلامية الطيار الاردني المسكين حياً، الذي سقطت طائرته في كانون الاول الماضي ـ بصورة مروعة ومثيرة للغضب وقذرة، وكل هذا كالعادة أمام عدسات التصوير.

رسالة داعش للاردن واضحة. المملكة الهاشمية، رفاقنا خلف الحدود هم الهدف القادم لحثالة الجنس البشري. هذه ليست مشكلة الاردن بل هي مشكلة كل واحد منا.
لا يستطيع احد ان يقول كما كان الامر سابقا «لم نعرف» ـ حيث انه في ايامنا في وجود الشبكة العنكبوتية ليس فقط نعرف كل الامور المروعة التي تحدث، لكننا نراها ايضا. نحن نرى كيف قطعوا أمس رأس امريكي وبريطاني وياباني واليوم يحرقون حتى الموت في قفص صغير اردني مسكين ذو مستقبل واعد، ويستمر العالم في عمله اليومي. التحالف المكون من 62 دولة لم يستطع وقف هذا السرطان الذي ظهر داخلنا وسمي بداعش، أمر مدهش.

كل مواطن في عالم اليوم ـ مسلم، مسيحي أو يهودي – عليه أن يقول «حتى هنا»، لكن الواقع شيء آخر. في كل دقيقة ينضم شخص جديد، طبيعيا أو ايديولوجيا، لهذا الفيروس الذي سمي الجهاد. كل هذا يحدث في الوقت الذي يرفض فيه رئيسا امريكيا حاز على جائزة نوبل للسلام، براك اوباما، حتى الآن – ايضا اليوم – أن يضع على شفتيه الكلمتين «ارهاب اسلامي». ما العمل يا سيادة الرئيس. لكن نفس «الارهاب الاسلامي» – نعم ارهاب اسلامي – يستمر في الانتشار، القتل، وتجنين العالم. إنه يذبح ايضا وفي الاساس المسلمين الذين لا يسيرون في طريقه.

شاهدت أمس الفيلم القصير الذي ليس عليكم رؤيته. يبدأ الفيلم بصورة الملك عبد الله ومشاهد هجوم جوي ومن ثم يصلون الى الجزء الاساسي: الطيار يتحدث للكاميرا في الاستوديو. هناك ضوء على عينه اليمنى. يتحدث بالعربية ويلبس الملابس البرتقالية التي يعرفها كل طفل في العالم. يصف طلعته الجوية.

وعندها تظهر ثمانية أعلام عربية للدول المشاركة في الحرب. عندها تظهر صورة لطفل يبكي. حينها يصلون الى اللحظة المفزعة: الطيار يسير في مكان يبدو مثل جهنم. نرى حيوانات داعش يقفون مسلحين ومعهم اسلحة كالعادة ولكن ليس لديهم قلوب. الطيار مفزوع ومنهك – يظهر في داخل قفص. يبدو أن هناك مادة مشتعلة صبت عليه. عندها يظهر رجل داعش، وجهه مغطى، ويشعل القفص. موسيقى عربية دراماتية تناسب الصور. لو كان هذا فيلما للرعب هوليوودي لكان مُنع للترويع الذي يتجاوز حدود احتمال الانسانية. الطيار المسكين أحرق، وهو يمسك بوجهه وينهار. شاهدت الفيلم وصليت ودعوت ألا يشاهد والديه ذلك.

الارهاب الاسلامي قتل الطيار المسكين، سيدي الرئيس. هذه الحيوانات يجب ازالتها من العالم لأن هذا ما يريدون صنعه لنا ولقيمنا: ابادتنا.

داعش، لمن لم ينتبه، في العراق وسوريا ولبنان – يهدد الاردن، تماما بقربنا. ربما حان الوقت لنفهم أين نعيش وماذا نما في محيطنا، الشرق الاوسط في الوقت الذي كنا نتعجب كيف يكون أنه لم يتحقق السلام حتى الآن؟.

الشرق الاوسط يزداد تفاقما، الدول فيه تتمزق، رؤساء (الاسد) يقومون بذبح ابناء شعبهم ويبقون في الحكم، قوات غربية ترجع الى البيت وكأن التهديد قد انتهى، وطالبان يتم تعريفها في واشنطن كحركة مقاومة سرية وليس كمنظمة ارهابية. وفي الوقت الذي نحن مشغولون فيه بتدوير القناني – الارهاب الاسلامي يقدم لنا قصص مروعة جديدة.

اسرائيل اليوم 

حرره: 
س.ع