يعتقد المحللون أن على رئيس الحكومة أن يكونَ حكيمًا وليس محقًا

تسيبي ليفني

ليست مواجهة انتخابية بل تاريخية
بقلم بوعز بسموت

 

دعت القناة 2 أمس رؤساء الاحزاب إلى مواجهة. تقريبا كلهم استجابوا وقالوا للمشاهدين باستثناء مكتب نتنياهو، كيف؟ هل نتنياهو خائف؟.

وبموازاة ذلك، أعلن نتنياهو أنه قرر أن يخطب في الكونغرس من اجل أن يحذر من اتفاق سيء يتم قبوله من ادارة اوباما قرر نهائيا. تقريبا كل رؤساء الاحزاب يعارضون الخطاب في الكونغرس ويعتقدون أن على رئيس الوزراء النزول عن الشجرة العالية التي تسلقها بقبوله دعوة رئيس الكونغرس، جون باينر، لالقاء خطاب هناك. نتنياهو قرر عدم التنازل. فمن وجهة نظره يوجد له في شهر آذار في تلة الكابتول لقاء مع التاريخ. إيران نووية تشكل تهديدا وجوديا على دولة اسرائيل، الامر الذي يبرر من ناحيته مواجهة «اضافية» مع اوباما. نتنياهو سيسافر. كيف؟ يندهشون في اسرائيل. ألا يخاف نتنياهو؟.

كما يبدو توجد في عالمنا مواجهات مخصصة لزيادة نسبة المشاهدة (مواجهات انتخابية)، وتوجد مواجهات تاريخية. وعلى كل واحد اختيار المواجهة الصحيحة.
رجعت أول أمس من جولة قصيرة في الولايات المتحدة. في اسرائيل تُبرز وسائل الاعلام المعارضين للخطاب ومبادرة منظمة «جي ستريت» (ليسوا من اتباع جابوتنسكي)، التي تطلب من نتنياهو التراجع عن الخطاب الذي سيضر حسب رأيها بعلاقات اسرائيل بالولايات المتحدة.

لكني رأيت هناك يهودا كثيرين، وسياسيين يعتقدون العكس. هم يعتقدون أن نتنياهو يجب عليه أن يأتي ويخطب. رأيت ايضا يهودا ديمقراطيين كثيرين ممن صوتوا لاوباما لكنهم لا يتفقون مع سياسته الخارجية في الشرق الاوسط التي فشلت دائما.

صحيح أن هناك من يعارضون الخطاب مقابل الداعمين له. المشكلة المركزية هي أن قصة الخطاب تحولت لتصبح قصة سياسية. ومن المحظور أن تتحول إلى سياسية. ضد إيران النووية، ضد نظام آيات الله، من الضروري وجود اجماع. اذا لم يكن بين الدول العظمى فعلى الاقل في الغرب. وإن لم يكن في الغرب فعلى الاقل بين الاصدقاء، الولايات المتحدة واسرائيل. يوجد كما هو مفهوم من يقولون لنا إن نتنياهو حدد خطابه في وقت قريب من وقت الانتخابات. هؤلاء أنفسهم، كانوا سينتقدونه في كل الاحوال.

الادارة الامريكية في الطريق إلى توقيع اتفاق سيء مع إيران. الدلائل تشير إلى أن اوباما يريد اتفاق بكل ثمن. ويشهد على ذلك التنازلات الكثيرة من قبل الادارة منذ تجديد المحادثات في تشرين الاول 2009. في سويسرا، تركيا، كازاخستان، العراق وروسيا رأينا كيف أن التنازلات للإيرانيين قد أخذت في التزايد. إيران ستحتفظ باجهزة الطرد المركزي، وباليورانيوم المخصب، حتى أنها ستستمر في تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض. وهذا يبقونه في يد خامنئي وليس في يد الأم تريزا.

في حينه سيفسرون لنا لماذا نتنياهو يقوم بدهورة العلاقات الاسرائيلية الامريكية. هل العلاقات وصلت حقا إلى مستوى متدنٍ غير مسبوق، لقد كانت لنا مواجهات مع الامريكيين في مفترقات تاريخية في هذه العلاقات. يوجد الكثير من النفاق في هذه القصة. لقد تم اعطاء الحق لديفيد كاميرون، رئيس حكومة بريطانيا، لاقناع اعضاء الكونغرس بعدم التصويت على عقوبات جديدة في الوقت الذي يُمنع ذلك على نتنياهو. ربما لأنه لواحد منهما توجد انتخابات في آذار (اسرائيل) وللثاني في أيار (بريطانيا.)

المحللون ذوو الصوت الواحد لدينا يشرحون أن رئيس الحكومة عليه أن يكون حكيما بدل أن يكون محقا بالنسبة للموضوع الإيراني. نتنياهو في الاساس عليه أن يكون محقا بدل العمل من اجل أن يبدو جيدا في نظر اوباما. لو كنا سننتخب زعيما وفقا لخضوعه للادارة الامريكية، فيمكننا الافتراض أن الحياة السياسية لبن غوريون وبيغن كانت ستكون أقصر. اوباما لن يغفر حتى لو قام نتنياهو بتأجيل خطابه. لكن الاكثر أهمية: التاريخ لن يغفر.

إسرائيل اليوم

حرره: 
س.ع