هل يخاف بوجي (هرتسوغ) من بيبي (نتنياهو)؟

نتنياهو

بقلم طال نيف
 

شعور بالشلل أصاب المعسكر الصهيوني. شعور بالاستسلام. البلبلة، وربما شعور بالهزيمة. كلهم ممتلئون بالنصائح المتفجرة، في الوقت الذي نجح فيه تجمع المعسكر الصهيوني بالامس  برفع يافطة واحدة فقط، وبتكلفة 1.4مليون شيكل على تلة ما، مقابل ذلك تم من الطرف الآخر عرض المشهد المرعب المسمى «مؤتمر صحافي» وفي ساعات المشاهدة القصوى، برئاسة يريف ليفين، ميري ريغف وتسيبي خوطبولي ـ يحرضون ضد الجمهور الراغبين في استبدال بنيامين نتنياهو. ما هذا؟ هل نتنياهو هو لطخة أثناء الولادة لا يمكن إزالتها؟

  ديفيد شومرون، اللسان المأجور لنتنياهو، والذي عمل على عدم ضبطه في تصريح غير مناسب على شاشة التلفزيون – يعمل على توجيه اصبع الاتهام لمنظمة v 15(نصر 15) ويتكلم بمصطلحات قضائية حول قانون تمويل الاحزاب، ولكن منطقه ومنطق حزب الليكود بشكل عام، يتمثل في التالي: ليس ممنوعا فقط الرغبة في تغيير السلطة القائمة، لكن كل من يريد ذلك هو إرهابي بالفعل وليس أقل من ذلك. هذا الجدل العنيف والمناور والخطير يترك أثره السيء على كامل المنظومة السياسية.

مثل الحملة الانتخابية التي جرت عام 1981، يسود الان في الحملة الانتخابية الحالية اجواء مرعبة، مصحوبة بدعاية سامة اسيدية، ويجري ذلك عبر صحيفة واسعة الانتشار، حيث يختصر مصطلح «أخبار» لديها عبر الكتابة الموجهة التي تركز على الاعمال السيئة للعرب حيثما يكونون، دون التمييز بين احتجاج مدني في مجلس بلدي ما وبين ما يجري في سوريا وتمتنع بالمقابل عن ايراد اي تقرير حول شكوك بسرقات في مقر رئيس الوزراء
على مواطني اسرائيل أن يقلقوا، أن يقلقوا جدا. لان المواطنون المسافرون بالحافلات، الذين لا يملكون المال لاقتناء سياراتهم الخاصة، وليس بمقدورهم انفاق اموالهم على شؤون عامة، يحصلون على صحيفة مجانية مكرسة باكامل للتخويف اللا متناهي، والتي تسمرهم في اماكنهم: فقراء، مرتعبون، مقتنعون بأن «الأمن» هو توراه مفتاحها موجود فقط لدى شخص واحد ـ نتنياهو.

على الرغم من كل ما ذكر ـ أي  الصحيفة المؤيدة له، الأجواء التي أشاعوها مثل «هو مسكين، كانت هذه زوجته، هو تمام» إضافة إلى التحريض ضد الصحافة المغاير – فالمعسكر الصهيوني لا يستطيع الافتراض بأنه لا يوجد جمهور يقف خلفه، ممنوع عليه ان يتقبل دعاية اليمين، والتي وفقها كل مواطني اسرائيل مستعدون للاستمرار في إعالة حكم مفرد غير نهائي.

مرة تلو مرة علينا ان نذكر: نتنياهو ليس قدراً، ولا يجب الخوف منه إلى هذه الدرجة. هل يخشى يتسحاك هرتسوغ من بنيامين نتنياهو؟
ليس من السهل شق صورة نتنياهو، خصوصا انها شخصية ملتوية،  وهي كذلك تراجيدية على طريقة المصطلحات الشكسبيرية. في أجواء التحريض اللاديمقراطي التي هو بالذات المسؤول عن صنعها، الامر الذي كشف ثلماً إضافيا في شخصيته، – كانت النتيجة الاولية نهضة التعاطف معه،  فقد بدا للجمهور المؤيد له والذي يتشرب بعطش شديد الترابط بين استبداله وبين عمل ارهابي. باعتباره مظلوم، انساني، ضعيف، وصحيفته تساهم على المحافظة على هذا التعاطف. ولكن ذلك كله وهم يمكن تحطيمه، وهذا هو الوقت لفعل ذلك.

بدلا من الوقوف بعيدا عن منظمة ديمقراطية مثل نصر 15 والتي تطالب لنفسها مجددا بحقها في قول ليس بعد، وبدلا من الاعتماد فقط على مؤهلات تسيبي ليفني كشريك يوجد لها القوة الجسدية لمواجهة نفتالي بينيت، وللوقوف في وجهه والقول له انت كذاب (موقفها حول الجولان)، بدلا من اخفاء القوة البرلمانية والفعالة للقائمة، وبدلا من اتخاذ موقف الدفاع ـ يجب على هرتسوغ مواجهة نتنياهو، شخصيا، دون خوف.

نتنياهو ليس كلي القدرة.  ليس لديه حقا آلهيا لكي يكون رئيس الوزراء في اسرائيل. يجب على شخص ما ان يهز هرتسوغ، أن يخرجه من حالة الكآبة والنعاس،  أن يدفعه إلى التخلص من الإيمان بأن «الشعب» جاهز فقط للقيصر عظيم الالقاب من قيساريا، صفعتين، إلى العمل.

هآرتس

حرره: 
س.ع