حرق الطيار سيعمل كسهم مرتد

حرق الطيار سيعمل كسهم مرتد
بقلم رونين إسحق
«الرد على تصفية الطيار سيكون حاسما وقويا»، هذا ما قاله وزير الاعلام الاردني الدكتور محمد المومني.
جاء هذا التصريح على خلفية الاضطرابات التي انتشرت في مدينة الكرك مدينة الطيار الاردني معاذ الكساسبة بعد أن تم الاعلان عن حرقه من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
انتشار الاضطرابات في مدن اخرى في المملكة إلى درجة الفوضى وانعدام الاستقرار السياسي كان جزءً من الاحتمالات التي تم اخذها في الحسبان في الاردن، بعد أن هدد رجال الدولة الإسلامية باعدام الطيار الاسير اذا لم يتم اطلاق سراح المخربة ساجدة الريشاوي من السجن.
رغم ذلك يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية اخطأ حينما قرر أن يعدم الطيار الاردني الاسير.
إن تجربة الماضي في الاردن تبين ان احداث الإرهاب التي وجهت باتجاه مواطني المملكة، قامت بتوحيدهم وأعطت لقوات الأمن حرية اوسع للعمل لاجتثاث الإرهاب.
هكذا حدث عشية احداث ايلول الاسود في عهد الملك حسين في 1970، وهذا ما حدث ايضا بعد الاعمال الإرهابية الاكبر في تاريخ المملكة الاردنية في تشرين الثاني 2005 حيث قام انتحاريون من القاعدة بتفجير انفسهم في ثلاثة فنادق في عمان، وقتلوا نحوا من 70 شخصا. ساجدة الريشاوي التي لم تفجر نفسها، التي طالب تنظيم الدولة الإسلامية باطلاق سراحها، كانت واحدة منهم.
حسب تقارير المخابرات، عشية العمليات الإرهابية في تشرين الثاني 2005، كان الدعم لتنظيم القاعدة في الاردن الاكبر في العالم العربي، ووصل إلى نحو 70 بالمئة. لكن بعد العملية هبط الدعم الاردني للتنظيم إلى 20 بالمئة فقط. معارضة السكان للقاعدة بعد تنفيذ العملية الإرهابية ضد المواطنين في الاردن والاشمئزاز منها والرغبة في ابعادها عن الاردن، مكنت قوات الأمن الاردنية على العمل ضدها بصورة حاسمة، وهم متحررين من أي ضغوط سياسية داخلية.
نشاطهم الناجح وتعزيز التعاون مع اجهزة الاستخبارات الغربية أديا إلى تصفية الزرقاوي و إلى احباط عمليات إرهابية اخرى من مدرسة القاعدة و إلى اعادة الأمن والهدوء للمملكة.
يبدو أن الحكومة الاردنية ستضطر إلى أخذ الرأي العام في الحسبان عندما ستقرر بشأن الرد المناسب ضد تنظيم الدولة الإسلامية نظرا لأن الدعم له في الاردن هو من الاعلى في العالم، ونسبة المتجندين لصفوفه تجاوز الألفي رجل. كما أن مظاهرات الأمس في الكرك التي كانت تهدف إلى الضغط على النظام الاردني لالغاء دعمه للتحالف الدولي لئلا يصطدم ثانية مع التنظيم، من شأنها التأثير على النظام الهاشمي.
ومع ذلك ليس من المستبعد أن حرق الطيار الاردني يمكنه أن يخلق مع خمود الاضطرابات والمظاهرات تأثيرا سلبيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويخفض نسبة الدعم له في اوساط الاردنيين، الامر الذي سيمكن الجيش الاردني من الدخول بكامل قوته إلى المعركة ضد التنظيم وأن يأخذ دورا أكثر فاعلية.
كما أن القرار الاردني باعدام الريشاوي فورا، بالتوازي مع نشيط آخر من القاعدة، الذي خطط لعملية في الاردن، يعبر عن بداية المعركة المتوقعة ضد التنظيم.
القدرة التنفيذية إلى جانب المستوى الاستخباري العالي للاردنيين من شأنها أن تساهم كثيرا في انهاء تنظيم الدولة الإسلامية واجتثاث الإرهاب، الذي يمكن أن يوجه للاردن في المستقبل.
إسرائيل اليوم