الأقلية العربية في إسرائيل لديها من التجربة ما يجعلها لا تتأثر بثرثرات حنين

حنان الزعبي

استبعاد الزعبي
بقلم يعقوب عميدرور

 

من المؤسف جدا أن لجنة الانتخابات ألغت ترشح عضو الكنيست حنين الزعبي. بالضبط هي، بتصرفاتها، تتبرع بدون ضرائب لدولة اسرائيل في صراعها ضد العالم. في كل مكان يتم فيه مهاجمة اسرائيل لكونها غير ديمقراطية وتمس بالعرب ولا تعطي حقوقا متساوية لمواطنيها غير اليهود ـ تقدم الزعبي فائدة غير عادية. كلامها القاسي وشتائمها من جهة وحقوقها كعضو كنيست عربية من جهة اخرى تُسكت جزءً من الانتقاد لاسرائيل.

السؤال هو هل اقوالها تؤدي بعرب اسرائيل لاتخاذ نشاطات فعلية، وهل تحريضها يؤدي إلى التطرف. إسمحوا لي أن أشك في ذلك. الاقلية العربية في البلاد هي حكيمة ومجربة بحيث أنها لا تتأثر من الثرثرة التي لا أساس لها للزعبي. الاقلية العربية ليست مجموعة من الاشخاص الحمقى الذين يأخذون أقوالها على محمل الجد، ويصعب أن نجد من قام بعمل بسبب اقوالها. ليس للزعبي تأثير على مجموعة كبيرة مثل الشيخ رائد صلاح الذي يقود الحركة الإسلامية ومؤيدوه يمتثلون له. هي موجودة في الحقيقة في هامش حياة عرب اسرائيل وعلى الاقل على اعصاب بعض اليهود الحساسين. هي لا تؤثر في شيء. إسمحوا لها بالكلام فخسارة أن نفقدها في حربنا على صورة اسرائيل. يُفضل أن تكون عضو كنيست بدلا من تلك التي أُبعدت من هناك وعلى رأسها اكليل القديسة المعذبة.

لكن عرب اسرائيل يستحقون اهتماما أكثر جدية، بدون علاقة مع عضو الكنيست. في المجالات التي يوجد فيها تخلف في المناطق التي يعيشون فيها يجب اعطاءهم علاقة تفضيلية من اجل جسر الهوة. منذ اللحظة التي تكون فيها أقلية معينة كجزء من مواطني اسرائيل فمن غير الممكن ومن الممنوع التمييز السلبي ضدها، بل العكس، يجب تمييزها ايجابيا. علينا نحن اليهود أن نعتاد على أننا الاغلبية في الدولة. هذه دولتنا ونحن نستضيف عندنا أقلية ربما لا تحب هذه الحالة المتشكلة، لكنها تعيش هنا ويجب أن نُمكنها من ادارة حياتها بحيث لا تتضرر فيها حقوقها الشخصية. كما يجب أن نبدي حساسية تجاه جزء من حقوق هذه المجموعة، مثلا في كتابة وثائق الدولة بالعربية، وبالتأكيد فان الامر ينطبق على اللافتات في الشوارع وأسماء الشوارع. من المحظور ابعاد العرب عن الامور العامة وتصعيب حياتهم بيننا. إن القرار بخصوص السيدة الزعبي كان في الاتجاه غير الصحيح.

حتى الآن يفاجئنا عرب اسرائيل بصورة جيدة، حيث أن مشاركتهم في الارهاب قليلة جدا. من المعقول أن يكون بينهم من يؤيد الاوساط الارهابية، هذه أو تلك، لكنهم يمتنعون عن المشاركة في تنفيذ العمليات نفسها. وهذا في رأيي نتيجة فهمهم للثمن المحتمل على الصعيد الشخصي والجماعي، لكن يبدو ايضا انه جاء نتيجة فهم مختلف للمسموح والممنوع، وايضا من ناحية اخلاقية. من هذه الجهة فان اغلبيتهم يختلفون عن القتلة الإسلاميين في أرجاء المنطقة. علينا تذكر ذلك جيدا عندما نبحث في الوضع الآني لعرب اسرائيل وكيف يمكن تحسين شبكة العلاقات بينهم وبين الدولة. اغلبيتهم العظمى لا يُشجعون الارهاب ولا يساعدونه.

سياسة الحكومة يجب أن تكون واضحة. عدم الاستعداد للمشاركة في الارهاب ومنع التحريض على الارهاب حتى بثمن المس بحرية التعبير. يجب تقديم المحرضين على الارهاب للمحاكمة، لكن المسموح والمحظور في هذا المجال يجب اخراجه من العالم السياسي والاعتماد على الجهاز القضائي الذي عليه أن يوازن جيدا بين الاحتياجات المختلفة.

مقابل ذلك يجب أن يتم توسيع بصورة كبيرة الاستثمارات في البنى التحتية وباقي الاحتياجات. لعرب اسرائيل توجد حياة ليست سهلة لأقلية في وسط أكثرية يهودية تسيطر على الدولة، التي هي من كل النواحي دولة يهودية، أو على الاقل دولة اليهود، وهكذا يجب أن تكون.

يجب أن نُسهل عليهم في أن نكون اكثر هدوءا في ردنا على ظواهر تثير الغضب، لكنها قليلة الاهمية الفعلية في وسطهم، مثل اسلوب التعبير للزعبي وحتى بعض افعالها. يجب عدم اعطاءهم حقوق كمجموعة، لكن يجب الدفاع عن كل حقوقهم كأفراد وأن نكون يقظين فيما يتعلق باحتياجاتهم الخاصة في مجالات الثقافة واللغة. علينا كيهود أن نكون أكثر ثقة بأنفسنا وأن نُمكن الاقلية من أن تعبر عن رأيها دون خوف، طالما لا يتعلق الامر بالارهاب.

اسرائيل اليوم

حرره: 
س.ع